صحيفة البعثمحليات

درس مطري!

مشاهد الفيضانات التي غمرت شوارع دمشق وبعض المحافظات والمدن في شهر نيسان الماضي لا تزال ماثلة في الذاكرة القريبة للمواطن والمسؤول المعنيّ. “درس مطري” من المفروض أن نتعلّم منه ونأخذ الحيطة منذ الآن ونحن على أبواب موسم شتوي جديد نأمل أن يكون وافر المطر.

ما حدث كشف بوضوح مكامن الخلل في الشوارع والأنفاق وشبكات الصرف الصحي، وكل ما يتعلق بالأمور الخدمية لجهة التنفيذ السيئ لها رغم موازناتها الضخمة الكفيلة بجعلها من طراز خمس نجوم!.

صحيح أن الفيضانات جاءت بلا موعد وخارجة عن إرادة الجميع، “أمر رباني” كما قال بعض المعنيين، ولكن ليس لدرجة أن يُتخذ من ذلك شماعة لتبرير تقصيرهم في اتخاذ الإجراءات المناسبة للحدّ منها والتقليل من مخاطرها قدر الإمكان!.

الكل شاهد قلّة حيلة الدفاع المدني في إيجاد حلّ لسحب المياه المتجمعة في الشوارع نتيجة سوء التنفيذ “من قفا اليد”، وكان الملاحظ حالة التباطؤ الشديد في التعامل مع الحالة بحجج وذرائع لا يمكن “هضمها” لا وقت الحرب ولا حتى السلم!.

ما حدث منذ حوالى خمسة أشهر كان من المفروض أن تعقبه “فورة” في إصلاح المطريات وفتح قنوات الصرف الصحي والريكارات المعطلة، وفرش الطرق بقميص إسفلتي جديد لتكون بمجملها جاهزة للشتاء القادم، لا أن يغطّ أصحاب الشأن الخدمي بسبات شتوي!.

الملفت أنهم استفاقوا منه مع فترة انتخابات مجالس الإدارة المحلية التي انتهت منذ أيام، حيث أتحفونا بإطلاق برامج انتخابية تدغدغ الأمنيات بحلّة خدمية ولا أحلى، ولا غرابة في ذلك، فنحن “تعودنا” على أن الأقوال كثيرة والأفعال قليلة، في الوقت الذي نحتاج فيه لأعضاء مجالس فاعلين في تنمية وتطوير المدن والبلدات والقرى في كل المجالات وفق آلية عمل جديدة بعيدة عن الشكل التقليدي الذي يهدر الوقت والجهد ويبدّد الأموال في غير محلها!.

بالمختصر، ما زال هناك وقت وإن كان ضيقاً لترميم وإصلاح ما يتعلّق بالخدمات الفنية داخل المدن والبلدات، قبل أن تغمرنا السماء بخيراتها، فنقاط الضعف بانت للعيان ولا تحتاج لـ”تلسكوب” للبحث عنها، فقط تحتاج لهمّة قوية وإدارة ناجحة في تطويق المشكلة وإيجاد الحلول لها ولو في شكلها المقبول، لقد حان الوقت لننسى فرحة الفوز بالانتخابات، ونلتفت “لكومة” المشكلات التي تحتاج لجهود مضاعفة تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.

غسان فطوم

ghassanfattom@gmail.com