الميزانية الروسية تتحدّى العقوبات وتحقق فائضاً
رغم العقوبات الأمريكية والغربية المفروضة على روسيا من خارج مجلس الأمن، والحرب التجارية الشعواء التي يشنّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جميع الاتجاهات، ومحاولاته المتكررة منع روسيا من الاستفادة من ثرواتها، لا يزال الاقتصاد الروسي منافساً قوياً للاقتصادات العالمية، بدليل زيادة حجم التبادل التجاري بشكل مضطرد مع الدول الكبرى اقتصادياً، فيما أكد وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم أورشكين أمس، أن فائض الميزانية بنهاية 2018 سيبلغ 2.5%، وقد يلامس الـ 3% من الناتج القومي الإجمالي.
وقال الوزير في اجتماع مع ممثلي رابطة الشركات الأوروبية في روسيا: “لدينا الآن فائض في الميزانية بنسبة 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الأقل هذا العام، وهو أقرب إلى 3%”، وأضاف: “كانت وزارة المالية قد توقّعت تحقيق فائض في الميزانية بنسبة 2.1%، ولكن مع الوقائع البارزة رجّحت أنه قد يكون أعلى من التوقعات الرسمية ليشكّل حوالي 2.5% من الناتج القومي الإجمالي”.
من جانبه، كشف سفير روسيا فوق العادة والمفوّض لدى الصين، أندريه دينيسوف، أن حجم التجارة الروسية الصينية خلال عام 2018 بلغ 110 مليارات دولار، منها 15% تمّت بعملتي البلدين الوطنية، وأضاف: “حقيقة أن حجم المبادلات التجارية سيتجاوز 100 مليار دولار بحلول نهاية العام أمر لا شك فيه، ويمكننا حتى أن نقترب من مستوى 110 مليارات دولار”.
وأعلن أنه في أول 11 شهراً من هذا العام، تجاوز حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين الشعبية 97 مليار دولار، بزيادة قدرها 28% عن الفترة نفسها من العام الذي سبقه، وأشار إلى الوتيرة السريعة الخاصة بتنمية التجارة الالكترونية عبر الحدود بين روسيا والصين، وقال: إذا كان حجم أعمالها في العام الماضي يبلغ 3.5 مليارات دولار، فإن الحجم هذا العام سيتجاوز 4 مليارات دولار، وحتى إنه سيكون قادراً على الاقتراب من 5 مليارات دولار، وأكد أن الصين وروسيا تستخدمان بشكل متزايد العملات الوطنية في المبادلات التجارية، قائلاً: إن “نصيب العملة الوطنية في التجارة المتبادلة هو 15% ويتزايد، فهو ملائم للجانب الصيني ولنا”.
ووفقاً له، فإن الانتقال من الدولار إلى العملة الوطنية “لا يرتبط فقط بالعقوبات، ولكن أيضاً برغبة الأطراف في إنشاء نظام أكثر استقراراً للمبادلات التجارية”، وكشف أن حجم الاستثمارات الصينية في روسيا عام 2018 وصل إلى 35 مليار دولار، وقال: “في بداية عام 2018 بلغ الاستثمار الصيني في روسيا 30 مليار دولار، وفي نهاية العام قد يصل حجم الاستثمار إلى 35 مليار دولار”، وأشار إلى أن “حوالي 70 مشروعاً استثمارياً بقيمة 120 مليار دولار لا تزال قيد العمل في روسيا والصين، وأنه “من بين هذه المشاريع، تم تشغيل 11 هذا العام، ويجري تنفيذ 15 أخرى بنشاط.
بالتزامن، أعلن رئيس اللجنة الرئاسية الكورية الجنوبية أمس أن بلاده مستمرة في سعيها للوصول بحجم التجارة البينية مع روسيا إلى 30 مليار دولار سنوياً التزاماً بتعزيز العلاقات مع موسكو.
وجاءت تصريحات رئيس اللجنة الرئاسية حول التعاون الاقتصادي كوون غو هون، في اجتماع مع المسؤولين والخبراء المعنيين في العاصمة الكورية الجنوبية.
وقال كوون، الذي عمل خبيراً اقتصادياً في بنك غولدمان ساكس: إن كوريا الجنوبية ستعزز الاتصال في مجال الطاقة والخدمات اللوجستية وتبادل الموظفين في شمال وشرق آسيا.
وبلغ حجم التجارة بين كوريا الجنوبية وروسيا من كانون الثاني حتى تشرين الأول من هذا العام 20 مليار دولار، ما يجعل كوريا ثامن أكبر شريك تجاري لروسيا.
يذكر أن كوريا الجنوبية شكّلت العام الماضي لجنة لتعزيز التعاون الاقتصادي وأشكال التعاون الأخرى مع المنطقة الشمالية، بما فيها أوراسيا، كجزء من جهودها الأوسع لإحلال السلام في شمال شرق آسيا.
وفي حزيران الماضي، انضمت كوريا الجنوبية إلى مشاريع السكك الحديدية بين أوروبا وآسيا، وهي خطوة يمكن أن تعزّز مشروع سيؤول الطموح للربط عبر سيبيريا بخط السكك الحديدية بين الكوريتين.
وتحدثت كوريا الجنوبية منذ فترة طويلة عن ربط شبكتها للسكك الحديدية بنظام السكك الحديدية السيبيرية في روسيا، الأمر الذي سيؤدّي إلى اختصار زمن شحن صادراتها إلى أوروبا وتكاليفه اللوجستية.