755 مليون ليرة إيرادات فرع الخطوط الحديدية في طرطوس بزيادة 185%.. وإنجازات نوعية
المواصلات بكافة أنواعها شريان الحياة الحي، وقد تتوقف حياة بأكملها إذا تعطلت أو انقطعت، وتتميز الخطوط الحديدية منها بالأمان، والسرعة، وإمكانية نقل أعداد كبيرة من الركاب، وكميات كبيرة من البضائع المختلفة، وبمدة زمنية وكلفة أقل بكثير من نقلها بوسائل النقل الأخرى، وتعمل القطارات في كافة الظروف والأحوال الجوية، ما يؤدي إلى توفير مبالغ مالية كبيرة على الدولة، تلك المبالغ اللازمة لصيانة الطرق الدولية، وكلف المحروقات اللازمة لتشغيل آلاف الشاحنات والباصات، واستهلاك السيارات من الوقود يزيد من 3-5 أضعاف عن استهلاك القطار لنقل كمية البضائع نفسها، وللمسافة نفسها، ويسهم أيضاً في المحافظة على سلامة البيئة، حيث إن نسبة التلوث بين القطارات والسيارات هي 1/5، وكذلك تقليل عدد الحوادث، إذ إن نسبة حوادث القطارات هي 0.006 من حوادث السيارات، بالإضافة إلى توفير في كلف الإنشاء والصيانة، وكلفة إنشاء السكك الحديدية وصيانتها تشكّل نسبة 1/3 من كلفة إنشاء الاوتسترادات وصيانتها، وكذلك توفير الزمن بالنسبة لنقل الركاب والبضائع، ونظراً لوجود مرفأ طرطوس ومصفاة بانياس ومعمل الاسمنت في طرطوس فإن فرع الخطوط الحديدية فيها يكون من أهم مراكز العمل في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية، فهو يقوم بتنفيذ خطة المؤسسة في مجال نقل البضائع والركاب، وتأمين سلامة حركة القطارات على كامل المسافة العائدة له من محطة تلكلخ على محور حمص– طرطوس وحتى محطة السن على محور طرطوس- اللاذقية، بالإضافة إلى التفريعات التابعة له: (المرفأ– معمل الاسمنت– مصفاة بانياس– المطاحن– المصرف الزراعي)، وتتبع لفرع طرطوس المحطات التالية: (تلكلخ- عكاري– سمريان– طرطوس المدينة– طرطوس المرفأ– الرويسة– معمل الاسمنت– مرقية– بانياس– مصفاة بانياس)، ويقوم فرع طرطوس بإجراء الصيانات اليومية للخط الحديدي، ومرافقه، وللأدوات المحركة والمتحركة من قاطرات، وعربات، وشاحنات، وصهاريج، ومتابعة الجاهزية بشكل دائم، بما يحقق أمان سير القطارات وفق الإمكانيات المتاحة.
خسائر وإنجازات وإيرادات
ويبيّن د. مضر الأعرج، مدير الفرع، أن قطاع الخطوط الحديدية كان الهدف المباشر للمجموعات الإرهابية المسلحة نظراً للأهمية الاستراتيجية التي تشغلها الخطوط الحديدية، الأمر الذي انعكس سلباً على المؤسسة العامة للخطوط الحديدية التي تكبدت ومازالت خسائر مادية كبيرة نتيجة الأعمال الإرهابية المسلحة، فضلاً عن الخسائر البشرية التي منيت بها المؤسسة من حوادث قتل، وخطف، وإصابة العاملين، وتجاوزت خسائر المؤسسة عشرات مليارات الليرات السورية من تدمير البنى التحتية وتخريبها، وسرقة المستودعات والمخازن، وتفكيك الأدوات المحركة والمتحركة، والبنية التحتية وسرقتها، ويضيف الأعرج: عمل فرع الخطوط الحديدية في طرطوس طيلة سنوات الأزمة وإلى الآن على تكثيف العمل في مستودع القاطرات، ومركز إصلاح الشاحنات والصهاريج في فرع طرطوس، حيث أضحى المركز الرئيسي والوحيد لإجراء جميع الإصلاحات والصيانات اللازمة للقاطرات والصهاريج والعربات والشاحنات ومجموعات الصيانة الآلية، بالتعاون مع الورش الفنية المتخصصة بحلب وفق الإمكانيات المتاحة، والقطع التبديلية المتوفرة، ويتم تزويد فرعي حمص واللاذقية بالقاطرات والصهاريج والشاحنات والعربات اللازمة وفق متطلبات العمل، وذلك من فرع طرطوس، علماً أن هذه الأعمال: (تنزيل، وتعمير، استبدال المحركات، تبديل الأقطاب ومحركات الجر، صيانة الأسرة، صيانة وتعمير العربات والشاحنات والصهاريج…)، بالأساس من تخصص المراكز الرئيسية بحلب التي دمرت وسرقت تجهيزاتها ومعداتها التخصصية.
