الجفاف يقضي على مساحات العشب في أوروبا
بعد منطقة حوض البحر المتوسط، بدأت بلدان أوروبا تعاني في الصيف الحالي من تداعيات الجفاف على تربية المواشي فيها، مع انحسار العشب من ألمانيا إلى بريطانيا والسويد. ففي السويد أتت الحرائق على آلاف الهكتارات من العشب الجاف، وتحدّث اتحاد المزارعين عن «أسوأ أزمة منذ خمسين عاماً». ويتوقّع هارالد سفنسون المسؤول في الوكالة السويدية الحكومية للزراعة، وقوع نقص في غذاء المواشي خلال الشتاء المقبل. وقال: «معظم المزارعين وزّعوا على مواشيهم مخزون العلف الذي ادّخروه للصيف»، مشيراً إلى انحسار بنسبة 29% في إنتاج السويد للحبوب.
وفي ألمانيا، تواجه مزرعة من كلّ 25 خطر الإقفال، أما في ساكسونيا السفلى، أكبر مناطقها الزراعية، فالقلق كبير على العلف الذي تراجع إنتاجه بنسبة 40% مقارنة بالسنوات السابقة. أما في هولندا، فإن العجز في العلف يقدّر ما بين 40% و60%، وفقاً لمنظمة «أل تي أو» الزراعة، فيما يتوقّع أن تكون نسبة العجز في الحبوب 20%. وبعيداً عن الصورة السائدة عن المزارع البريطانية المزهرة دوماً، شهدت بريطانيا في هذا العام موجة جفاف هي الأسوأ منذ ثمانين عاماً. وسجّل إنتاج الحليب انخفاضاً كبيراً بسبب انحسار مساحات العشب. أما في فرنسا يعاني الشرق من هذه الأزمة منذ مطلع تموز وسائر المناطق منذ مطلع آب مع موجة حرّ مطوّلة، وفقاً لباتريك بينيزي المسؤول في اتحاد العمال الزراعيين في فرنسا. ويشبّه الوضع السائد حالياً بما كان عليه في العام 2003 حين ضربت فرنسا موجة حر تاريخية. وفي بريطانيا ازدادت وتيرة إرسال المواشي إلى المسالخ بنسبة 18%، عما كانت عليه في العام الماضي. وفي ألمانيا حيث خصصت الحكومة 340 مليون يورو من المساعدات للمربين، ارتفعت وتيرة إرسال الحيوانات إلى المسالخ بنسبة 10% وفقاً لوكالة الألمانية للزراعة والأغذية. في السويد، قررت الحكومة رصد مليار و200 مليون كرون (117 مليون يورو) لشراء العلف وتجنيب المواشي الذبح المبكر. وفي مسعى للتخفيف من حدة هذه الأزمة، وعدت المفوضية الأوروبية بتوفير مساعدات استثنائية، والسماح برعي المواشي في الأراضي المتروكة عن قصد لتجدد التربة فيها نفسها.