اعتصامات حاشدة في الجولان رفضاً لـ “انتخابات المجالس المحلية”: التمسّك بالهوية الوطنية السورية.. والاحتلال إلى زوال
جدّد أبناء الجولان السوري المحتل، خلال اعتصامات حاشدة شهدتها ساحات الجولان، رفضهم للمخططات الإسرائيلية المتمثّلة بإجراء انتخابات ما يسمى “المجالس المحلية” في الجولان السوري المحتل، باعتبارها أحد أشكال الاحتلال وممارساته القمعية التعسفية، مؤكدين تمسّكهم بهويتهم الوطنية، وتعلّقهم بوطنهم سورية، وإيمانهم بأن الاحتلال إلى زوال طال الزمن أم قصر.
وانطلقت الاعتصامات، أمس، كنوع من التحرّك الشعبي على الأرض، والتي ستستمر لمدة أسبوع حتى انتهاء موعد الانتخابات المزمع إقامتها نهاية الشهر الجاري.
وشدد أبناء الجولان على أنهم أصحاب الأرض، وجميع ممارسات سلطات الاحتلال الهادفة إلى “تهويد الجولان” لن تجد أي قبول لديهم، وأوضحوا أن هذه الإجراءات تندرج في إطار محاولات الاحتلال إرغام السكان على “التطبيع” والقبول بالقوانين الإسرائيلية من أجل تكريس الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري، وعدم الانسحاب منه، مؤكدين أن شعلة النضال ومقارعة الاحتلال لن تنطفئ، وسيبقى الجولان عربياً سورياً رغم أنف المحتل.
ولفت هشام شعلان من قرية عين قنية المحتلة إلى أن أبناء الجولان السوري المحتل يرفضون هذه الانتخابات تحت أي مسوّغات تهدف إلى تحييدهم عن مواقفهم الوطنية، وتمسّكهم بهويتهم وانتمائهم لوطنهم الأم سورية، فيما أشار نواف البطحيش من قرية مسعدة المحتلة إلى أن أبناء الجولان السوري المحتل، واستناداً إلى إرثهم النضالي وثوابتهم الوطنية، وتمسّكهم بالهوية السورية للجولان، أرضاً وشعباً، يعون أبعاد هذه الانتخابات الرامية إلى إضفاء الشرعية على مؤسسات غير شرعية أصلاً تمثّل سلطة الاحتلال.
وأكد توفيق عماشة من قرية بقعاثا المحتلة أن أهالي القرى المحتلة سيفشلون الانتخابات، كما أفشلوا أحلام الصهاينة بعدم استلامهم هوية الاحتلال، وأن إرث النضال الوطني وجذوة المقاومة يتوارثه الأبناء عن الآباء، وسيواصلون حمل مشعل المقاومة، ومقارعة الاحتلال حتى تحرير كامل الجولان.
الأسير المحرر نزيه إبراهيم، قال في تصريحات صحفية: إننا كعرب سوريين في الجولان المحتل لا يمكن أن نكون إلا مع وطننا وأرضنا، وإن أي محاولة لكيان الاحتلال الإسرائيلي للخداع لن تمر على أهل الجولان المحتل، فيما قال مرزوق شعلان: نحن أبناء الجولان العربي السوري المحتل نؤكّد أننا سنبقى مقاومين لكل محاولات كيان الاحتلال الصهيوني تمرير مشاريعه.
واستنكر توفيق عماشة، من أبناء الجولان أيضاً، الانتخابات والمجالس المحلية المفروضة على أبناء الجولان المحتل، فيما قال صالح شمس، من أبناء الجولان المحتل: إن هذه الانتخابات لا تعبّر عنا، ونرفض الانخراط بهذه المسرحية الهزلية.
كما جدّد الأسير المحرر بشر المقت رفض أهالي الجولان السوري المحتل للمخططات الإسرائيلية، مشدداً على أن هذه الانتخابات باطلة ولا قيمة لها، وأضاف: “إن أبناء الجولان السوري المحتل جزء لا يتجزأ من الوطن الأم سورية، ويقفون صفاً واحداً ضد هذه الانتخابات، وسيجبرون الاحتلال على إلغائها”، وشدد على أن أهالي الجولان واثقون بالنصر والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، الذي فشل في طمس تاريخ وهوية الجولان السوري المحتل.
وكان أهالي الجولان السوري المحتل أعلنوا رفضهم لهذه الانتخابات، التي أعلنت سلطات الاحتلال عن إجرائها نهاية الشهر الجاري، بإحراق البطاقات الانتخابية ومقاطعة الترشّح والانتخاب، وتنفيذ اعتصامات يومية، ورفع الشعارات المناهضة لمخططات الاحتلال، والمطالبة بالعودة إلى الوطن سورية، وشددوا على أن جميع إجراءات سلطات الاحتلال لاغية وباطلة، ولا قيمة قانونية لها، باعتبارها صادرة عن احتلال، وتتنافى مع معاهدة جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين تحت الاحتلال، وأضافوا: “لم ولن نقبل بأي إجراءات عنصرية إسرائيلية من شأنها المس بهوية الجولان العربي السوري، أرضاً وسكاناً وتاريخاً”، مؤكدين أن الجولان سيبقى عربياً سورياً رغم أنف الاحتلال وداعميه.
وأعاد مشهد إحراق البطاقات إلى الأذهان الموقف المشرّف لأبناء الجولان قبل 36 عاماً، عندما أعلنوا الإضراب الوطني المفتوح عام 1982، وأحرقوا الهوية المفروضة من قبل سلطات الاحتلال عليهم، وطردوا رئيس وزراء العدو آنذاك شمعون بيريز.
وفي وقت سابق، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين رفض سورية قيام الاحتلال الإسرائيلي بإجراء انتخابات “المجالس المحلية” في قرى الجولان السوري المحتل، مشددة على أن الجولان جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، وسيعود إلى الوطن سورية عاجلاً أم آجلاً.