رياضةصحيفة البعث

بعد مراحله الثماني.. صدارة تشرينية مستحقة للدوري الممتاز.. وإشارات استفهام على المجد وقطبي حماة

حملت المراحل الثماني من عمر الدوري الكروي الممتاز التي انقضت حتى الآن الكثير من التناقضات، فعصف عدم الاستقرار بكثير من الأندية، ما أثر على المستوى الفني الذي لم يرتق لمسابقة يفترض أن تحمل من اسمها نصيباً.

وبالانتقال للحديث عن الأمور التنظيمية فإن ملاعب دورينا عبارة عن بقع خضراء لا ترقى لتسمية ملاعب كرة القدم، وتحديداً في دمشق وحلب، كما أن التحكيم لم يكن في وضعه الطبيعي، ما أثر على نتائج الكثير من المباريات، وغيّر في جدول الترتيب.

لكن الثابت الوحيد هو الجمهور العريض الذي زيّن المدرجات، وأضفى على المباريات جواً خاصاً، ومنح المباريات الباهتة فنياً حماساً وحيوية.

وفي هذه السطور سنفرد الحديث عن نصف أندية الدوري من الناحية الفنية، على أن نعود في الأعداد المقبلة لما تبقى من أندية.

صدارة مستحقة

استحق فريق تشرين تصدر المسابقة حتى الآن، فالمارد الأصفر تطور أداؤه عن الموسم الماضي، وظهر بحلة مطمئنة لجماهيره التي واصلت خطف الأضواء، وإثبات وفائها وتشجيعها المثالي، فالنقاط الـ 18 التي جمعها الفريق لم تكن بالحظ أو الصدفة، بل جاءت بعد أداء جيد ومستويات مميزة، لكن ما عكّرها هو الخسارتان المفاجئتان أمام الوثبة والطليعة اللتان كان يمكن تجاوزهما لولا بعض التفاصيل الصغيرة.

وإذا كانت القتالية والروح العالية هي الصفة المميزة للفريق إلى جانب خطه الدفاعي المتماسك، فإن العقم الهجومي ظل المشكلة الأكبر التي يحاول الجهاز الفني حلها، فلم تفلح الأسماء الوافدة في الموسم الجديد في حل المعضلة التي رافقت الفريق منذ العام الماضي.

مشوار الأصفر عرف عدة لقاءات متوازنة، لكن القادم يبدو غير سهل مع مواجهته للجيش والوحدة والاتحاد والكرامة، ما يتطلب تصحيح الأخطاء التي وقعت لتحقيق حلم الرابعة، والاستمرار في الصدارة.

خيبة جيشاوية

خيّب أداء فريق الجيش الآمال خلال المراحل الثماني الماضية، حيث شهد تقلبات بالكادر التدريبي انتهت بالتعاقد مع المدرب أحمد الشعار الذي حاول التغيير في أداء وأسلوب اللاعبين لكي يجد الحلول المناسبة، ولعل الاستراحة الحالية للدوري ستعطي الكادر التدريبي فرصة لكي يتم تلافي السلبيات التي ظهر عليها بالمباريات السابقة، والتي أدت إلى تراجعه للمركز الثالث برصيد 15 نقطة، بزيادة نقطة واحدة عن المرحلة نفسها من الموسم الماضي.

الفريق بحاجة أكثر للتنظيم في الخطوط الدفاعية، وسوء التغطية الدفاعية، وهو ما بدا واضحاً خلال المباراة الأخيرة أمام الكرامة، والتي انتهت بالتعادل بهدفين لهدفين، وخط الوسط، ورغم وجود لاعبين مميزين، إلا أنه بحاجة أكثر لمساندة الدفاع.

وتبقى الميزة الوحيدة للفريق بعودة اللاعب الهداف محمد الواكد لصفوف الفريق، ما منح خط الهجوم قوة إضافية مكنته من تصدر فرق الدوري برصيد 20 هدفاً، سجل منها الواكد لوحده 11 هدفاً، لكن الفريق بحاجة لهداف ثان، فعلى سبيل المثال لو تعرّض الواكد للإصابة (كما حدث بالموسم قبل الماضي)، فلا يوجد بديل مناسب يستطيع سد هذه الثغرة، وسيفتقد الجيش قوته بالناحية الهجومية.

الفريق تنتظره مباريات قوية بالمراحل الخمس المقبلة، أبرزها ملاقاة تشرين بالمرحلة العاشرة في اللاذقية، وفي المرحلة الحادية عشرة يستقبل الساحل، ثم يرحل لجبلة لملاقاة فريقها بالمرحلة الثانية عشرة، وفي المرحلة الأخيرة سيواجه جاره الشرطة، وهي كلها لقاءات هامة للفريق الذي يسعى جاهداً للمحافظة على لقبه للسنة الخامسة على التوالي.

عودة للبرتقالي

مع تمكنه من الصعود للوصافة برهن فريق الوحدة أنه استفاد بشكل كبير من خسارتيه في أولى مبارتين في الموسم، فالبرتقالي تدرج في أدائه محققاً سلسلة من الانتصارات المتتالية، وجامعاً 16 نقطة من أصل 18، ومقدماً أداء جيداً ساهم في عودة جماهيره لمؤازرته، وهو ما وضح في لقاء المجد الأخير.

