زاخاروفا: الإرهابيون ينفّذون استفزازات يوميــــة في إدلـــب
تصدّر الوضع في سورية مباحثات قادة منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي انطلقت أعمالها أمس في العاصمة الكازاخية أستانا، حيث أطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظراءه في المنظمة على نتائج الحراك السياسي لإيجاد حل للأزمة، وأعربت بلدان المنظمة في بيان عن تأييدها لجهود روسيا وكازاخستان للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة طويلة الأمد. وفيما اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه من السابق لأوانه الحديث عن استكمال إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب في ضوء مواصلة الإرهابيين تنفيذ استفزازات يومية في المنطقة، أكد سفير روسيا في لبنان ألكسندر زاسبيكين أن بلاده تواصل مساعيها لإيجاد حل للأزمة في سورية انطلاقاً من مبدأ حماية سيادة الدولة، والحفاظ على وحدة أراضيها، ومواجهة المخططات الإرهابية.
وفي التفاصيل، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف: إن الرئيس بوتين أطلع نظراءه في منظمة معاهدة الأمن الجماعي على الحوار الذي بدأ في صيغة أستانا ونتائج القمة الرباعية التي عقدت في اسطنبول في الـ 27 من الشهر الماضي، وجمعت قادة روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا، إضافة إلى التطرق للأزمات الأخرى في المنطقة.
وكانت منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أكدت خلال اجتماعها العام الماضي دعمها لسيادة ووحدة الأراضي السورية وحل الأزمة فيها بالسبل السياسية عبر حوار سوري سوري واسع دون أي تدخل خارجي، ودعت إلى القضاء على التهديد الإرهابي في سورية بأسرع وقت، محذرة من توجه إرهابيين أجانب إلى دول المنشأ أو الى دول أخرى لتنفيذ اعتداءات إرهابية بما في ذلك بصفة لاجئين، وانطلقت في العاصمة الكازاخستانية أستانا في وقت سابق أمس أعمال قمة بلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي بمشاركة قادة بلدان المنظمة ووزراء الخارجية والدفاع والأمن.
يذكر أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي هي منظمة حكومية دولية وحلف عسكري تم توقيعه عام 1992، وتضم كلاً من روسيا وأرمينيا وبيلاروس وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان.
من جهتها قالت زاخاروفا في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي: بالرغم من النجاحات الفعلية في إقامة المنطقة منزوعة السلاح في إدلب بموجب اتفاق سوتشي، إلا أنه من السابق لأوانه الحديث عن استكمال هذه العملية، مضيفة: إن الإرهابيين المنتمين لـ “جبهة النصرة” وحلفاءهم من التنظيمات المسلحة غير الشرعية يقومون باستفزازات هناك بشكل يومي.
من جهة ثانية لفتت زاخاروفا إلى أن واقع الخراب في مدينة الرقة بفعل عمليات ما يسمى “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن يختلف عن الصورة المتفائلة التي ترسمها المنظمات غير الحكومية الغربية، وذلك في وقت لم تبدأ فيه بعد أي أعمال لإعادة إعمار المدينة المنكوبة.
وكشفت التقارير الميدانية أن “التحالف الدولي” المزعوم بقيادة واشنطن استخدم بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً خلال العدوان على مدينة الرقة، ما تسبب باستشهاد العديد من المدنيين، مشيرة إلى أن الرقة تعرضت لتدمير ممنهج من قبل التحالف وميليشيات قسد التابعة له وتنظيم داعش الإرهابي من جهة أخرى.
من جانبه قال سفير روسيا الاتحادية في لبنان ألكسندر زاسبيكين: إن بلاده تواصل مساعيها لإيجاد حل للأزمة في سورية انطلاقاً من مبدأ حماية سيادة الدولة، والحفاظ على وحدة أراضيها، ومواجهة المخططات الإرهابية التخريبية الهادفة إلى زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة.
وقال زاسبيكين خلال لقائه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان حنا الناشف: بحثنا في عدد من القضايا المحلية والإقليمية وكانت الآراء متطابقة بخصوص القضايا المطروحة، مشيراً إلى ضرورة تعزيز العلاقة بين روسيا والأحزاب والقوى التي تناضل من أجل حقوق شعوبها.
من جهته قال الناشف: نلتقي مع روسيا في مشروع محاربة الإرهاب وإفشال مخططاته في المنطقة انطلاقاً من موقف موسكو الذي يؤكد ضرورة احترام مبدأ سيادة الدول والحفاظ على وحدة أراضيها وحقها المشروع في محاربة الإرهاب، منوهاً بدعم روسيا للقضايا العادلة المحقة في المنطقة ولا سيما موقفها الثابت من الوضع في سورية.
وفي سياق آخر أكد مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف أن أجهزة الأمن الروسية ترصد جهات الدعم المالي القادم من روسيا إلى المنظمات الإرهابية في الخارج، وأوضح بورتنيكوف للصحفيين أمس أن بعض الجماعات والأفراد يوفرون الدعم المالي للمنظمات الإرهابية عبر إرسالهم الأموال إليها من مختلف المناطق في العالم بما في ذلك من روسيا الاتحادية، مبيناً أن الأجهزة تقوم برصد ذلك عبر قنوات منفصلة خاصة بتحويل الأموال إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وفي رده على سؤال حول كيفية تمويل الإرهابيين في سورية والعراق، وما هي التدابير التي سيتم اتخاذها لمنع وصوله، أوضح بورتنيكوف تحدثنا في المؤتمر السابع عشر لقادة الأجهزة الأمنية في موسكو عن احتمال توحيد قدرات التنظيمين الإرهابيين (القاعدة) و(داعش) وقاعدة الموارد المالية لهذين التنظيمين هي نفسها، وفي الحديث عن مكونها المالي قلنا: إن تهريب المخدرات والسلع المزورة وبيع الأسلحة يصب بشكل كبير في هذا المكون.
وفي القاهرة، أكدت عضو مجلس النواب المصري زينب سالم أن الشعب السوري قادر على صناعة المعجزات والنهوض مجدداً ببلده وإعادة إعمار ما دمره الإرهاب، وقالت: إن الشعب السوري محب لوطنه وقادر على إعادة إعماره في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، مشيرة إلى أن الانتصارات التي حققها ويحققها الجيش العربي السوري جاءت نتيجة تلاحم الشعب مع هذا الجيش العظيم، وأضافت: إن سورية كانت على الدوام رمانة ميزان المنطقة بسبب حضارتها وجغرافية مكانها، لافتة إلى أن عودة المهجرين السوريين جراء الإرهاب دليل على أنهم يجدون الأمن والأمان في وطنهم.