اقتصادصحيفة البعث

أكثر من 8.5 مليارات ليرة أرباح “الهندسية”.. مقترحات بتغيير نشاط الشركات المتوقفة… وإدراج مشاريع وخطوط إنتاج جديدة لعام 2019

 

 

يبدو أن المحاولات الحثيثة للنهوض بالصناعات الهندسية في سورية تلاقي نتائج أكثر من مرضية من حيث نسب الأرباح والإنتاج وقطع أشواط كبيرة في مسار إعادة تأهيل الشركات والمعامل المتضررة في الحرب، ولعل حالة “الارتياح” الطاغية على المؤسسة العامة للصناعات الهندسية تعكس التطور السريع والرضا عما آلت إليه الحال “وفق الظروف المتاحة” في ظل تأمين مستلزمات الإنتاج وتقديم الدعم اللازم للصناعة وتجاوز الكثير من المعوقات الإنتاجية والتسويقية.

لا صعوبات
مدير عام المؤسسة م.زياد يوسف أكد أن معظم الشركات تعمل بطاقة عالية وإنتاج كبير في ظل توفر كافة المقومات الأساسية وغياب أية صعوبات جوهرية تحد من تطور الإنتاج، حتى على صعيد التسويق واستجرار منتجات الشركات بيّن يوسف أن المخازين شبه معدومة وكل ما ينتج يباع فوراً، إذ بلغت أرباح المؤسسة لغاية الربع الثالث من العام ما يزيد على 8.5 مليار ليرة، كان أكثرها في شركة حديد حماة (4 مليارات ليرة) وكابلات دمشق (2 مليار ليرة)، فيما قُدّرت أرباح شركة كبلات حلب بمليار ليرة، وشركة الإنشاءات المعدنية بـ 882 مليون ليرة.

عودة سريعة..
وأشار يوسف إلى تضرر كل من شركة الكبلات والجرارات والبطاريات في حلب بعد دخول العصابات الإرهابية المسلحة إليها وتدمير خطوط الإنتاج وهدمها، كذلك تضررت شركات الإنشاءات المعدنية وبردى والكبريت في دمشق، فيما واصلت شركات كبلات دمشق وحديد حماة والصناعات التحويلية عملها دون تأثر بظروف الأزمة، أما شركة سيرونكس فلم يطالها التدمير والتخريب إلا أن ظروف الحصار والعقوبات الاقتصادية أثرت عليها بشكل كبير مسببةً تراجعاً في الإنتاج.
غير أن خطوات إعادة التأهيل والعودة للإنتاج كانت سريعة وفعالة حيث عاودت شركة الإنشاءات المعدنية بدمشق عملها بعد انتهاء المرحلة الأولى من إعادة التأهيل والانطلاق بالمرحلة الثانية، فعادت لنشاطاتها الصناعية وتنفيذ خططها بنسب عالية تجاوزت 100% وبقيم كبيرة “أفضل من قبل الأزمة” بحسب يوسف. كما تواصل شركة كبلات دمشق عمليات التجديد حيث ازدادت الطاقة الإنتاجية والأرباح فيها بشكل ملحوظ، ومثلها شركة كبلات حلب التي أهلت جزءاً كبيراً من آلاتها بمعدل تطور 200% وطاقة إنتاجية جيدة بنسبة تنفيذ 70% مما خطط لها. من جهتها شركة بردى تحاول الإقلاع من جديد عبر خطط إسعافية، غير أنها تتطلب خطوط إنتاج وتمويلاً وعمالة وتأهيلاً.

تجديد..
واقترحت المؤسسة تغيير نشاط شركة الكبريت (المتوقفة من عام 2000) وإصدار مرسوم بتحويلها لشركة جديدة باسم “الشركة العامة للطاقات المتجددة” لمواكبة الصناعات الحديثة (تسخين المياه بالطاقة الشمسية، توليد الكهرباء بالطاقة الريحية أو الشمسية) بحيث تبدأ بخط إنتاج يعتبر نواة للشركة ليتم التوسع فيها تباعاً، ولفت يوسف إلى أن الدراسة أصبحت في المراحل النهائية لإصدار المرسوم، إلى جانب الإعلان لتأمين خط إنتاج لتصنيع أجهزة الطاقة الشمسية بحيث يكون جاهزاً عند صدور المرسوم. كذلك يبدو أن لمعمل الأخشاب في اللاذقية (المتوقف أيضاً) بعض الرؤى والأفكار لتحويله إلى أي مشروع مناسب قابل للتنفيذ بحيث يستثمر الموقع بالشكل الأفضل.

وفقاً للمتاح
وبلغت نسبة التنفيذ الفعلي من الخطة الإنتاجية للمؤسسة لغاية 30 أيلول 40% تقريباً، حيث نفذ من الخطة الأولية المقدرة بـ69 مليار ليرة ما يقارب الـ28 مليار ليرة، غير أن هذه النسبة لا تعكس النشاط الحقيقي للمؤسسة بحسب مديرها، ويعود السبب في ذلك لشركة حديد حماة بعد أن تم التوجيه برفع خطتها لـ100% في الوقت الذي لا تتوفر فيه المواد الأساسية من خردة وكهرباء لتحقيق هذه النسبة، إذ يتم تزويدها بالكهرباء بمعدل 15% أي ما يقارب 7 ساعات تغذية يومياً فقط (ثلث زمن التشغيل المطلوب) فضلاً عن التوقفات المفاجئة، كما اضطرت الشركة لاستهلاك معظم مخزونها الاحتياطي من الخردة، إلا أنها رغم ذلك نفذت الخطة “وفق الموارد المتاحة” بنسبة عالية وحققت أرباحاً كبيرة، كما تمت دراسة الخطة المقبلة على أساس 12 ساعة تغذية بدل 24 بحيث تتمكن الشركة من تنفيذ الخطة بنسبة 100%.

مبهمة..!
ولاقت فكرة طرح المؤسسات أو المشاريع للتشاركية إشارات استفهام من المؤسسة لجهة قانون التشاركية الحالي وشروطه وتعليماته “صعبة التطبيق” بحسب يوسف الذي رأى أن القانون الموجود يحتاج إلى إعادة نظر، فلا يوجد آلية واضحة لتطبيقه في ظل وجود عدد من البنود المبهمة، وعدم إمكانية القطاع العام بإفادة الخاص بأية ميزة ضمن الظروف الراهنة، فيما يعول الآن على القانون الجديد وضرورة تضمنه لآليات واضحة قابلة للتطبيق.

مشاريع
وأشار مدير المؤسسة إلى مجموعة المشاريع المدرجة في خطة 2019 حيث رصد لمشروع البطاريات المغلقة 300 مليون ليرة، وإدراج مشروع السخان الشمسي بمبلغ تأشيري يقارب المليون ليرة، فضلاً عن الدراسات الحالية لمشروع خط تطوير القضبان في شركة حديد حماة بمبلغ تأشيري مليون ليرة، ودراسة الجدوى الاقتصادية لخط إنتاج حبيبات بلاستيك، إلى جانب تطوير وتأهيل خطوط الإنتاج في جميع الشركات بحيث تواكب التطور وتحقق عائدات عالية.
ريم ربيع