خبراء روس يحللون عينات “كيماوي” حلب.. ومصرع مجموعة إرهابية في ريف حماة عشـــرات العائلات المهجـــرة تعود عبر معبــر أبو الضهـــور
منذ اتفاق سوتشي على منطقة منزوعة السلاح والمجموعات الإرهابية تواصل خرق الاتفاق عبر استهدافها القرى والمناطق الآمنة ومواقع تمركز قواتنا المسلحة التي تحمي المدنيين. هذه الخروقات التي تزايدت وتيرتها خلال الأيام القليلة الماضية استدعت رداً من قواتنا العاملة في تلك المنطقة، حيث أحبطت أمس هجوماً إرهابياً في ريف حماة الشمالي الغربي، وقضت على كامل المجموعة الإرهابية المهاجمة.
وخلال متابعتها عمليات البحث والتفتيش ضبطت الجهات المختصة كميات من الأسلحة والذخيرة من مخلفات الإرهابيين في ريفي حمص ودمشق، في وقت عادت دفعة جديدة من الأهالي المهجرين إلى منازلهم عبر معبر ممر أبو الضهور بريف إدلب بعد أن أعاد الجيش الأمن إلى قراهم وبلداتهم في أرياف حماة وحلب وإدلب، وفيما بدأ خبراء عسكريون روس تحليل عينات التربة وأجزاء من القذائف التي أطلقها الإرهابيون على أحياء سكنية في مدينة حلب والتي أدت إلى إصابات العشرات من المدنيين بحالات اختناق، أكدت إيران أن الاعتداءات على حلب خطط لها في الخارج، وهو أمر يدعو للأسف.
وفي التفاصيل، تصدت إحدى وحدات الجيش العاملة في ريف حماة الشمالي الغربي لمحاولة مجموعة إرهابية التسلل إلى إحدى النقاط العسكرية، وقضت على جميع أفرادها، وصادرت أسلحتهم وذخائرهم.
وفي وقت سابق رصدت وحدة من الجيش متمركزة في قرية الجبين شمال مدينة محردة مجموعة إرهابية تتسلل من محور بلدة حصرايا باتجاه نقاط تمركزها، وأمطرتها بوابل من القذائف موقعة في صفوفها قتلى ومصابين.
وعلى محور زلين بالريف الشمالي حققت وحدة من الجيش إصابات مباشرة في صفوف مجموعة إرهابية كانت تتحرك بين بساتين الزيتون جنوب مدينة اللطامنة مقتربة من نقاط الجيش في محاولة للاعتداء عليها، وإحداث خرق في خطوط الدفاع التي يتخذها الجيش على أطراف المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وإلى الشمال الشرقي من بلدة اللطامنة على الحدود الإدارية لمحافظة إدلب نفذت وحدة من الجيش رمايات دقيقة على أوكار وبؤر مجموعات إرهابية تنتشر في مدينة مورك ومحيطها رداً على اعتداءاتها المتكررة بالأسلحة الرشاشة والقذائف المتنوعة، وكبدتها خسائر في الأفراد والعتاد.
وتعمد التنظيمات الإرهابية المنتشرة في إدلب وريف حماة الشمالي إلى استغلال اتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب لتقوية صفوفها وإعادة انتشارها وزيادة تحصيناتها وتسلحها بالتعاون مع الدول الراعية لها.
حيث كشفت مصادر محلية أمس الأول عن قيام تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والمجموعات التابعة له بنشر نحو 50 صاروخاً في مواقع متفرقة فى إدلب وريفها بعد أن عدلها إرهابيون فرنسيون وزودوها برؤوس تحتوي مادة الكلور للاعتداء وشن الهجمات على مواقع الجيش ونقاطه والقرى الآمنة في المنطقة منزوعة السلاح ومحيطها.
وخلال استكمال أعمالها الرامية إلى ترسيخ حالة الأمن والأمان التي يعيشها ريف حمص الشمالي بعد تحريره من الإرهاب عثرت الجهات المختصة على كمية من الأسلحة والذخيرة المتنوعة من مخلفات الإرهابيين في تلبيسة ومزارع الفرحانية.
