فرنســـــا تكـــــذّب أردوغــــــان
على خلفية محاولات النظام التركي المستمرة استثمار قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول الشهر الماضي، بدأت تتصاعد في الغرب الأصوات المنادية بتقديم الأدلة الدامغة على ما يقوله رجب طيب أردوغان بهذا الشأن، فقد رأى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن أردوغان يقوم بلعبة سياسية فيما يخص القضية، قائلاً في مقابلة مع قناة (فرانس 2): إن فرنسا “لا تملك تسجيلات تتعلق بمقتل خاشقجي”، وذلك ردّاً على ما صرّح به أردوغان السبت الماضي من أنه تم تسليم تسجيلات لفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وكان النظام السعودي أقرّ بعد إنكار وتقديم عدة روايات متناقضة بارتكاب جريمة قتل خاشقجي في مبنى قنصليته في اسطنبول الشهر الماضي ممّن سمّاهم عناصر غير منضبطة، بينما أكد ياسين أكتاي مستشار رئيس النظام التركي “أن خاشقجي قتل خنقاً ومن ثم قطّعت جثته.. وأن سبب تقطيع الجثة يعود إلى أن ذلك أسهل لتذويبها”.
جاء ذلك في الوقت الذي بدأ فيه وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت جولة خليجية تشمل السعودية والإمارات، تتركز على الحرب في اليمن ومقتل خاشقجي، وذلك في محاولة لفرض الحضور البريطاني مجدداً في المنطقة ولأخذ متنفّس من متاعب “بريكست”.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان: إنّ هانت سيجتمع خصوصاً مع ملك النظام السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، و”سيطلب من السلطات السعودية فعل المزيد لضمان تحقيق العدالة لعائلة خاشقجي”، وسيُشدّد على “أهمية تعاون السعودية مع تركيا لإجراء تحقيق كامل وموثوق به”. وذكرت مصادر صحفية أن ولي عهد النظام السعودي محمـد بن سلمان اجتمع مع المبعوث الخاص لرئيسة وزراء بريطانيا سايمون ماكدونالد، وناقشا العلاقات الثنائية. وجاءت زيارة هانت في مسعى بريطاني جديد نحو العودة إلى إظهار التأثير في المنطقة، التي ابتعدت بريطانيا عنها مؤخراً، وكذلك تجاوباً مع مطالب منظمات حقوقية في بريطانيا حول مقتل خاشقجي وحرب اليمن.
ومن جهة ثانية، تأتي زيارة هانت للخليج في الوقت الذي تتعرض فيه الحكومة البريطانية برئاسة تيريزا ماي لضغوط متنامية لتغيير خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث تحاول ماي التوصل إلى التفاصيل النهائية لاتفاق انسحاب بريطانيا، لكن المحادثات تعثرت.