الصفحة الاولىصحيفة البعث

لليوم الثاني.. الإضراب يشلّ مرافق “الأونروا” في القطاع

 

يتواصل الإضراب الشامل في كل مرافق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، وذلك احتجاجاً على فصل الوكالة ألف موظف وعزمها القيام بسلسلة من التقليصات في الخدمات المقدّمة للاجئين، بسبب الصعوبات التي تعاني منها الوكالة بعد قرار الولايات المتحدة الأمريكية وقف مساهمتها في تمويل الوكالة، فيما تتعالى المطالبات بالتراجع عن هذا القرار من داخل الإدارة الأمريكية.
وأغلقت كل المرافق الصحية والتعليمية والخدماتية أبوابها لليوم الثاني وسط تلويح من اتحاد الموظفين في “الأونروا” بالشروع في إضراب مفتوح، وقال رئيس اتحاد الموظفين في الأونروا أمير المسحال: “إن الاتحاد سيقرّر سلسلة من الإجراءات التصعيدية لوقف سياسة التقليصات من قبل الأونروا في خدماتها للاجئين الفلسطينيين”، مشيراً إلى أن الوكالة ما زالت تتجاهل مطالبهم، وأكد أن الاتحاد قد يلجأ إلى الإعلان عن الإضراب المفتوح في كل مرافق الأونروا ما لم تتراجع عن سياستها تجاه حقوق اللاجئين والعاملين لديها.
إلى ذلك، طالب 112 عضواً في الكونغرس الأمريكي إدارة الرئيس دونالد ترامب بالتراجع عن قرارها وقف دعم الأونروا.
وجاء في رسالة وجّهها الأعضاء إلى وزير الخارجية مايك بومبيو: “إن الخطوات التي تتخذها إدارة الرئيس ترامب للضغط على الفلسطينيين تهدد استقرار المنطقة وتقلل فرص إقامة سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين”، مشيرين إلى أن المساعدات المقدمة للأونروا تساعد في تحسين نوعية حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكد أعضاء الكونغرس رفضهم القرار لأن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الفلسطينيين وسيفاقم الأزمة الإنسانية المتردية بالفعل في قطاع غزة، حيث يعتمد مليون شخص على الأونروا في الحصول على المساعدات الغذائية، داعين إلى إلغاء القرار واعتماد تخصيص أموال العام المالي 2017 المخصصة للأونروا والمساعدة الثنائية لدعم الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة فضلاً عن اعتماد تخصيص الأموال للسنة المالية 2018 لنفس الأغراض قبل الثلاثين من أيلول 2019.
من جهتها، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية رسالة أعضاء الكونغرس بأنها محاولة لتصحيح الاتجاه الذي تقوده إدارة ترامب وإشارة مهمة تعكس وجود أصوات ناقدة لقرارات الإدارة الأمريكية وغير راضية عن سياساتها في منطقة الشرق الأوسط، وأعربت عن أملها بأن تنضم مجموعات أخرى لهذه المجموعة ليرتفع صوت الشعب الأمريكي في معارضة مواقف إدارته المعادية للشعب الفلسطيني وحقوقه وأن تتعزز تلك الخطوة بخطوات أخرى لأن إرسال رسالة ليس كافياً لتحقيق الضغط المطلوب على الإدارة الأمريكية للتراجع عن تلك القرارات.
يأتي ذلك فيما أدانت الخارجية الفلسطينية بشدّة ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد منطقة الأغوار المحتلة والزيارة الاستفزازية التي قام بها عضو الكنيست آفي ديختر إليها وتصريحاته حول مطامع كيانه في الأغوار، واعتبرت أن تصريحات ديختر تأتي في سياق المخططات الاستيطانية التوسعية التي تنفذها سلطات الاحتلال لتهويد الأغوار وممارسة أبشع أشكال التطهير العرقي بحق الفلسطينيين فيها بهدف تغيير الواقع التاريخي والقانوني للأرض الفلسطينية، وأوضحت أن هذه التصريحات تعكس تفشي همجية الاحتلال ضد الفلسطينيين، لافتةً إلى أن انحياز الإدارة الأمريكية للاحتلال يشجعه على مواصلة انتهاكاته بحق الفلسطينيين وأرضهم ووطنهم ومقدساتهم وعلى التمادي في توسيع الاستيطان وتهويد الأرض الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي يستدعي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقف جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
ميدانياً، اقتحم أكثر من 50 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك عبر مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة وحماية مشدّدة من قوات الاحتلال، فيما استولى المستوطنون على عقار وقطعة أرض للفلسطينيين في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، وهو الأقرب إلى الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبار، لتحويلها إلى بؤر استيطانية وتهجير أهلها منها، في مخطط خطير لتهويد الحي بالكامل.
بموازاة ذلك، أقدم المستوطنون على اقتلاع عشرات أشجار الزيتون في أراضي الفلسطينيين في قرية ترمسعيا شمال مدينة رام الله بهدف تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم.
وكان عدد من الفلسطينيين أصيبوا في وقت سابق بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز السام عليهم خلال اقتحامها مخيم الأمعري قرب رام الله.
كما استشهد مسنّ فلسطيني جراء اعتداء قوات الاحتلال بالرصاص الحي على الفلسطينيين وسط قطاع غزة، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: “إن الفلسطيني إبراهيم العروقي 78 عاماً استشهد جراء إطلاق قوات الاحتلال النيران على منازل الفلسطينيين شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة”، مشيراً إلى أنه أصيب برصاصات قاتلة في الظهر والبطن فارق على إثرها الحياة.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 15 فلسطينياً في مناطق عدة من الضفة الغربية، فيما اعتقلت ثمانية آخرين من مخيم شعفاط بالقدس المحتلة بعد اقتحامه، وسبعة آخرين بعد اقتحام مدن قلقيلية ورام الله وجنين، فيما أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق جراء اعتداءات لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مسيرات شرق ووسط قطاع غزة تطالب بكسر الحصار عن القطاع.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين المشاركين في المسيرات في بيت حانون ومخيم جباليا ودير البلح شرق ووسط القطاع، ما أدى إلى إصابة 8 فلسطينيين بجروح والعشرات بحالات اختناق نقلوا على إثرها إلى المشفى لتلقي العلاج.
واستشهد 193 فلسطينياً وأصيب نحو 20 ألفاً برصاص الاحتلال منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 آذار الماضي.
وتعليقاً على قرار إخلاء الخان الأحمر تمهيداً لهدمه، أدانت منظمة التحرير الفلسطينية تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت التي أعلنت فيها تأييد بلادها قرار سلطات الاحتلال إخلاء قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، وقالت دائرة العلاقات الدولية في المنظمة: “إن هذه التصريحات تحريض مباشر على هدم قرية الخان الأحمر وتهجير أهلها واستهتار بالإرادة الدولية الرافضة لقرار سلطات الاحتلال”، داعيةً الهيئات المختصة والمجتمع الدولي إلى التصدي للمواقف الأمريكية المنحازة بشكل أعمى للاحتلال.
يذكر أن قوات الاحتلال تواصل حصارها لقرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة تمهيداً لهدمها وتهجير أبنائها الفلسطينيين لتوسيع المستوطنات في المنطقة الأمر الذي يهدد بفصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية.