روحاني: المنفذون تلقوا الدعم من دولة خليجية بتغطية أمريكية الحرس الثوري يتوعّد بالانتقام من منفذي اعتداء الأهواز
توعّد الحرس الثوري الإيراني بانتقام “مميت لا ينسى” من منفذي اعتداء الأهواز، وأضاف في بيان: إن الحرس الثوري سينتقم من الإرهابيين في القريب العاجل “انتقاماً مهلكاً”، وسيوجّه لهم “ضربة قوية لن ينسوها”، مطمئناً الشعب الإيراني بأنه سيلاحق الجناة أينما كانوا، سواء في المنطقة أو خارجها، ولن يتوانى عن ذلك.
وأوضحت العلاقات العامة للحرس الثوري أن هذا العمل الإرهابي تمّ ارتكابه بالتعاون بين مرتزقة أمريكا وبعض الأنظمة الرجعية في المنطقة، فيما قال وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي: إن إيران سترد “بطريقة مباغتة وقاسية” على مرتكبي الاعتداء، وأشار إلى أن هذا الاعتداء الإرهابي يدل على ضعف الاستكبار العالمي وأذياله في المنطقة وعجزهم عن مواجهة إيران بطريقة مباشرة.
وكانت مجموعة إرهابية هاجمت بالأسلحة النارية عرضاً عسكرياً أقيم السبت في مدينة الأهواز، ما أسفر عن استشهاد 29 شخصاً وإصابة 60 آخرين بجروح، قبل أن تقوم قوات الأمن الإيرانية بالقضاء على الإرهابيين المهاجمين.
إلى ذلك، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الإرهابيين الذين نفذوا الجريمة تلقوا الدعم المالي والسلاح والتدريب من دولة خليجية بتغطية أمريكية، وقال، في تصريح قبيل مغادرته طهران إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة: “إن أمريكا تقف وراء هؤلاء المرتزقة الذين ارتكبوا جريمة الأهواز وتدعمهم”، مشيراً إلى أن إيران لن تتجاوز هذه الجريمة، ولن يفلت مرتكبوها ومن يقف خلفهم من العقاب.
ولفت روحاني إلى أن أمريكا توفّر الغطاء لدول الخليج لارتكاب الجرائم، وتنتهك المواثيق والقوانين الدولية، وتعتمد سياسات أحادية، عبر ظنها أن كل من يمتلك القوة يقرّر ماذا يفعل في العالم دون عقاب، وخير دليل على ذلك أنها ألغت الاتفاق النووي بذرائع واهية، مؤكداً أن الأمريكيين لن يحققوا أهدافهم من خلال الضغط على الشعب الإيراني والإخلال بأمن البلاد، وشدد على أن الرد الإيراني على هذه الجريمة سيكون في سياق القانون والمصلحة الوطنية، وسيتمّ القبض على كل الضالعين فيها، ولفت إلى أن إيران ستتجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها، وسيندم الأمريكيون على سياستهم التي انتهجوها ضدها.
في السياق ذاته أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن حماة ومروّجي العنف والإرهاب في المنطقة لا يمكنهم بأقاويلهم الكاذبة التشكيك بالطابع الإرهابي واللاإنساني لجريمة الأهواز وإخفاء دورهم المباشر في دعم الإرهابيين المعادين لإيران، وقال: “إن عملاء المراكز المعروفة المولّدة للعنف والإرهاب وحماته فكرياً ومالياً وبالسلاح في المنطقة ومن وراءهم عليهم أن يكونوا على ثقة بأن هذه الأعمال الجبانة والإرهابية لن تؤثّر على الإرادة الراسخة للحكومة والشعب الإيراني في مكافحة الإرهاب المنفلت الذي اجتاح المنطقة والعالم”، وأضاف: “إيران ستسعى في مسار تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب”، مشيراً إلى أن مثل هذه الجرائم الموجهة والممنهجة هي ثمن صمود الحكومة والشعب الإيراني أمام الإرهاب الذي ترعاه بعض المراكز الإقليمية والمدعومة من جانب الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
عون: الإرهاب أصبح وباء عالمياً يصيبنا جميعاً في الصميم
وفي ردود الفعل، بعث الرئيس اللبناني العماد ميشال برقية تعزية للرئيس الإيراني، قال فيها: “هذه الجريمة تثبت أن الإرهاب أصبح وباء عالمياً يصيبنا جميعاً في الصميم.. وقد عانينا منه في لبنان ودفعنا غالياً ثمنه”، وعبّر عن تعازيه ومواساته لأسر الشهداء والجرحى، متمنياً لإيران السلام والأمن والاستقرار.
