غابرييل: كييف حاولت جر ألمانيا إلى حرب مع روسيا
في قمة العشرين المنعقدة في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، كان لا بد لكبار قادة حلف شمال الأطلسي “ناتو” أن ينصتوا إلى رأي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول حادثة مضيق كيرتش، وذلك أنهم جميعاً حاولوا أن يظهروا لموسكو أن لا علمَ لهم مسبّقاً بتدبير كييف هذه الحادثة أو بالتواطؤ معهم على تدبيرها، فقد كشف بوتين أمس، أنه تحدّث مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب “على الواقف”، وأوضح له باقتضاب حادث احتجاز الجانب الروسي للسفن الأوكرانية في البحر الأسود.
وقال الرئيس الروسي خلال مؤتمر صحفي عقب قمة العشرين: “نحن تحادثنا كما يقولون “على الأقدام”. الكل تواصلوا مع بعضهم، كما تحدّثنا مع الرئيس ترامب. باختصار وباقتضاب أجبت عن أسئلته المتعلقة بهذا الحادث في البحر الأسود. لديه موقفه الخاص حول هذه القضايا والمشكلات، ولديّ موقفي، بقينا على مواقفنا، ولكن على أي حال، أبلغته رؤيتنا وموقفنا حول هذا الحادث”.
وكان المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قال أمس: إن بلاده ترفض فرض شروط من واشنطن لعقد لقاء بين الرئيس الروسي، ونظيره الأمريكي، بما في ذلك ما يتعلق بالعلاقات الروسية الأوكرانية، مشيراً إلى أن واشنطن تحتاج إلى هذا اللقاء مثلما تحتاج إليه موسكو.
وفي تعليق على اشتراط واشنطن إطلاق سراح البحارة الأوكرانيين المعتقلين بمضيق كيرتش كشرط لعقد اللقاء بين الزعيمين، قال بيسكوف: “هذا ليس شرطاً، ولا يمكن وضع شروط مسبقة لهذا اللقاء”.
وخلال قمة العشرين أيضاً، استمعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، باهتمام بالغ لشرح بوتين موقف بلاده بشأن الوضع في مضيق كيرتش واحتجاز 3 سفن أوكرانية انتهكت حدود روسيا.
وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف: “لقد سمعا ما قاله الرئيس باهتمام بالغ، ولكن هل نجحنا في التغلب على التحيز الواضح لمصلحة أعمال الأوكرانيين غير المقبولة والتي لا يمكن قبولها؟ لا يمكننا الحكم عليهما. لكنهما استمعا بعناية”.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، أنه تحدّث مع الرئيس بوتين على هامش قمة العشرين، وقال ترودو: إنه أعرب عن “قلقه بشأن الوضع في بحر آزوف والبحارة الأوكرانيين”، وأشار إلى أنه طلب من بوتين “تحرير البحّارة والسماح بحرية المرور في بحر آزوف”، فيما أعلن النائب الأول لرئيس الوزراء، وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، “تلك اللقاءات التي تمّت بين رئيسنا والنظراء والشركاء كانت مكرّسة إلى حد كبير لهذه القضية، ولتقديم تفسير موضوعي للأحداث التي وقعت هناك”، وأشار سيلوانوف إلى أنه وفقاً لما اتضح بعد اللقاءات، لم يكن هناك فهم واضح لما حدث بالتحديد.
ووصف الرئيس بوتين الحادث بأنه استفزاز، مشيراً إلى أنه من بين أعضاء طاقم السفن الأوكرانية الذين انتهكوا الحدود الروسية، وتم احتجازهم، كان هناك عضوان من جهاز الأمن الأوكراني، الذي قاد هذه العملية الخاصة بالفعل، وشدّد على أن حرس الحدود الروس يؤدّون مهامهم لحماية حدود الدولة، وربط الاستفزاز الأوكراني في البحر الأسود بالتقييم المنخفض لشعبية رئيس أوكرانيا بوروشينكو عشية الانتخابات الرئاسية هناك.
من جهة ثانية، كشف وزير الخارجية الألماني السابق، زيغمار غابرييل، في مقابلة تلفزيونية، أن أوكرانيا حاولت جر ألمانيا إلى الحرب، وقال السياسي الألماني تعليقاً على الاستفزاز الأوكراني في مضيق كيرتش: “أعتقد أنه في أي حال من الأحوال ينبغي ألا نسمح لأوكرانيا بأن تدفعنا إلى الحرب، لقد حاولت أوكرانيا القيام بذلك”، لكنه لم يوضح أي تفاصيل حول محاولة كييف زجّ بلاده في حرب مع روسيا.
وكانت ميركل قد دعت أوكرانيا إلى التعقل والاقتناع بأنه لا حلّ عسكرياً للحادث الذي وقع في مضيق كيرتش الرابط بين البحر الأسود وبحر آزوف.
وقد قامت 3 سفن تابعة للبحرية الأوكرانية يوم 25 تشرين الثاني الماضي بخرق حدود روسيا، ودخلت عنوة المنطقة المغلقة للمياه الإقليمية الروسية وانتقلت من البحر الأسود إلى مضيق كيرتش، وقامت بمناورات خطيرة، دون أن تستجيب للمطالب المشروعة للسلطات الروسية. بعد ذلك تم احتجاز السفن الأوكرانية و24 بحاراً كانوا على متنها، واعتبرت موسكو هذا الحادث استفزازاً متعمّداً له صلة بانخفاض شعبية رئيس أوكرانيا بوروشينكو عشية الانتخابات الرئاسية في بلاده.