انطلاق اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب: دمشــــق ستبقــــى قلــــب العروبــــة النابـــــض
دمشق-محمد عرفات:
بحضور رؤساء وممثلين عن اتحادات الصحفيين في عدد من الدول العربية، انطلقت، أمس في فندق الشام بدمشق، اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب، ويناقش المشاركون في الاجتماعات على مدى يومين عدداً من القضايا المهنية التي تهم الصحفيين، والمواضيع المدرجة على جدول الأعمال.
وأكد الرفيق عضو القيادة المركزية للحزب، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام، الدكتور مهدي دخل الله أن الحرب تشن على سورية لأنها لم تتنازل عن مبادئها ومواقفها كما فعل البعض، ولتمسّكها بالعروبة والحقوق المشروعة للشعب العربي والقضية الفلسطينية، وأضاف: إن سورية صمدت وانتصرت بفضل صمود الشعب والجيش والقيادة، معرباً عن أمله أن يطلع أعضاء الأمانة العامة بصفتهم الإعلامية على الواقع في سورية ليدركوا ما تعرّضت له من إرهاب وتضليل إعلامي وتزوير للحقائق. ووجّه الرفيق دخل الله التحية لأبناء تونس الرافضين لزيارة ابن سلمان، وإلى أهلنا في الأردن الذين خرجوا في مسيرات بمدينة الرمثا دعماً لسورية وصمودها في مواجهة العدوان، مضيفاً: إن كل ما مرّت به سورية كان سببه رفضها التوقيع على معاهدة استسلام وخنوع للعدو الإسرائيلي، ولأنها وقفت في وجه من حاول إخضاعها لمشيئته، فضلاً عن أنها لم تتنازل مطلقاً عن حقوق شعبها وثوابتها الوطنية، وفي المقدّمة منها دفاعها عن القضايا المصيرية للأمّة.
وألقى كلمة اتحاد الصحفيين في سورية موسى عبد النور رئيس الاتحاد، والذي أكد أن الاجتماع، الذي يعقد في العاصمة دمشق، دليل على صمود الصحفيين وتضحياتهم في سبيل النهوض بواقع الإعلام السوري، مثنياً على الجهود المبذولة في إيصال صوت الحقيقة، ولاسيما خلال سنوات الحرب، والتي فتحت الطريق أمام الصحفيين العرب لحضور هذا الاجتماع، مشيراً إلى أن أولى أبجديات المقاومة انبثقت وانطلقت من دمشق، حيث يصنع القرار السيادي الحر المستقل، وتصدح الزغاريد إكباراً وإجلالاً للشهداء، كما أشار إلى أن دمشق هي بالفعل عز الشرق وأوله، التي حافظت وتشبثت ببوصلة القضية وبالثوابت الوطنية، وبقيت فلسطين قبلتها ووجهتها الأساسية، موضحاً أنه بالرغم من وطأة الأعوام القليلة الماضية وشدتها فإن دمشق استمرت منارة للعروبة والثقافة والحقيقة في ظل سقوط إمبراطوريات إعلامية عربية ممولة بالبترودولار، على حساب الحق ودماء ومصالح الشعوب.
وأشار رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب مؤيد اللامي إلى أن انطلاق اجتماعات الأمانة العامة للاتحاد العام للصحفيين العرب في دمشق يشكّل رسالة مهمة تؤكّد وقوف العرب إلى جانب سورية، مضيفاً: إن الأوضاع في الدول العربية ليست بمستوى الطموح فيما يخص “الحريات الصحفية”، ولاسيما أن الكثير من الصحفيين تعرّض للاعتقال أو الاقصاء، الأمر الذي يضع الاتحاد أمام مسؤولية الدفاع عنهم امام الرأي العام، وأردف: إن الاتحاد بدأ خطوات جادة لرسم صورة إيجابية ونموذجية لوضع الصحفيين العرب، وخاصة مع تطوّر تقنيات الإعلام، محيياً أرواح الصحفيين العرب الشهداء الذين سقطوا وهم يدافعون عن بلدانهم وعن الكلمة الحرة والحريات بوجه الإرهاب الأعمى الذي لم يستثن أحداً وحاول النيل من الدول العربية مدعوماً من أكثر من جهة حتى لا تبقى هذه الدول متميّزة بثقافتها وإنسانيتها، لافتاً إلى أهمية الاجتماع لجهة تزامنه مع نهاية الهجمة التي تعرّضت لها سورية وفشلها، ونهوض سورية من جديد واستعادة دورها في اتحاد الصحفيين العرب وكل المحافل الأخرى.
وفي كلمته، أشار وزير الإعلام عماد سارة إلى أهمية أن يتوصّل المجتمعون إلى مخرجات تخدم الصحفيين العرب، وإطلاق موقف صريح وواضح لرفع الحصار المفروض على الإعلام السوري بشكل خاص وسورية بشكل عام، مشدداً على أن دمشق، التي لم تغلق أبوابها يوماً في وجه ضيف أو محب، ستبقى قلب العروبة النابض والحاضنة لكل العرب المؤمنين بعروبتهم والرافضين للإرهاب والفاشية، التي تتستر باسم الإسلام زوراً للنيل من الوطن.
وعرض وزير الاعلام ما تعرّض له الإعلام السوري من استهداف إرهابي للإعلاميين والمؤسسات الإعلامية وإنزال المحطات التلفزيونية عن الأقمار الاصطناعية، موضحاً أن الإعلاميين السوريين واجهوا حرباً شرسة كانت غايتها تحريف الحقائق وتشويهها، لكنهم ظلوا أوفياء لواجبهم الوطني والإنساني والمهني، وكانوا على قدر المسؤولية بمواجهة حملات التضليل، وقدّموا الكثير من الشهداء والجرحى، وكانوا إلى جانب الجندي العربي السوري، المدافع عن سورية، ينقلون الحقيقة ويكشفون جرائم الإرهاب.
والتقت “البعث” عدداً من المشاركين في الاجتماعات، حيث أكدوا أن رسالتهم تكمن في التضامن الكامل مع سورية، وخاصة في ظل التميّز والمهنية التي حققها الصحفي السوري خلال السنوات الثماني للحرب الإرهابية عليها، وأشاروا إلى أن سورية اليوم صامدة تقاوم الإرهاب والمؤامرات العدوانية عليها، وتقدّم صورة جديدة تحمل في مضمونها درساً للأمة العربية، لافتين إلى أن هذه الاجتماعات ستكون نقطة أساسية وتاريخية في مسير اتحاد الصحفيين العرب.
حضر الافتتاح عدد من أعضاء مجلس الشعب ورؤساء الاتحادات والنقابات المهنية والمنظمات وحشد من الإعلاميين والصحفيين من مختلف المؤسسات الإعلامية.