الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

“مينور”.. حوار من نوع خاص

 

 

على سلم مينور الصغير، صعد المئات من عشاق الموسيقى والعزف، إلى أعلى درجات مبتغاهم من الفن، فلم يميز معهد مينور بين كبير وصغير، لقد فتح قلبه قبل بابه لكل من لديه رغبة بتعلم العزف على أية آلة موسيقية.
الملفت بهذا المكان المليء بالفن والألفة، أن كل طالب فيه له صدر المكان، وحرية التصرف والتعبير عما يجول بخاطره فنياً وثقافياً، أو طرح أي استفسار يخطر بباله، حيث لا يوجد أي حدود تجعل الطالب وحيد التفكير والرؤية، فالحوار يأخذ أشكالا عدة في أروقة معهد مينور.
ولأن الموسيقى لسان جميع أمم الأرض، حدثنا الفنان ثائر جبور مدير المعهد عن شغفه بتلك التجربة قائلاً:
أتت فكرة المعهد في البداية من كوني عازف غيتار منذ زمن طويل ، وابن مسرح بالدرجة الثانية، فالفن لا يتجزأ أبداً.. والأهم من هذا كله، حاولنا ضمن إمكانياتنا ومجالنا، أن نجابه كمية الخراب والدمار التي أصابتنا بشراً وحجراً وأرواحاً، وأن نخلق حواراً بلغة إنسانية، سهلة، جميلة، راقية، تجمعنا كطلاب ومدربين، بعيدا عن لغة القتل والتدمير التي أصبحت هي اللغة السائدة في زمننا الحالي للأسف الشديد. ضم المعهد أبناء المنطقة وأبناء الأسر التي هُجِّرت بفعل الحرب بلا أي ذنب.
الكل في “مينور” أبناء الإنسانية وحسب، الكل ذاب في بوتقة الفن، فهم أبناء المقامات الموسيقية، ولا يرغبون إلا بصعود سلمهم الخاص بهم الذي يأخذهم للنجوم، حيث السلام بطريقة أو بأخرى.
أصبحت الموسيقى في متناول جميع أبناء البلدة، برسم شهري يكاد لا يذكر، وعين ماء بسنادا الشهيرة، شاهد عيان على ذلك، حيث يتكئ ظهر المعهد على حائطها بكل اطمئنان.
وأخبرنا الفنان ثائر عن التحضيرات التي يقوم بها طلاب المعهد والكادر الإداري كل سنة لإقامة حفل فني، ضمن برنامج غني متخصص بالموسيقى فقط، ونحن الآن بصدد التحضير لهذا الحفل السنوي الذي يقام على مسرح دار الأسد للثقافة في مدينة اللاذقية.
وختم قائلاً: الإنسانية قيمتنا المطلقة، والحب نهجنا والموسيقى لغتنا، والسلام هدفنا.. هكذا نحن أبناء اللاذقية، لاذقية الحرف وأوغاريت.
لينا أحمد نبيعة