“بكرا النا” يكسر الحاجز المادي ويمكّن 40 ألف طفل من ممارسة هواياتهم
لم تعد تنمية مواهب الأطفال عبئاً ثقيلاً على الأهالي ذوي الدخل المحدود ممن تقف ظروفهم المعيشية حائلاً دون تسجيل أبنائهم بمعاهد ودورات لتعليم الموسيقا، والرسم، والتمثيل، وحتى الإعلام والرياضة، حيث مكّن مشروع “بكرا النا” الذي تبنته محافظة دمشق من “بابه لمحرابه” 40 ألف طفل من ممارسة رياضاتهم، وصقل رغباتهم، وبالمجان على أيدي نخبة من الأكاديميين والاختصاصيين في 30 مركزاً، موزعين على مدارس دمشق بغية الخروج بجيل سليم، رغم ما مرّ عليهم من ظروف قاسية كانت قد خلّفتها الحرب.
مشروع رائد
المشروع الذي بدأ في عام 2014 شاقاً طريقه عبر الأزمة، تضاعف عدد المنتسبين إليه من 400 طالب عند بدء انطلاقه إلى 40 ألفاً، حيث بيّن محمد السباعي مدير المشروع بأن “بكرا النا” يهدف إلى الخروج بالأطفال من دائرة الحرب، وتنمية مواهبهم، وصقلها على أيدي خريجين ومدربين يخضعون في كل مرحلة إلى تقييم من قبل أكاديميين وأساتذة لهم باع طويل في اختصاصاتهم، مشيراً إلى إشعال شمعة جديدة من عمر المشروع، وانطلاق المرحلة الرابعة منه، حيث لم يتم حتى الآن الإعلان عن الرقم النهائي للمستجدين، إذ مازالت المراكز تشهد نشاطاً في ملء الاستمارات مبشّرة بمستجدين راغبين بأن يكونوا جزءاً من أسرة “بكرا النا” الذي يضيف إلى مواهبه المتعددة مهنة الحرف التراثية، وأكد السباعي على مجانية المشروع، وعشوائية انتقاء المدارس، مشدداً على أن أهم الأهداف التي يسعى إلى تعزيزها، إلى جانب الخروج بفنانين ومتميزين صغار، ترسيخ حب الوطن، واحترام رموزه وقدسيته، وحب الآخرين دون الوقوف عند طوائفهم وانتماءاتهم.
فنون بصرية
رئيس قسم الفنون البصرية في مشروع “بكرا النا” بتول الماوردي بيّنت أن المتميزين في القسم البالغ عددهم 32 موهبة سيتم تدريبهم على أيدي مدربين وخريجين متخصصين ذوي كفاءات عالية في ثلاثة مراكز خاصة تم تحديدها في وقت سابق، إلى جانب التحضير لمنهاج فني اختصاصي خاص بهم لتأهيلهم، ليكون كل واحد منا مشروع فنان، وعن المرحلة الرابعة أشارت الماوردي إلى أن الأطفال المستهدفين ممن تتراوح أعمارهم 4 وحتى 16 سنة، سيتم تدريبهم خارج أوقات الدوام المدرسي في 30 مركزاً قديماً وجديداً، إضافة لـ 3 دور أيتام، وخمسة مراكز ملحقة بالمركز الرئيسي لنادي المحافظة، وذلك بعد أن تم تأهيل 93 مدرباً باختصاصات الرسم، والنحت، والأشغال اليدوية، والخط العربي، والتصوير الضوئي، وأشارت الماوردي إلى أن تقييم المواهب في قسم الفنون البصرية بمراحله الثلاث كان هدفها تحريض مشاعر الأطفال، ورؤية انفعالاتهم ضمن العمل الفني، إضافة لاكتشاف مدى قدرة كل منهم على الابتكار والتأليف، واختبار عملية الإدراك لديهم، ورؤية القدرة على المحاكمة العقلية، والتعبير الفني، في وقت تمخضت نتائج العمل في المرحلة الثالثة عن تجميل ٢١ مركزاً من قبل مواهب المشروع بإشراف المدربين، وتوثيق العمل بكل مراحله من البداية وحتى النهاية، وتضمن التجميل تزيين جدران بعض المدارس مع البهو والممرات، و٣ صفوف دراسية، في وقت تمت الموافقة على تنفيذ الرسوم والأعمال الجدارية من قبل اللجنة الاستشارية وفق دراسات قدمها المدربون في بداية المرحلة الثالثة.
رياضة وفن
في السياق ذاته أفادت رئيس قسم الرياضة سالي عياش بأن المشروع أتاح الفرصة أمام الكثير من الأطفال لممارسة هواياتهم دون التفكير بالأعباء المترتبة على ذويهم، وعن الرياضة بيّنت أن هناك أعداداً كبيرة من المتميزين، سواء في الألعاب الفردية أو الجماعية، إلا أن الأخيرة تتفوق على الفردية، وأشارت إلى خطة العمل الخاصة بالمتميزين التي يتابعها مشرف اللعبة، ورئيس الاتحاد للتأكد من تطوير مواهبهم، بالتوازي مع نية القائمين لعقد اجتماعات مع المواهب للتأكد من جديتهم والتزامهم، على أن يكون مطلع الشهر العاشر موعداً لانطلاق المرحلة الرابعة بعد أن تكون الاستمارات أغلقت في كل المراكز، وتطرقت عيّاش إلى مشاركة قسم الرياضة في “بكرا النا” بجميع الفعاليات والبطولات: “الدراجات، والطاولة، والجمباز”، وحصد مراكز أولى ومتقدمة، في الجانب الآخر أكدت آلاء زادة رئيس قسم التمثيل على وجود منهاج خاص للأطفال يدرب في المرحلة الرابعة تم وضعه بالاستعانة بلجنة الإشراف الموجودة، مبيّنة أن عدد الأطفال المتميزين والموهوبين وصل إلى 64 طفلاً، أما تقييم المواهب فقد تم بوجود عدد من الفنانين وأساتذة من المعهد العالي للفنون المسرحية للوصول إلى نتائج مرضية، في حين أكدت زادة على مشاركة القسم بعدد من الفعاليات، وبعروض مختلفة، والاستمرار فيها على غرار العرض الروسي، وصح النوم.
نجوى عيدة