وفي القاهرة، أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان: “اتساقاً مع مواقفها الراسخة والدائمة بإدانة كل أشكال العمليات الإرهابية وصورها أدانت جمهورية مصر العربية الهجوم الإرهابي الذي استهدف عرضاً عسكرياً في مدينة الأهواز في إيران”، وجدد البيان مطالبة مصر بضرورة تكاتف الجهود الدولية من أجل مكافحة ظاهرة الإرهاب وتجفيف منابع دعمها، معرباً في الوقت ذاته عن خالص التعازي لأسر الضحايا ومتمنياً الشفاء العاجل للمصابين.
وفي بغداد، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد محجوب: إن الخارجية تجدد موقف العراق الثابت من رفض العنف مهما كانت الدوافع والأسباب وفي أي بلد من البلدان والذي من شأنه العبث بأمن الدول واستقرارها، وأضاف: “إن الوزارة تعبّر عن تعازيها لذوي الضحايا ولحكومة وشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية متمنية للجرحى الشفاء العاجل”.
وفي دمشق، قالت اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة: “إن هذا العمل الإجرامي البشع يهدف إلى النيل من المواقف الحكيمة والثابتة للثورة الإسلامية الإيرانية التي تقف في وجه مؤامرات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الغاصب وعملائهما في المنطقة”، وأضافت في بيان: “إننا في اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة نعتبر هذه الجريمة البشعة دليلاً على فشل السياسات والمخططات التي يحاول معسكر الاستكبار العالمي وعلى رأسه الولايات المتحدة تمريرها لتقسيم منطقتنا ونهب خيراتها، وذلك بفضل صمود محور المقاومة الممتد من فلسطين إلى سورية إلى إيران وحزب الله بعد أن حاول تدمير سورية واليمن والعراق عبر أدواتهم العميلة والرجعية”.
محاولة لتقويض منصات القوة في محور المقاومة
وأعربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “القيادة العامة” عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي، وقالت: “إن الهجوم دلالة على إفلاس المرعوبين من نهج الدور الإيراني الاستراتيجي في محور المقاومة”، مؤكدة أن ذلك سيزيد الشعب الإيراني وقيادته إصراراً وتماسكاً في مواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني الرجعي.
بدورها اعتبرت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أن الهجوم الإرهابي محاولة لنقل سياسة القتل والموت والتدمير إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الداعم القوي لقوى المقاومة وحقوق الشعوب وخاصة حقوق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه وإقامة دولته وعاصمتها الأبدية القدس، مؤكدة الوقوف إلى جانب المقاومة فكراً ونهجاً وطريقاً للدفاع عن الحقوق وحماية المقدسات وتحرير الأرض.
وأكدت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية اللبنانية في البقاع أن الاعتداء الإرهابي يأتي في سياق محاولات لتقويض منصات القوة في محور المقاومة، وأوضحت في بيان أن هذا العمل الإجرامي الخطير يشكّل فصلاً جديداً من فصول التآمر الرجعي العربي والتماهي المفضوح في سياق الحلف الاستعماري الأميركي الصهيوني تمهيداً لتنفيذ ما تسمى “صفقة القرن”، التي من وسائط وضرورات تحققها تقويض منصات القوة في محور المقاومة، ومنها إيران، تسهيلاً للعبور إلى ضفة تصفية القضية الفلسطينية والذهاب بعلاقات تطبيعية وقحة وسافرة بين الرجعية العربية و”إسرائيل”.
وشددت الأحزاب على أن مصير المتآمرين هو الخذلان وقبور التاريخ والنصر المحتم للشعوب الحية المؤمنة بحقها القومي وشرف قضيتها وعز حاضرها ومستقبلها.