“ألوان من حمص” في ثقافي أبو رمانة
جمالية مدينة حمص وألوانها التقت في معرض “ألوان من حمص” الذي أقيم بالمركز الثقافي العربي في –أبو رمانة- وبدا التشخيص القاسم المشترك بين أغلب اللوحات، وإن اختلفت أساليب التشكيليين رانية الألفي وعون دروبي ويوسف محمد وعبد القادرعزوز بين التعبيرية -كما في لوحات الألفي- لهيكل ثنائية الرجل والمرأة واشتغالها على فضاء اللوحة وإظهار معنى التشاركية والحياة عبْر متتالية اللون التي ينبعث الضوء من داخلها، وفي زاوية أخرى تألقت لوحاتها الصغيرة لبورتريهات تصوّر وجه الأنثى ولكن لم تكن هذه المرة تجسد الحلم، إذ تشي الألوان الداكنة الممتزجة بالتدرجات اللونية من الشحوب إلى الأسود والوجوه الصامتة والساكنة بواقعية الحزن الذي عاشته خلال الحرب.
لتتقابل مع ضبابية المدينة بأسلوب تجريدي تعبيري يظهر الشخوص بملامحها الغامضة كما في لوحات عون الدروبي، والأمر اللافت جمالية التوصيف الأنثوي رغم اختفاء الملامح وراء ستار اللون، وتميزت إحدى اللوحات التي أظهرت إيقاع الحياة برمزية الأنثى التي تعزف على إيقاع الدف الكبير.
إلا أن يوسف محمد شدّ أنظار الزائرين بأسلوبه الذي دمج بين الواقعية والتعبيرية في تجسيد شخوصه في حالة انعتاق نحو الأعلى والخروج من تلاطم الأمواج، مركزاً على الألوان الحادة المثيرة للعين بجمالية تمازج اللون القرمزي الذي غطى مساحة ثوب الأنثى داخل تمازج رماديات الأمواج. وأضفت لوحات الطبيعة الصامتة الهادئة للورود التي قدمتها الفنانة سميرة مدور تألقاً على أركان المعرض بأزرار الورود وشفافية مشتقات البنفسجيات. كما حفل المعرض بمنحوتات مختلفة الأحجام منها للفنان رزق الله حلاق، عبّرت عن فلسفته الخاصة بالتركيز على ملامح بورتريه الوجه الغاضب داخل منحوتة الجسد والالتفافات الخشبية الدقيقة، والأمر اللافت إظهاره العين بدقة.
ملده شويكاني