وبلغ حجم نقل البضائع المنفذة بفرع طرطوس، كما بيّن مدير فرع الخطوط الحديدية من 1/1/2018 ولغاية 30/9/2018: تحميل /335226/ طناً، تفريغ: /126312/ طناً، بالرغم من النقص الشديد بالقوى العاملة الذي يعاني منه فرع طرطوس، إضافة إلى النقص الشديد بالقطع التبديلية، ومواد الخط الحديدي، والمعدات والتجهيزات اللازمة للصيانات اليومية، والنقص في الآليات كماً ونوعاً، والأهم من هذا وذاك هو النقص في عدد القاطرات العاملة، وعمرها الاستثماري، وقد تحدى فرع طرطوس الظروف، وتحقيق أحجام نقل بضائع وركاب تفوق الإمكانيات المتاحة بكثير، وأحجام التحميل هذه تجاوزت أقصى الأرقام المحققة بالماضي، ولفت الأعرج إلى أن المؤسسة تقوم بتسيير قطاري ركاب ترين سيت وعربات سريع بين طرطوس واللاذقية منذ تاريخ 20/11/2012، وذلك لتأمين حركة المسافرين، وخاصة طلاب جامعة تشرين ذهاباً وإياباً، وبأسعار رمزية كنوع من المشاركة الوطنية في تقديم التسهيلات للمواطنين تخفيفاً للأعباء الاقتصادية عليهم جراء الأوضاع الراهنة، وبلغت أعداد الركاب المنفذة بفرع طرطوس خلال العام الحالي /202812/ راكباً، وبلغت إيرادات نقل البضائع والركاب حوالي /755/ مليون ليرة، بزيادة مقدارها 185% عن الرقم المحقق خلال الفترة نفسها من عام 2017.
مشاريع وتحديات
ويشير الأعرج إلى أنه تم تفعيل عملية النقل على محور طرطوس– حمص– شنشار– خنيفيس، وإعادة تشغيل القطارات بعد انقطاع دام خمس سنوات، حيث تم تحقيق أحجام نقل بضائع للقطاعين العام والخاص لابأس بها، وهي في ازدياد مستمر، بناء على توجيهات وزير النقل، ومتابعته الحثيثة، إضافة إلى ما تم إنجازه من إصلاح وتجهيز الخط الحديدي بين حمص ومناجم الفوسفات، وإعادة تفعيل حركة القطارات عليه لنقل مادة الفوسفات إلى مرفأ طرطوس، حيث إن كوادر وزارة النقل أتمت الأعمال اللازمة، وتم البدء بعملية نقل الفوسفات من مناجم الفوسفات بالشرقية وخنيفيس إلى مرفأ طرطوس للتصدير، كما قام فرع طرطوس بتصميم وتنفيذ وتجهيز ورشة لإصلاح المنظمات والمعيرات (ركلاج)، وهي جاهزة بدائرة إصلاح الشاحنات بطرطوس، وتقوم بأعمال إصلاح المنظمات والركلاجات وبنجاح كبير، علماً أنها الوحيدة بالمؤسسة حالياً، عوضاً عن الورشتين في حلب وحمص- من تصميم وتنفيذ الخبراء الروس – الخارجتين عن العمل بشكل كامل على أيدي الجماعات الإرهابية المسلحة، وتم إنشاء مركز لتخزين وتجميع مواد الخط والسلالم والمفاتيح في محطة طرطوس بمساحة حوالي 8 دونمات، وهو الوحيد في المؤسسة لزوم إعادة تدوير وتجميع سلالم الخط الحديدي والمفاتيح من مخلفات الصيانات السابقة، علماً أن تنفيذ هذا المركز لم يكلف المؤسسة أية مبالغ إضافية، بالإضافة إلى إعداد دراسة تنفيذية لإنشاء مركز متخصص لتنفيذ عمليات الضرب بالرمل، والدهان لزوم صيانة وتعمير الصهاريج والعربات، واعتمدت الدراسة في المديرية العامة، وهي قيد الإعلان للتنفيذ، كما تم إعداد