روسيا رداً على الحملة الهستيرية: الغرب يمارس سياسة ظلامية
شنت عدة دول غربية، أمس، هجوماً منسّقاً غير مسبوق على روسيا، متهمة إياها بشن عمليات قرصنة إلكترونية على عشرات المؤسسات الرياضية والعلمية على أراضي أوروبا والولايات المتحدة وكندا. ووصلت هذه الحملة إلى ذروتها مع إعلان وزارة العدل الأمريكية عن توجيه اتهامات لـ 7 أشخاص، زعمت أنهم عناصر من الاستخبارات العسكرية الروسية، بالتورط في شن عمليات اختراق إلكتروني في إطار “مؤامرة تخريبية” شملت مختلف أنحاء العالم!.
وانطلق هذا الهجوم على روسيا بإعلان وزيرة الدفاع الهولندية، آنك بايليفيلد، أن 4 مواطنين روس حاولوا تنفيذ هجوم إلكتروني على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بمقرّها في لاهاي، وتبعتها بريطانيا وأستراليا باتهام أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية بشن بعض أكبر الهجمات الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة، من بينها هجوم على اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي الأمريكي خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016. ووجّه كل من المركز الوطني البريطاني للأمن المعلوماتي والحكومة الأسترالية أصابع الاتهام إلى مجموعات قرصنة معروفة، ويزعم غالباً أنها مقرّبة من السلطات الروسية.
ولاحقاً انضمت كندا إلى هذه العملية الغربية، حيث أعلنت عن تعرّضها لسلسلة هجمات إلكترونية، وحمّلت روسيا المسؤولية عنها.
وردّاً على تلك الحملة، وصفت السفارة الروسية في لندن تصريحات وزارة الخارجية البريطانية حول الهجمات الإلكترونية المزعومة من روسيا بأنها “تضليل جسيم للرأي العام البريطاني والعالمي”، وقال المتحدّث باسم السفارة: إن بيان الخارجية البريطانية حول هذا الموضوع “غير مسؤول ولا تدعمه أي أدلة وهو عنصر آخر في الحملة المناهضة لروسيا التي تقوم بها الحكومة البريطانية”.
وأشار المتحدّث إلى أنه في نهاية عام 2017 وخلال زيارة وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون لموسكو صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه إذا كانت لندن لديها أي أسئلة تتعلق بالأمن السيبراني فإن روسيا مستعدة لإجراء مشاورات سريعة مع الخبراء ذوي الصلة، مضيفاً: إن “رفض الجانب البريطاني لمثل هذا الحوار والتفسير المعقول الوحيد لذلك هو أنه ليس لديهم ما يقولونه بشأن الأسس الموضوعية، وبالتالي فإن مثل هذه التصريحات من وزارة الخارجية البريطانية هي معلومات خاطئة جسيمة للرأي العام البريطاني والعالمي”.
وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت زعم أن أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية شنت هجمات إلكترونية ضد مؤسسات سياسية ورياضية وشركات ووسائل إعلام حول العالم.
وفي السياق ذاته، قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية: إن اتهامات هولندا لروسيا بشن هجوم إلكتروني على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لا أساس لها، إذ إن روسيا تملك حق الوصول إلى معلومات المنظمة، واصفاً هذه الاتهامات بأنها مثال على سياسة تمارسها دول غربية وصلت إلى مستوى الظلامية.
وأشار المصدر إلى أن الممثلين الروس شاركوا في التحقيق في الأسباب التقنية لتحطم طائرة “بوينغ” الذي وقع في دونباس عام 2014، ولا توجد مصلحة لروسيا في الوصول إلى معلومات التحقيق بشكل غير شرعي.