المعلم: لا أحد في سورية يقبل كياناً كردياً مستقلاً أو فيدرالياً على الإطلاق
شدّد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم على أن سورية، رغم الأزمة التي مرّت بها، وتآمر بعض الدول عليها تؤمن إيماناً عميقاً بالعروبة، مشيراً إلى أن ما جرى في العالم العربي، وضمنه سورية، سببه الخلل في العمل العربي الذي لا بد من تصحيحه، وقال، خلال لقاء أساتذة وطلاب جامعة دمشق على مدرج الجامعة تلبية لدعوة من المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية: “إن الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق تشكّل خطوة إضافية في إطار كسر الحصار الذي فرض على سورية تنفيذاً لمخطط أمريكي في ظاهره، إسرائيلي في حقيقته، يهدف إلى النيل من سورية، وإضعاف دورها على الساحة العربية والإقليمية”.
وبالنسبة للوضع في الشمال الشرقي لسورية، أكد المعلم أنه “لا أحد في سورية يقبل أي أحاديث عن كيانات مستقلة أو فيدرالية على الإطلاق، وأنه لا بديل عن العودة إلى الوطن، الذي يفتح ذراعيه لأبنائه جميعاً، وقرار الدولة هو عودة السيادة على كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية”.
وأشار وزير الخارجية والمغتربين إلى أن الدول التي حاربت سورية وتآمرت عليها بدأت تدفع ثمن سياساتها، حيث تعاني ارتفاع نسب البطالة والتضخم والانقسام السياسي والاجتماعي داخل هذه الدول، وبين الدول نفسها، مبيناً أن من تآمر على سورية، واستثمر في دعم الإرهاب، وفرض الإجراءات القسرية أحادية الجانب عليها يدفع اليوم ثمن هذه السياسات، وأضاف: “كل الذين تآمروا على سورية بقيادة الولايات المتحدة لن يكونوا في العام القادم في وضع مريح، بينما وضعنا في سورية يتعافى كل يوم أكثر من الذي سبقه”، معرباً عن أمله بأن يكون عام 2019 أفضل بكثير بالنسبة للسوريين من كل النواحي.
ورداً على أسئلة الحضور بشأن الوضع في محافظة إدلب، أكد وزير الخارجية والمغتربين أن أولوية القيادة السورية هي تحرير المحافظة من التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى التنسيق الدائم بين سورية وروسيا بهذا الشأن، ولافتاً في الوقت نفسه إلى أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان والإرهابيين لم يلتزموا باتفاق سوتشي، وشدّد على أن القيادة السورية تفضّل الحوار السياسي إذا كان يحقق الهدف بتخليص إدلب من الإرهاب، وفي النهاية فإن القرار هو تحرير جميع الأراضي السورية كاملة.
وحول تشكيل اللجنة الدستورية أوضح الوزير المعلم أنه من المبكر الحديث عن بدء عملها، مؤكداً أن تأخر تشكيل اللجنة ناجم عن محاولة عدد من الدول الغربية التدخل فيها، إضافة إلى العقبات التي وضعتها تركيا في طريق تشكيلها، وأضاف: إن الأولوية في المشاركة بمرحلة إعادة إعمار سورية ستكون للدول التي ساندت ووقفت إلى جانب الدولة السورية في حربها ضد الإرهاب، مبيناً أن المكتب الاقتصادي في وزارة الخارجية والمغتربين يعمل لتوسيع العلاقات مع إيران وروسيا والصين والهند وماليزيا، في إطار سياسة التوجه شرقاً، بالإضافة إلى دول أخرى صديقة وقفت إلى جانب سورية ولم تشارك في التآمر عليها.
وعن موقف الحكومة السورية من الممارسات التي تقوم بها بعض الميليشيات الكردية والعدوان التركي على مناطق الشمال السوري، أشار المعلم إلى أن السوريين الأكراد جزء من النسيج السوري، والحكومة السورية مستعدة للحوار دائماً لما فيه مصلحة الدولة، ناصحاً الجميع بعدم الانجرار وراء الوهم الأمريكي.
وبشأن وجود القوات الأجنبية على الأراضي السورية بشكل غير شرعي ودون تنسيق مع الدولة السورية، بيّن المعلم أن هذه الدول تريد أن تجد لنفسها أدواراً في الحل السياسي للأزمة في سورية، وهذا الشيء لن يحصلوا عليه، وعليهم أن ينهوا احتلالهم للأراضي السورية، وأعاد التأكيد على أن الجولان السوري المحتل جزء من أراضي الجمهورية العربية السورية تنطبق عليه القوانين الدولية للمناطق الواقعة تحت الاحتلال، وهذه القرارات يجب أن تحترم، ومنها قرارات مجلس الأمن التي تعتبر أي ضم للجولان لاغياً وباطلاً وغير شرعي، مؤكداً أن ما يحمي الجولان بالفعل هو مقاومة أهلنا وصمودهم ورفضهم للإجراءات الاسرائيلية، والذي تجلى مؤخراً في رفض ما يسمى “الانتخابات المحلية”، وفي النهاية فإن الجولان سيعود إلى سورية عاجلاً أم آجلاً.
وحول العلاقات السورية مع الفصائل الفلسطينية، أكد وزير الخارجية والمغتربين أن سورية تؤمن بأن القضية الفلسطينية هي البوصلة، ولذلك احتضنت كل الفصائل الفلسطينية وحمتها، وتعرّضت للضغوط جراء هذا الموقف، وعلى الرغم من المواقف غير الوفية من قبل البعض، لكن كل ذلك لن يثني سورية عن دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وتحصيل حقوقه المشروعة، وإقامة دولته وعاصمتها القدس.
وأشار وزير الخارجية والمغتربين إلى أن سورية ترحّب بعودة كل مهجر سوري إلى البلاد، وتم اتخاذ إجراءات عدة لتسهيل هذه العودة حتى لمن خرج بشكل غير شرعي، والإحصائيات تشير إلى عودة نحو 220 ألف مواطن لم يتعرّض أي منهم لأي مضايقة، لافتاً إلى وجود قوى غربية تحاول منع عودة السوريين لأهداف سياسية.
حضر اللقاء معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان والرفيقان أمين فرع جامعة دمشق للحزب الدكتور خالد الحلبوني ورئيس جامعة دمشق الدكتور محمد ماهر قباقيبي ومدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية محمد العمراني ونواب رئيس الجامعة وعدد من عمداء الكليات.