إعفاء الحرف التراثية من الضرائب يتصدر المطالب في مهرجان “السياحة والتراث”
حماة- سرحان الموعي
تصدّر إعفاء الحرف التراثية من الضرائب والرسوم، وإيجاد سوق دائم لعرض المنتجات الحرفية اليدوية والتراثية، المطالب العديدة للحرفيين المشاركين في مهرجان حماة الثاني للسياحة والتراث الذي تقيمه مديرية السياحة بالتعاون مع مجموعة الفجر للمعارض والمؤتمرات الدولية في خان رستم باشا، إضافة إلى مطالب أخرى ساقها الحرفي أحمد الدبيك كالبحث عن طرق جديدة لتطوير واقع الحرف اليدوية والنهوض بها، ووضع آلية مناسبة للقيام بدور فاعل في تسويق المنتجات وإيصالها للراغبين باقتنائها في مختلف المحافظات، لافتاً إلى أن عمليات التسويق يجب ألا تقتصر على الأسواق الداخلية، وإنما تفعيل العمل بالأسواق الخارجية ولاسيما مع مرحلة التعافي التي بدأت تشهدها سورية.
بدوره يصمّم الحرفي محسن الدبيك على ممارسة حرفته التراثية، وهي صناعة النسيج اليدوي التي ورثها عن آبائه وأجداده منذ عدة عقود، وهو يواظب على تصنيع النسيج اليدوي بالنول منذ قرابة خمسين عاماً، وهو حريص على المضي قدماً في هذه المهنة طالما تسمح له ظروفه الصحية بالعمل والإنتاج، لما تستأثر به هذه المهنة ومنتجاتها من مكانة في وجدانه لأنها امتداد لتراث أجداده.
وأشار الحرفي عبد الكريم عكاش إلى أن هناك العديد من العقبات التي تواجه الحرف اليدوية، حاصراً إياها في عدم توفر المواد الخام وارتفاع أسعارها وانخفاض العائد من الحرفة مقابل الجهد المبذول وانخفاض الطلب على المنتجات، مطالباً في ضوء ذلك بتنظيم برامج سياحية لتشجيع الطلب على المنتجات وإنشاء مراكز تدريب لنقل الحرفة للآخرين وفتح قنوات تسويقية للمساعدة في زيادة المبيعات وحماية المنتج المحلي.
وفيما يتعلق بالجانب السياحي يشدّد عمار العجي مدير مركز سيريانا للعلوم السياحية على أهمية المشاركة بالمهرجان وتعريف الطلبة بالحرف التراثية وتهيئتهم لدخول سوق العمل كرافد للسياحة التي تستلزم وجود العديد من الكوادر البشرية المدربة والمؤهلة، مشيراً إلى ضرورة التركيز على جانب التدريب والتأهيل في تحسين الأداء والارتقاء بجودة الخدمات السياحية، ودعم الموارد البشرية واستثمارها للوصول إلى صناعة سياحية متميزة، ولاسيما أن سورية بدأت تشهد مرحلة جديدة من التعافي وعودة النشاط السياحي إلى مختلف المحافظات ولاسيما محافظة حماة التي تشتهر بغناها بالأوابد واللقى الأثرية، إلى جانب غناها بالكثير من الحرف اليدوية القديمة ولاسيما صناعة البسط والسجاد اليدوي والنواعير والحفر على النحاس وغيرها.
وفي لقاءات مع زوار المهرجان، أوضح الدكتور علي بيطار أهمية هذا المعرض الذي يجمع بين الماضي والحاضر وبين أصالة الشعب والطبيعة، وبين التقاليد العريقة والحاضر المشرق. فيما بيّن معتز النمر (رجل أعمال) أن أهمية المهرجان تكمن بالدرجة الأولى في تدعيم السياحة الداخلية في محافظتنا الخيرة وبلدنا الحبيب، والمساهمة في نشر الوعي الثقافي لدى الزائرين سواء من داخل المحافظة أو خارجها من خلال معرض المهن اليدوية، إذ يهدف هذا المهرجان من خلال تلك المعارض إلى تسليط الضوء على ثقافة المجتمع المحلي وتاريخه الحافل بالمنجزات وعلى العادات والتقاليد المتوارثة منذ أمد بعيد.