دراسة تنفيذية لتطويل رصيف الركاب في محطة طرطوس، حيث إن الدراسة اعتمدت في المديرية العامة، وهي قيد التعاقد مع الفرع 5 للإسكان العسكري بطرطوس للتنفيذ، والإشراف على تنفيذ أعمال العقد 13/2017 المبرم مع الفرع /5/ بطرطوس لمؤسسة الإسكان العسكري لتنفيذ محطات تفريغ الحصويات في محطتي سمريان وبانياس في طرطوس، ومحطة شربيت باللاذقية، من ضمن مشروع تنفيذ خط حديدي جديد من محطة قطينة إلى منطقة المقالع في حسياء بطول /15/ كم، وإنشاء محطة تحميل الحصويات في حسياء مع كامل المنشآت والطرق والساحات، وتضع المؤسسة خطة تطوير شبكة الخطوط الحديدية السورية ضمن أولوياتها لتتمكن من تلبية متطلبات النقل المحلي والدولي المتوقع زيادتها مستقبلاً لإجراء تطوير شامل وعلى مراحل لكامل الشبكة، وخاصة محاور النقل الرئيسية من وإلى المرافئ السورية في طرطوس واللاذقية، وذلك لرفع الطاقة التمريرية والنقلية، وتحسين المستوى الفني والخدمي لشبكة الخطوط الحديدية السورية، بما ينسجم مع المعايير الفنية والخدمية الدولية.
ويعاني فرع الخطوط الحديدية من عقبات وتحديات تواجه العمل، منها مشكلة التعديات على حرم الخط الحديدي من قبل المواطنين بفتح ممرات سطحية على الخطوط الحديدية لعبور السيارات بشكل غير قانوني، وزراعة الأشجار والنباتات ضمن حرم الخط الحديدي، وتنفيذ “امرارات” غير نظامية للمياه تقطع الخط الحديدي، وتؤثر على بنيته الفنية نتيجة عدم تنفيذها بالشكل القانوني والفني المناسب، إضافة إلى قيام بعض المواطنين بتخريب سور الحماية المنفذ على حدود الاستملاك للعبور إلى الطرف الآخر من الخط، بالرغم من وجود ممرات نظامية، ومعابر علوية أو سفلية تحقق الغاية، معرّضين أنفسهم للخطر، بما يؤثر على أمان سير القطارات، كما تتعرّض قطارات الركاب والبضائع للرشق بالحجارة أثناء مسيرها، الأمر الذي يعرّض أرواح العاملين والمسافرين للخطر، إضافة إلى أضرار مادية في الأدوات المحركة والمتحركة، وهنا أشار الأعرج إلى إمكانية قيام قيادة الشرطة بتسيير دوريات أثناء مرور القطار في المناطق التي تتعرّض بها القطارات للرشق المتكرر، وقيام الجهات المعنية بمعالجة هذه الظاهرة المؤذية عن طريق نشر الثقافة والتوعية بالوسائل الإعلامية وغير الإعلامية المتاحة، وعن طريق المدارس والجوامع والمنظمات الأهلية، بالإضافة للنقص الشديد بالقوى العاملة، وخاصة الفئات الوظيفية الرابعة والخامسة، والنقص في عدد القاطرات العاملة، وعمرها الاستثماري، والتي لا تتناسب مع أحجام النقل، بالإضافة إلى النقص الشديد في الآليات كماً ونوعاً الذي لا يتناسب مع حجم العمل الحالي والمستقبلي، وخروج نظام الإشارات والاتصالات على محور طرطوس– حمص– الشرقية عن الخدمة بسبب تدمير وتخريب البنية التحتية، ومستودعات القطع التبديلية للنظام الألماني المعتمد على هذا المحور، وبالتالي فإن جميع المحطات على هذا المحور تعمل بشكل يدوي.
رشا سليمان