ســـــلتنا الناشــــئة تطبع بصمـــتها فــي بطولـــة آســــيا.. وغــــداً مبـــــاراة مصيريـــة
لم نكن مغالين عندما تفاءلنا خيراً بمنتخبنا الوطني للناشئات دون 18 عاماً لكرة السلة، وازداد هذا التفاؤل بعدما شاهدنا المنتخب يتألق في بطولة آسيا المقامة في مدينة بنغالور الهندية، ويتصدر فرق مجموعته، ويتأهل مباشرة للدور نصف النهائي عن جدارة واستحقاق.
منتخبنا نجح في تحقيق الفوز في مبارياته الثلاث التي لعبها بالعزيمة والإصرار، حيث تفوق أولاً على منتخب كازاخستان (56- 40)، أتبعه بالفوز على هونغ كونغ (66-47)، واختتم بالفوز على ساموا (44-37)، والفوز الأخير لم يكن على مستوى الطموح، وذلك بسبب غياب نورا بشارة عن اللقاء للإصابة.
لاعبات منتخبنا قدمن أداء عالياً، مع تميز واضح لآنا أصلانيان التي تصدرت لائحة اللاعبات (في البطولة) الأكثر فاعلية حتى الآن، بمعدل 24,3، بينما حلت لاعبتنا نورا بشارة في المركز الثاني في قائمة أفضل المسجلات برصيد 20 نقطة بعد الإيرانية غازفيني، تلتهما آنا في المركز الثالث بالهدافات برصيد 19,7 نقطة، وبقية اللاعبات كن عند حسن الظن بهن، وقدمن أداء راقياً يدل على أن سلتنا الأنثوية مازالت بخير، وقادرة على التواجد قارياً وبقوة. لكن هذه النتائج يجب ألا تعمي بصيرتنا عن الوقوف على بعض السلبيات التي رافقت المنتخب في المباريات الثلاث، فوضح ضعف منتخبنا من ناحية التسديد من خارج القوس، ووضح ذلك بشكل جلي في مباراة كازاخستان، حيث لم نسجل أية ثلاثية من أصل 8، وفي مباراة هونغ كونغ سجلنا 4 رميات من أصل 18، وفي مباراة ساموا سجلنا رميتين من أصل 19 رمية ثلاثية، ويجب على كادر المنتخب الانتباه لهذه النقطة قبل مواجهة الدور نصف النهائي غداً، حيث سيلعب منتخبنا مع الفائز من مواجهة (اليوم) بين إيران وكازاخستان بمواجهة مصيرية لمنتخبنا.
ورغم ذلك فقد قدم منتخبنا ما عليه وأكثر، لاسيما أنه كان آخر المنتخبات المنضمة للبطولة على عكس المنتخبات الأخرى التي بدأت تحضيراتها منذ فترة، في حين لم تتجاوز تحضيراتنا الـ 20 يوماً، والتي اقتصرت بإجراء ثلاث مباريات محلية على مدار أسبوع، ومنتخبنا (حديث العهد) حقق المطلوب منه، وظهر بأبهى حلة، وكان هناك جهد واضح من قبل الجميع، كما أثبت مدرب منتخبنا عبد الله كمونة، ومساعدتاه كارلا مغامز، واليزابيث سيمون، كفاءة عالية بالتعامل مع كل مباراة، والقراءة الفنية والصحيحة للاعبات.
الإنجاز تحقق بعد سنوات عجاف عاشتها كرة السلة الأنثوية، فجاءت الانتصارات لتروي عطش سنين، والجميع يستبشر خيراً بعودة السلة الأنثوية إلى ميادين المنافسة من جديد.
أخيراً إذا كان تطور كرة السلة الأنثوية سيبدأ من القاعدة بخطوات سليمة ومدروسة وفق استراتيجية بعيدة المدى، فإن المعطيات الموجودة والخطوات بحاجة لموقف قوي من اتحاد السلة في هذا الاتجاه، فالنتائج التي حققها المنتخب أكدت بالدليل القاطع أن سلتنا الأنثوية قادرة على المنافسة في أية مشاركة خارجية إذا ما توفرت لها الأسس الصحيحة للتطور، وتستطيع مواكبة التطور الحاصل في مثيلاتها في البلدان المجاورة، ويجب المحافظة على هذا المنتخب، والاستمرار به، وتقديم الدعم الكامل له.
عماد درويش