وأشار مراسل “سانا” إلى أن المجموعات الإرهابية قامت قبل اندحارها من ريف حمص الشمالي بإخفاء الأسلحة والذخيرة ضمن المقبرة والأراضي الزراعية في تلبيسة ومزارع الفرحانية. واستكمالاً لعملية تأمين المدنيين العائدين إلى منازلهم وقراهم في ريف دمشق الجنوبي الغربي عثرت الجهات المختصة على كميات من الذخيرة كانت مخبأة ضمن شاحنة قاطرة ومقطورة ومغطاة بالسماد العضوي من مخلفات الإرهابيين في منطقة وادي بحيران بمحيط قرية بيت تيما بالريف الجنوبي الغربي.
في غضون ذلك وصلت ممر أبو الضهور بريف إدلب عشرات العائلات المهجرة من مناطق انتشار المجموعات الإرهابية في طريقهم إلى قراهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب في أرياف حلب وإدلب وحماة حاملين معهم أمتعتهم ومستلزمات الإقامة وغيرها عبر سيارات وجرارات زراعية. واتخذت الجهات المعنية على المعبر نقاطاً ميدانية لتقديم الخدمات الطبية والطعام والألبسة للأهالي في الوقت الذي استكملت فيه إجراءات العودة الروتينية في زمن قصير، حيث تابعت الأسر مسيرها إلى قراها تمهيداً لانطلاق عجلة الحياة الطبيعية في ظل الأمن والأمان الذي تعيشه المناطق المطهرة من الإرهاب. وعبّر عدد من العائدين عن سعادتهم بعودتهم إلى منازلهم التي هجرتهم منها التنظيمات الإرهابية، مؤكدين أن الأهالي في مناطق انتشار الإرهابيين يتوقون إلى اللحظة التي يحررهم الجيش العربي السوري من أسرهم وممارساتهم الإجرامية بحقهم.
من جهة ثانية أفاد قائد قوات الحماية من الأسلحة الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في القوات المسلحة الروسية في سورية الجنرال فاليري فاسيلييف في تصريح له بأن المجمع المتنقل “بي إخ إل 2” بدأ عمله لتحليل عينات التربة وأجزاء من القذائف التي أطلقها الإرهابيون على مدينة حلب، وأشار إلى أن مهمة المجمع المتنقل في حلب تتمثل في تحديد تركيبة المادة السامة المحشوة في القذائف التي أطلقها الإرهابيون على المناطق السكنية، مبيناً أن اختصاصيين في القوات الروسية للحماية من الأسلحة الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية يقومون في الوقت الحالي بتحليل عينات من التربة وكتل المباني وشظايا الذخيرة، ويمكن للمجمع المتنقل تحديد نوعية ما يصل إلى ثمانية آلاف من المركبات الكيميائية.
ولفت المسؤول العسكري الروسي إلى أن المجمع “بي إخ إل 2” يتكون من وحدة تحليلية مصممة لدراسة عينات تحتوي على مواد كيميائية وسمية وإشعاعية ووحدة مخصصة للكشف عن معلقات للمواد البيولوجية لتحديد خاصية العوامل البيولوجية، وبالتالي التحديد الفوري لأنواع العدوى في حالات الحجر الصحي.
إلى ذلك قال المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال لقائه أمس السفير الروسي لدى طهران لوان جاغاريان: إن الهجوم الكيميائي الإرهابي الجديد على حلب خطط له الراغبون في استمرار الحرب وانعدام الأمن في المنطقة، مشيراً إلى أن جهود إيران وروسيا تركّز دوماً على الحل السياسي للأزمة.
من جانبه أكد السفير الروسي في إيران ضرورة تكاتف الجهود لإنهاء الأزمة في سورية بأسرع وقت ممكن، وأضاف: إن قمة أستانا حققت تطوراً ملحوظاً، ويجب أن تستمر المحادثات لإيجاد حل سياسي مناسب.
كما أدان فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في مصر اعتداء الإرهابيين بالغازات السامة على أحياء في حلب، وطالب الفرع في بيان المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإدانة هذه الجرائم الوحشية ووقف مجازر المجموعات الإرهابية والدول الداعمة لها.
وقال البيان: عار على الإنسانية صمتهم إزاء هذا الهجوم الإرهابي على حلب، وليس مقبولاً الإفلات من العقاب، فاستهداف الأبرياء، وترهيب السوريين المسالمين جريمة حرب تضاف إلى جرائمهم النكراء على مدار السنوات السبع الماضية، وأعرب عن أمنياته للمصابين جراء الاعتداء الإرهابي بالشفاء العاجل.