الوحدة، ومع تغيير صورة الفريق على صعيد اللاعبين والجهاز الفني، بدأ بخطوات متثاقلة، وبنقاط ضعف كثيرة، حاول مدربه الرداوي تلافيها فنجح في تغيير طريقة اللعب، ومراكز بعض اللاعبين، لكنه بنظرة منطقية لم يقنع حتى الآن كون المنتظر أكثر من الفوز التجاري بكثير.

ولعل غياب المهاجم القناص كان إحدى أبرز المشاكل التي كشفت عنها المباريات الثماني التي خاضها الفريق، فالمهاجم الذي يفترض أن يكون العلامة الفارقة، والذي يعول عليه كثيراًً عبد الهادي شلحة، سجل هدفاً وحيداً، وكان في مباراة الحرفيين التي انتهت برباعية، كما أثر غياب المدافع صلاح شحرور على استقرار الخط الخلفي.

ورغم أن المركز الثاني مرض للغاية قياساً بالظروف المحيطة، إلا أن القادم سيكون أصعب مع وجود سلسلة من المباريات القوية مع الاتحاد وتشرين والكرامة فيما تبقى من عمر مرحلة الذهاب.

تشابه في حماة

قبل انطلاق الموسم كان الجميع ينتظر أن يكون قطبا حماة النواعير والطليعة في عداد الأندية المنافسة على اللقب، ولكن مع توالي المباريات ظهرت عيوب ونواقص في كلا الفريقين جعلتهما يتراجعان على سلم الترتيب، ويتلقيان الخسارة تلو الأخرى.

فريق النواعير كان التقلب هو الصفة الغالبة على أدائه ونتائجه، وساهم في ذلك التغيير الذي أصاب جهازه الفني مع إقالة المدرب رافع خليل واستبداله بأحمد حياري الذي تحسنت الأمور معه نسبياً، ليستقر الفريق في المركز التاسع مسجلاً تسعة أهداف، ومتلقياً مثلها.

وكحال أغلب أندية دورينا عانى الفريق من مشاكل هجومية كبيرة، إضافة لتلقي مرماه للكثير من الأهداف، ويبقى عدم قدرة الفريق على استغلال عاملي الأرض والجمهور هو الأبرز.

أما فريق الطليعة فيبدو في وضعية أصعب مع احتلاله للمركز العاشر، وكحال جاره قام بتغيير مدربه على أمل تحسين الأوضاع، لكن الأمل يبقى في تحسين الصورة، واستعادة زمام المبادرة، لأن جماهير النادي لن ترضى بموسم جيد يكون فيه الفريق بعيداً عن الكبار.

الهروب من الفوز

من يملك التاريخ يحمل وزره لا يفاخر به، هذا حال نادي القلعة الدمشقية، فالمجد الذي يقع في المركز ما قبل الأخير برصيد 5 نقاط عوّل على أمجاد الماضي لتحقيق الأحلام، علماً أنه كان يملك 11 نقطة في الموسم الماضي في الجولة ذاتها، ورغم البداية المقبولة بسلسلة تعادلات كانت أكثرها حرجاً مبارتاه ضد الحرفيين متذيل الترتي وضدّ حطين، حيث ضيّع ضربة جزاء في كل مباراة خاسراً بذلك نقاطاً مضمونة، وأتت المصائب عند محاولة مقارعة نادي الجيش، ثم الكرامة، وأخيراً في ديربي دمشق أمام الوحدة، دون أن نشهد ردّة فعل تتناسب وتاريخ النادي، بدءاً من المدرب الذي وعد بكسر سلسلة التعادلات، فكسره واقع المنافسة، وعدم توظيف لاعبيه بشكل يتناسب وطبيعة كل مباراة، كما يحصل مع هدّاف الفريق ونجمه رجا رافع، والموهبة الواعدة نور الحلبي، وانتهاء بالإدارة التي لم تقدم على تعاقدات جديدة استعداداً للموسم تدعم صفوف الفريق، وخاصة في صفوف الدفاع، فالحارس أمجد السيّد يقدّم أداء جيداً، لكن تراخي الدفاع أثقل كاهله، وتنتظر الفريق مبارتان صعبتان بعد استئناف الدوري: الأولى أمام المتصدر تشرين، والثانية أمام الاتحاد السادس.

حسرة للحرفيين

بما أن نتائج فريق الحرفيين كانت الأكثر منطقية بين فرق الدوري قاطبة، فالفريق لا يمتلك مقومات فريق يلعب في الدوري الممتاز، ويحاول لاعبوه وجهازه الفني الاعتماد على الحماس والروح القتالية لتقليص الفوارق، والحفاظ على حظوظ البقاء بين الكبار، ورغم حصده لنقطة يتيمة، إلا أن الأمل في انتفاضة تقلب موازين ترتيبه بعد فترة التوقف.

الفريق يسير بخطوات بطيئة، لكنه في آخر مبارياته أمام تشرين كان قريباً من تحقيق المفاجأة، لكن الظروف لم تخدمه، حسب ما أكده مدربه أنس صاري الذي قال: ماذا أقول، هل أصرح ليفرضوا عليّ عقوبة، فريقنا يقدم عروضاً جيدة، لكننا نخسر بركلات جزاء لن أتحدث عنها، وهي برسم المعنيين، خسرنا مبارتين في حمص وحماة بقرارات لم تنصفنا، واليوم الصافرات لم تكن موفقة، فريقنا يقدم مباريات استحق عليها تقدير الجميع، لكن مطلبنا هو إنصاف هؤلاء اللاعبين، وعدم قتل طموحهم بتقديم أداء جيد يقترن بالنتائج الإيجابية.

“البعث”