اتفاق بين إيران والدول الكبرى لتأسيس كيان قانوني لتسهيل التبادلات التجارية
في خطوة مهمة لحماية الشركات الأوروبية من العقوبات الأمريكية، التي فرضها دونالد ترامب في أعقاب انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن الدول الكبرى الموقّعة على الاتفاق النووي مع إيران اتفقت على مواصلة العمل على خلق آلية خاصة للحفاظ على التجارة معها.
موقف موغريني جاء خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد اجتماع لمسؤولين من هذه الدول في نيويورك.
وأكدت موغيريني أن الدول الكبرى الموقّعة على الاتفاق النووي مع إيران اتفقت على مواصلة العمل على خلق آلية خاصة للحفاظ على التجارة معها، وقالت: إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي “ستنشئ كياناً قانونياً لإجراء معاملات مالية مع إيران، وهذا سيسمح للشركات الأوروبية بالعمل معها وفقاً للقوانين الأوروبية، كما سيكون مفتوحاً أمام مشاركين آخرين”. وأكدت دول الخماسية “التزامها بالتنفيذ الكامل والفعّال” للاتفاق مع إيران، وأشارت إلى أن “خطة العمل الشاملة المشتركة هي عنصر أساسي في البنية العالمية لنظام حظر انتشار الأسلحة النووية”، وأضافت: إن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على أن “إيران تواصل التنفيذ الكامل والفعال لالتزاماتها النووية (بموجب الاتفاق)، كما أكد على ذلك 12 تقريراً لوكالة الطاقة الذرية”، مشيرةً إلى أن دول “الخماسية “سوف تستمر في دعم تحديث مفاعل “آراك” والمنشأة في فوردو بإيران.
من جهته، قال ظريف: إن المشاركين في الاجتماع أكدوا على التطبيق الكامل للاتفاق النووي، وضرورة تأسيس آلية مالية حول بيع إيران لنفطها، مشيراً إلى أنهم منحوا مصرف الاستثمار الأوروبي الترخيص للتعامل معها.
وفي هذا السياق، حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة من مغبّة انتهاج سياسات عدائية تجاه طهران، وأكد، في مقابلة مع قناة “إن. بي. سي” الأميركية على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن منع إيران من تصدير النفط سيكون أمراً بالغ الخطورة، وأضاف: “الولايات المتحدة غير قادرة، ولا تستطيع تصفير صادرات النفط الإيراني. هذا وعد فارغ، بل هو تهديد، لكنه لن يحقق أهدافه ربما في الماضي حقق بعض الضغوط، ولكن من المؤكّد أن الولايات المتحدة لن تحقّق أهدافها الآن”.
من جانبه، أعلن مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية في الشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن حلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو بلقاء مسؤولين إيرانيين لا يمكن أن يتحقق، لافتاً إلى أن هذا الأمر قاطع، وأشار إلى استحالة نجاح أميركا بتصفير الصادرات النفطية الإيرانية نظراً لأنه بإمكان طهران الاعتماد على موسكو وبكين ودول صديقة أخرى، وقال: إن ما يقال عن تصفير تصدير النفط الإيراني مع الأخذ بالاعتبار التبادل الإقليمي الأميركي مع الصين والهند يستحيل تطبيقه رغم الممارسات الضاغطة الموجّهة من جانب واشنطن وحلفائها، مشدداً على أن بلاده ستدير شؤونها دون استسلام أمام الولايات المتحدة وأذيالها.
وحول الحملات الإعلامية ضد إيران أكد ولايتي تصدي بلاده للإعلام المناهض وعدم تركه يروج المعلومات السلبية عنها، لافتاً إلى أن إحباط طهران لجميع المؤامرات التي حيكت ضدها خلال العقود الأربعة الماضية يمثّل خير دليل على ذلك.
كما أكد ولايتي أن الاعتداء الإرهابي في الأهواز “دليل على فشل سياسات النظام السعودي والولايات المتحدة وأذناب أميركا الإقليميين الآخرين في منطقة الشرق الأوسط”، ولفت إلى أن النظامين السعودي والإماراتي يدعمان الإرهابيين بأوامر من أميركا والكيان الصهيوني في مسعى للانتقام من إيران بعد الهزائم التي تكبدوها في العراق وسورية واليمن.
وشدد ولايتي على أن إجراءات هذين النظامين ودعمهما للإرهابيين ستؤدي إلى نتيجة عكسية، معرباً عن اليقين بأن إيران قوية، ويمكنها اقتلاع جذور الإرهاب وحماته.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الأمن الإيرانية اعتقال 22 شخصاً على صلة بـاعتداء الأهواز والعثور على مواد متفجّرة ومختلف أنواع السلاح في منزل كانوا يقيمون فيه.
وكان وزير الأمن الإيراني محمود علوي كشف عن اعتقال عدد من المتورّطين، وأضاف في تصريح على هامش مشاركته في تشييع الشهداء: “إن الموقوفين مرتبطون ببعض دول الجوار”.
وأجريت مراسم تشييع شهداء الهجوم الإرهابي في الأهواز، حيث شاركت فيها شخصيات إيرانية رفيعة المستوى وشيوخ العشائر العربية في التشييع.
من جهته، قال الحرس الثوري الإيراني: إن “راية المقاومة والصمود في إيران ما تزال مرفوعة رغم كل المؤامرات من قبل الأعداء، وهذا هو الذي يثير غضب المعارضين للجمهورية الإسلامية”، وأضاف: “إن جريمة الأهواز الإرهابية هي من ضمن إجراءات الأعداء للانتقام من الشعب الإيراني لتمسّكه بمبادئ ثورته”، ورأى أن “المشاركة الشعبية الواسعة في مراسم التشييع لشهداء العملية الإرهابية في الأهواز لها دلالاتها، وهي جاءت رداً قاطعاً على الإرهابيين وداعميهم، وأثبتت الخطأ الاستراتيجي في حسابات العدو تجاه الشعب الإيراني”.
كما دان أعضاء مجلس الأمن الدولي الهجوم الإرهابي في الأهواز، واستنكروا الهجمات الإرهابية بأشكالها كافة، واعتبروها غير مبررة وتهدّد السلم والأمن الدوليّين، وطالبوا بمحاسبة الفاعلين ومن يقف وراء تمويلها وتنظيمها، كما طالبوا الدول الأعضاء بالتعاون مع إيران وسواها في هذا المجال.