انطلاق مهرجان دمشق الثقافي
استمراراً لخطة وزارة الثقافة في إقامة مهرجانات ثقافية في جميع المحافظات السورية بغية تنشيط الحركة الثقافية في كل أنحاء سورية الحبيبة افتتح معاون وزير الثقافة توفيق الإمام مهرجان دمشق الثقافي مساء أمس في مجمع دمر الثقافي.
وعبر الإمام عن الأهمية الخاصة لمهرجان دمشق فقال: ليس لأنه يقام في أقدم المدن وأعرقها، وليس لأن هذه المهرجانات الثقافية المكرسة لكل محافظات بلدنا غدت جزءا من هوية وزارة الثقافة وأساسا لفعالياتها الثقافية، وإنما لأن دمشق ظلت طوال سنوات الحرب تضيء مثل شمعة باهرة، تمنح الضوء والأمل لوطننا وشعبنا السوري. فهي لم تتوقف يوما عن الرسم والكتابة والغناء والاحتفاء بكل إبداع أصيل رغم القذائف الغادرة التي كانت تتساقط عليها.
والآن ها هي تستعيد ألقها مجددا بعد أن دحرت العصابات الإرهابية وطردتها من محيطها، مثلما دحرت وطردت قبل ذلك الغزاة الذين مروا على أرضها عبر آلاف السنين الماضية، وستظل تدحر وتطرد كل من تسول له نفسه الاعتداء عليها.
وتابع الإمام: الغزاة لا يُدحرون ويُطردون من تلقاء أنفسهم، بل لا بد من جيش وطني باسل وشعب أبيّ عزيز يقوم بهذه المأثرة، مأثرة الدفاع عن الوطن وحماية استقلاله ووحدة أراضيه. وقد كان جيشنا العربي السوري البطل مثالا باهرا للجيش الحارس الأمين على أمن وطننا وسلامته، وكان شعبنا مثالا في الالتفاف حول جيشه وقيادته من أجل درء الأخطار التي تعرضنا لها عبر سنوات ثمانية، وكان مثالا في التضحية والإخلاص ويقظة الوعي.
إننا ندين، نحن المثقفين السوريين، كتابا وفنانين، لجنودنا البواسل، لصمودهم وتفانيهم، في كل ما استطعنا تحقيقه من أفلام وعروض مسرحية وحفلات موسيقية ولوحات ومنحوتات وأغانٍ وقصائد خلال سنوات الحرب الماضية، مثلما ندين لهم جميعا، بأنهم حموا مستقبل أطفالنا وصانوا كرامتنا، وكانوا على العهد دائما باقين، عهد الدفاع عن الشعب والوطن.
ثم كرم معاون الوزير كلاً من الفنانين التشكيليين هالة مهايني ونبيل السمان والباحثين موسى الخوري ومحمد مروان مراد وبهجت قبيسي ومهندس الديكور زهير العربي والأديبة سوسن رضوان والموسيقية إلهام أبو سعود والسيدة أمل محاسن رئيسة جمعية أصدقاء دمشق.
وقدمت فرقة أرام للمسرح الراقص عرضا فنيا يحكي عن تاريخ هذه المحافظة وأعلامها وشخصياتها التاريخية بلوحات فلكلورية من إخراج الفنان نبال البشير.
هذا وقد افتتح معاون الوزير مجموعة من المعارض للفن التشكيلي ونتاج عمل الأطفال واليافعين في الورشات الفنية ضمن برنامج مهارات الحياة في دمشق ومعرض الكتاب من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب، ومعرض للآثار بعنوان “كنوز سورية مستردة” يضم 500 قطعة أثرية مستردة وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون.
يستمر المهرجان لغاية يوم الأحد القادم ويتضمن مجموعة من الفعاليات الفنية والندوات والمحاضرات وعروضاً مسرحية وسينمائية ومهرجان للشعر.