مباحثات مكوكيّة للتوافق على مرشح للرئاسة العراقية
احتدمت معركة اختيار الرئيس العراقي الجديد بين 18 مرشحاً قدّموا أوراقهم لمجلس النواب، وسط أنباء عن حوارات متسارعة بين الكتل السياسية بهدف حسم التوافق على اسم واحد من بينها في جلسة غد الثلاثاء، وإلا فالتأجيل إلى موعد لاحق.
وذكرت مصادر عراقية أن 18 مرشحاً قدّموا، وكان آخرهم سيدة عراقية هي سروة عبد الواحد، أوراق ترشّحهم، حيث من المنتظر أن يلتئم مجلس النواب يوم غد الثلاثاء لانتخاب رئيس جديد للبلاد، وفق الموعد الذي كان قد حدده رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.
وقد شهدت الساعات الأخيرة لقاءات في بغداد وأربيل، ودعوات من قادة بعض الكتل إلى تأجيل جلسة انتخاب الرئيس إلى موعد لاحق، حيث يسعى رئيس حكومة إقليم شمال العراق، نيجرفان بارزاني، لإقناع بعض الأحزاب العراقية بضرورة تأجيل ملف اختيار رئيس الجمهورية إلى حين تتوصل أحزاب شمال العراق فيما بينها إلى اتفاق عليه.
وقال مصدر عراقي: إن أبرز ملف طرحه بارزاني خلال لقاءاته في بغداد مع العبادي، وفي النجف مع مقتدى الصدر، هو تأجيل التصويت في البرلمان على اختيار رئيس الجمهورية الجديد.
وبين أن “سبب ذلك يعود لخلافات داخل أحزاب شمال العراق حول تقديم المرشحين”، وأضاف: إن “بارزاني حصل على وعود إيجابية بدعم مقترحه من قبل السياسيين العراقيين”.
وتنصّ الفقرة الثانية من المادة (72) من الدستور العراقي على أن “يستمر رئيس الجمهورية بممارسة مهماته إلى ما بعد انتهاء انتخابات مجلس النواب الجديد واجتماعه، على أن يتمّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال ثلاثين يوماً من تاريخ أول انعقاد للمجلس”.
وعقد مجلس النواب العراقي جلسته الأولى في الثالث من أيلول الحالي، وقد يعني تأجيل انتخاب رئيس الجمهورية بعد الثالث من تشرين المقبل “مخالفة” دستورية، بحسب خبراء في القانون الدستوري.
يشار إلى أن نيجيرفان بارزاني وصل السبت، إلى العاصمة العراقية بغداد، وعقد فيها سلسلة اجتماعات مع قادة الأطراف السياسية، منهم حيدر العبادي ونوري المالكي وهادي العامري، قبل التوجّه إلى النجف للقاء رئيس ائتلاف “سائرون” مقتدى الصدر، في إطار مفاوضات انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة. وفي حالة عدم الاتفاق بين الكتل والأحزاب، فإن كل حزب سيتقدّم بمرشحه.
في الأثناء، ترأس العبادي اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني، تمّ فيه مناقشة الأوضاع الأمنية والحفاظ على الاستقرار ونتائج عمليات تطهير العراق من المجموعات الإرهابية، وخاصة في مناطق صحراء صلاح الدين والأنبار ونينوى.
ودعا المجلس إلى نزع الأسلحة من المواطنين وحصرها بيد الدولة والتصويت على الآليات الخاصة بها.
بالتوازي، برز تطوّر جديد بشأن الأحداث التي شهدتها البصرة جنوبي العراق خلال الأيام والأسابيع الماضية، حيث طالبت النائب عن تحالف الفتح انتصار الموسوي بطرد السفيرين الأمريكي والبريطاني من العراق لتبنيهما مشاريع تقسيمية والتدخل بشؤون العراق الداخلية، مشيرة إلى أن السفيرين يقفان وراء الأحداث التي شهدتها محافظة البصرة مؤخراً، وقالت: على الحكومة اتخاذ موقف حازم وجريء بطرد السفيرين على خلفية تبنيهما مشاريع تقسيمية للبلاد والتدخل بشؤون العراق الداخلية، موضحة أن الانتصار على عصابات داعش الإجرامية أفشل جميع المشاريع الأمريكية البريطانية التآمرية والساعية إلى تقسيم البلاد إلى ثلاث دويلات صغيرة.
ولفتت النائب عن البصرة، إلى أن سفيري أمريكا وبريطانيا وراء إحراق المقرات العامة والخاصة في البصرة، ولم يكتفيا بذلك بل أخذا يتماديان ويتدخلان بشؤون العراق الداخلية.
ميدانياً، أعلن الحشد الشعبي عن إحباط هجوم لتنظيم داعش الإرهابي في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك، وقال مكتب الإعلام التابع لقوات الحشد في بيانٍ: إن قوة من اللواء 56 بالحشد وبمساندة الشرطة الاتحادية أحبطت هجوماً لتنظيم داعش في قرية ربزة بقضاء الحويجة، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من عناصر التنظيم.