شرودر: أمريكا تعاملنا كدولة مُحتَلّة
انتقد المستشار الألماني السابق، غيرهارد شرودر، بشدة السياسة التجارية الأمريكية، ودعا برلين إلى البحث عن حلفاء آخرين، مستنكراً تعامل واشنطن مع بلاده كدولة مُحتَلة، داعياً المسؤولين الألمان إلى البحث عن حلفاء آخرين يحترمون البلاد وسيادتها.
وقال شرودر، المعروف بمعارضته السياسات الأمريكية ورفضه غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003 حين كان مستشاراً لألمانيا: “لا يمكننا تحمّل أن نُعامل كدولة مُحتَلّة. عندما أشاهد تصرفات السفير الأمريكي (في برلين)، يتكوّن لدي انطباع بأنه يعتبر نفسه ضابطاً في قوات الاحتلال أكثر من سفير للولايات المتحدة في دولة ذات سيادة”.
ووفقاً لشرودر: يجب على ألمانيا أن تبحث عن حلفاء جدّد تتقاطع معهم مصالحها، وتحترم فيها الدول بعضها البعض، وبرأيه فإن الصين يمكن أن تصبح حليفاً لبلاده، معتبراً أنه “من المستحيل البقاء على علاقة التحالف مع الولايات المتحدة في ظل سياستها وتصرفاتها معنا”.
وبدأت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة منذ 6 حزيران 2018، بفرض واشنطن رسوماً جمركية متزايدة على الواردات الصينية، وردّت بكين بالمثل، فيما شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعض التوتر على خلفية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، فضلاً عن إدخال رسوم جمركية على الفولاذ والألمنيوم الآتي من دول أوروبية منذ 7 آب، ورداً على ذلك فرضت بروكسل رسوماً إضافية بنسبة 25% على استيراد مجموعة من السلع من الولايات المتحدة.
بالتوازي أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير لاين، أن إنشاء جيش أوروبي أمر ضروري لتمكين الدول الأوروبية من حماية مصالح الأوروبيين حال ظهور أزمات، وقالت: “إنه يجب على الساسة إنشاء الهيئات لاتخاذ القرارات، لتتمكن أوروبا من أن ترد بسرعة فيما يخص مسألة العمليات العسكرية المناهضة للأزمات المحتملة”، وأضافت: “إن الجيش الأوروبي الذي يضمن حماية سكان المجتمع يحتاج ليس إلى معدات جيدة وعسكريين ومناورات مشتركة فحسب، بل وإلى إرادة سياسية لحماية المصالح الأوروبية بحزم حال ظهور أزمة ما”.
واقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق إنشاء “جيش أوروبي” مستقل عن الولايات المتحدة لضمان الأمن السيبراني، وأشار إلى أن أوروبا تواجه حالياً محاولات عديدة للتدخل في عملياتها الديمقراطية الداخلية ومجالها السيبراني، كما شدّد على أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يدافع عن نفسه ضد الصين وروسيا والولايات المتحدة، فيما أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تأييدها لفكرة إنشاء الجيش الأوروبي.
وتواجه سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات حادة في أوروبا بشكل عام وألمانيا بشكل خاص، حيث دعا العديد من المسؤولين الألمان إلى تغيير الاستراتيجية في التعامل مع الولايات المتحدة، واتخاذ سلوك أكثر تصميماً تجاه ترامب.