أخبارصحيفة البعث

“دور الاستثمار في تعزيز مقومات الصمود والمقاومة” السباعي: تنمية حقيقية تتناسب مع إمكانيات وخصوصية القنيطرة

 

القنيطرة- بسام عمار:

أقام المكتب الاقتصادي في فرع القنيطرة للحزب، أمس في المركز الثقافي، ندوة اقتصادية بعنوان “دور الاستثمار في تعزيز مقومات الصمود والمقاومة”، نقل في بدايتها الرفيق عمار السباعي عضو القيادة المركزية رئيس المكتب الاقتصادي المركزي للحضور، ومن خلالهم لأبناء المحافظة، تحيات ومحبة الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أن لمحافظة القنيطرة وأهلها الشرفاء الأوفياء لوطنهم مكانة كبيرة في قلب كل سوري، مقدّماً لهم التهنئة بتحرير مناطقهم من رجس الإرهاب، وإسقاط كل المشاريع والرهانات التي كانت مخططة للمحافظة.وأضاف: رفع العلم الوطني في سماء القنيطرة غيّر مجريات الحرب المرسومة لها، ودفع بالعدو الإسرائيلي إلى إعادة النظر بكل خططه، مشدداً على أن الجولان العربي السوري المحتل، والذي يحتل مكانة كبيرة في قلب الجميع، هو أرض عربية سورية، لا يحق لأحد التحدّث باسم أهله الشرفاء المتمسّكين بوطنهم وهويتهم وعروبتهم أو التنازل عنه، وسيعود إلى حضن الوطن، بهمة رجال الجيش العربي السوري وأهله الوطنيين الرافضين لمختلف الممارسات والسياسات العدوانية الرامية إلى سلخه عن وطنهم.
وأضاف الرفيق السباعي: إن هدف المكتب من إقامة الندوات الاقتصادية خلق حالة من الحوار الاقتصادي والفكري، وتسليط الضوء على مكامن القوة والضعف في الاقتصاد الوطني، وتقديم رؤى يمكن للجهات المعنية الاستفادة منها، وبالتالي يجب تقديم المقترحات التي تغني موضوعات هذه الندوات، منوّهاً إلى أن المحافظة في صلب اهتمام القيادة، وتنميتها على مختلف الصعد يجب أن تعمل عليه الجهات المعنية بالتعاون مع المؤسسات الحزبية والفعاليات الاقتصادية، لخلق تنمية حقيقية تتناسب مع إمكانيات المحافظة التي تملك كل مقوّمات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية والزراعية، وتحتاج إلى انطلاقة فاعلة، من خلال مشاريع حقيقية تخلق فرص عمل وتنمية، وتساعد على استقرار الأهالي، وتتناسب مع خصوصية المحافظة ومقوّمات الاستثمار فيها، ولاسيما أن البيئة الاستثمارية والأنظمة والقوانين مشجعة لذلك، والاقتصاد الوطني بدأ بالتعافي، ونحن اليوم على أعتاب مرحلة إعادة الإعمار، مؤكداً أن القيادة ستقدّم كل الدعم والعون لأي مشروع استثماري اقتصادي، وستعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه الاستثمار في المحافظة.
وتناول المحور الأول للندوة، والتي أدارها الرفيق محمد الخطيب رئيس المكتب الاقتصادي في فرع القنيطرة للحزب، موضوع تسويق الاستثمار، حيث أوضح الدكتور سامر مصطفى من كلية الاقتصاد فرع القنيطرة أن الاستثمار يكتسب أهمية مميزة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لكل المجتمعات، إذ يعد عماد الاقتصاد الوطني، ويشكّل وجود المشروعات الاستثمارية دعامة أساسية من دعامات النمو والتنمية كونها تحرّك الاقتصاد، وتتوجه به نحو التقدّم والرقي والازدهار، مضيفاً: هناك منافسة