صحيفة البعثمحليات

أي دجاج نأكل.. هل هناك من يراقب مزارع تربية الفروج؟

 

حماة– محمد فرحة
تشكّل المضادات الحيوية التي تُقدّم في كثير من الأحيان للفروج أثناء عمليات التربية والتسمين ومع المادة العلفية تهديداً مباشراً لصحة البشر، وخاصة تلك التي تُعطى بلا وصفات بعيداً عن الحكمة والمعايير الصحية أي بلا وصفات!!.
ولعلّ من أهم ما ركزت عليه الندوات التي أُقيمت خلال العام الماضي وهذا العام هو السلامة والأمن الحيوي ونظافة ونقاوة المادة العلفية المقدمة للفروج أثناء تربيته في المداجن. في هذه الأثناء يؤكد أطباء بيطريون أن إصابة الفروج بالالتهابات غير قابلة للعلاج، فهل سأل أحد كيف تقدم المادة العلفية وهل تتوافر فيها الشروط الصحية والسلامة العامة؟.
ما لفت انتباهنا قبل أسابيع من الآن هو وجود فروج لدى أحد الباعة من خلال حجمه الكبير فقد يكون من الفراريج التي نتحدث عنها أو دخل تهريباً إلى أسواقنا من الدول المجاورة كتركيا، وفي كل الأحوال كان منظراً ملفتاً، ليطرح السؤال الكبير نفسه ومؤداه: هل هناك من يراقب عملية تربية الفروج في مداجننا رغم قناعتنا بأن المنتج المحلي أفضل مما يُنتج في دول الجوار؟!.
أسئلة كبيرة تدور، يأتي في مقدمتها: هل يشرف الأطباء البيطريون على مراحل تسمين وتربية الفروج في هذه المزارع؟، ونحن الذين أسمعتنا غرفة زراعة حماة مراراً بأن مشكلة المربين للفروج تكمن في سوء الأدوية البيطرية غير المراقبة، مشيرة إلى تقصير الجهات الرقابية في مجال مديريات الزراعة، يضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار هذه الأدوية!.
مدير الرقابة في مديرية حماية المستهلك بحماة نعمان الحاج قال تعليقاً على ذلك: نعم شاهدت مثل هذا الفروج، فإما أن يكون من أمّات الفروج المنسقة أو تلقى هرموناً يساعد على التسمين السريع أو مضادات حيوية أو فروجاً مهرباً، مشيراً إلى أنه لا يوجد لديهم مخبر للتحليل العضوي، فهو مكلف جداً وأن ما لديهم هو التحليل الجرثومي فقط، واعداً بالكشف عن ذلك من خلال حملة تموينية.
إلى ذلك قال طبيب بيطري: إن البكتيريا تنتقل من لحم الفروج إلى لحم الإنسان رغم أن البكتيريا تقتل أثناء الطهي لكن البكتيريا قد تنتقل وتستقر من على سكين التقطيع وفي البراد.
باختصار كل دجاجة من هذا القبيل، أي إن كانت قد أعطيت هرمونات نمو سريع أو مضادات حيوية، هي بمثابة قنبلة موقوته باعتبارها تترك أثراً سلبياً على الصحة العامة رغم قناعتنا بسوية وجودة المنتج السوري من كل المواد الغذائية، لكن لابد أن تحلو للبعضِ بعضُ التجاوزات. فهل من يستطيع أن يقنعنا علمياً بالأسباب التي جعلت الفروج بهذا الحجم وخلال مدها أقصاه نحو أربعين يوماً. ويبقى السؤال المهم: هل فروجنا تحت المجهر المخبري.. وأي فروج وطعام نأكل؟!.