عالمية شديدة في مجال استقطاب المشاريع الاستثمارية، الأمر الذي يفرض الاتجاه نحوها، ودعم خطط التنمية المحلية، بما يحرّك عجلة الاقتصاد الوطني، وبالتالي يجب فهم سلوك المستثمر وآلية التأثير في توجيه قراره، بما يخدم مشاريع التنمية في المحافظة، وتقديم كل ما يحتاجه من معلومات وإحصائيات، وتهيئة المناخ الاستثماري الملائم، موضحاً أن الاستثمار في المحافظة يتطلّب إعداد دراسات وبحوث مسبقة لتوجيه المستثمر نحو المناطق الجغرافية التي تتطلّب مشاريع تنموية في المحافظة، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والخرائط الاستثمارية لتوجيه المستثمر للمشاريع الملائمة للمحافظة، ووجود الأطر المؤسسية الداعمة لهذه المشروعات بما يساهم باستقطاب المستثمرين، وتوفير الموارد المالية والكوادر المؤهلة للترويج.
وأكد الدكتور أحمد دعاس من كلية الاقتصاد فرع القنيطرة أن المحافظة تملك كل مقوّمات الاستثمار ومحفزاته، ويجب أن يكون الهدف خلال الفترة القادمة إعادة البناء والاهتمام بالاستثمار، والذي يمكن تصنيفه إلى استثمار باحث عن الموارد والأسواق والكفاءة والأصول الاستراتيجية، وأن المقومات الأساسية لقراره تتمثّل بتبني استراتيجية ملائمة للاستثمار، ومراعاة العلاقة بين العائد والمخاطر، والاسترشاد بالأسس العلمية لاتخاذ القرار الاستثماري، لافتاً إلى أن معايير الاستثمار هي: الجغرافي والزمني والنوعي والهدف، وأكد أن هناك مجموعة من الإجراءات التي يجب القيام بها لتعزيز الاستثمار في المحافظة، من خلال وضع خطة استثمارية تكون الأساس للانطلاق بالعملية الاستثمارية، وتفعيل فرع هيئة الاستثمار بالمحافظة، وتضافر جهود القائمين على المفاصل التنفيذية، وخلق جهة راعية  للاستثمار، ومنح مزايا تشجيعية لإقامة مشروعات تحتاجها المحافظة.
من جانبه، أكد الرفيق أمين فرع الحزب الدكتور خالد أباظة أن الجانب الاستثماري لا يتضمن إقامة معمل أو أكثر، بل هو مجموعة إجراءات تتخذ من قبل الدولة لخلق تنمية حقيقية تشمل مختلف الجوانب التي تملكها المحافظة، مع التركيز على الجانب الزراعي الذي تمتاز به المحافظة، ومنح قروض تنموية للأهالي، والإسراع بإعادة الإعمار للمناطق التي حرّرت.
وأوضح المحافظ الرفيق همام الدبيات أنه تمّ الإقلاع بالاستثمار، وتبسيط الإجراءات، وأن الواقع الاستثماري بحاجة إلى قرارات عديدة وعمل ميداني، مبيناً أن هناك استثمارات خارجية في المحافظة واستثمارات في المنطقة الصناعية، ولقاءات تجري مع الفعاليات الاقتصادية والواقع الاستثماري مستقبلاً سيكون أفضل من الآن.
وأشارت المداخلات إلى ضرورة الاهتمام بتنمية المحافظة من خلال إجراءات حقيقية تدعمها، والاهتمام بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومنح حوافز ومزايا لمن يرغب بالاستثمار، ووضع خارطة استثمارية، وإقامة سوق للمنتجات الريفية والمرأة، وإعادة النظر بالسياسات المالية والمصرفية، وعقد مؤتمرات استثمارية على أرض المحافظة للتعريف بالفرص المتواجدة.
حضر الندوة أعضاء قيادة فرع الحزب قيادات الشعب والفرق وعدد من الفعاليات الاقتصادية وحشد من المهتمين.