“اجتماع جنيف”: احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها
عقدت الدول الضامنة لعملية أستانا، روسيا وإيران وتركيا، بالإضافة إلى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، اجتماعاً أمس في جنيف أصدرت في ختامه بياناً أكد على احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها. فيما أشار دي ميستورا في مؤتمر صحفي إلى أن العمل على تشكيل لجنة مناقشة الدستور لم يستكمل بعد، مشيراً إلى أنه سيقدّم تقريراً حول سير هذه العملية لمجلس الأمن الدولي يوم غد “الخميس”. وفيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه تم تحرير معظم الأراضي السورية من الإرهاب، وأن هناك جيوباً إرهابية يجب القضاء عليها. بحث المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان افريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والسفير الأمريكي في موسكو جون هانتسمان سبل تسوية الأزمة في سورية.
وفي التفاصيل، قال البيان الذي تلاه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد اجتماع وزراء خارجية الدول الضامنة، روسيا وإيران وتركيا، مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا في جنيف أمس: إن الأطراف اتفقت على بذل جهود تهدف إلى عقد أول جلسة للجنة مناقشة الدستور في جنيف مطلع العام المقبل، مشيراً إلى أن ذلك سيسهم في بداية عملية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أكد خلال لقاء أساتذة وطلاب جامعة دمشق أول أمس أن تأخر تشكيل لجنة مناقشة الدستور ناجم عن محاولة عدد من الدول الغربية التدخل فيها، إضافة إلى العقبات التي وضعتها تركيا في طريق تشكيلها.
وأكد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف خلال جلسة لمجلس الأمن الشهر الماضي أن كل معايير لجنة مناقشة الدستور بما في ذلك تركيبتها وقواعدها الداخلية يجب أن يقررها السوريون أنفسهم وألا تفرض إملاءات عليهم، لأن هذا هو السبيل الوحيد لتكون اللجنة فعالة.
من جهة ثانية، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة له أمس في مقر وزارة الدفاع الروسية: إننا مصممون على مواصلة الحرب ضد الإرهاب وتقديم جميع أنواع الدعم لسورية في هذا المجال.
في الأثناء استقبل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف السفير الأمريكي في موسكو جون هانتسمان بناء على طلب الأخير، وتركّز الاهتمام خلال الحوار على مسائل التسوية في سورية، وأكد بوغدانوف خلال اللقاء أهمية الجهود التي تتخذها الدول الضامنة لعملية أستانا من أجل خفض التوتر على الأرض، والمساهمة في إقامة عملية سياسية بناء على القرار رقم 2254، ويؤكد القرار الذي حمل الرقم 2254 أن السوريين هم من يحددون مستقبل بلادهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي، وأن التنظيمات الإرهابية خارج أي عملية سياسية، وتابع بوغدانوف: تم تأكيد الاستعداد للتعاون مع الولايات المتحدة من أجل القضاء على تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين وغيرهما من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بهما مع احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية.
وفي سياق آخر، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو استكمال انسحاب الجزء الأساسي من القوات الروسية المشاركة بمحاربة الإرهاب في سورية، وذكر شويغو في اجتماع لهيئة قيادات وزارة الدفاع بحضور الرئيس بوتين أن موسكو استكملت عملية تقليص وجودها العسكري في سورية حتى المستوى الكافي لتنفيذ العمليات، وذلك بعد استعادة الجيش العربي السوري السيطرة على معظم أراضي البلاد، وأشار إلى أن القوات الروسية التي تم سحبها من سورية لا تنتمي إلى قاعدتي حميميم وطرطوس، مبيناً أن سلاح الجو الروسي خفض وتيرة عملياته القتالية في البلاد والتي كانت تتراوح بين 100 و120 تحليقاً في اليوم إلى 2 أو 4 عمليات أسبوعياً، وأغلبها استطلاعية لجمع معلومات استخباراتية.
وتشارك القوات الجوية الروسية منذ أيلول عام 2015 بناء على طلب من الجمهورية العربية السورية في دعم جهود الجيش العربي السوري في حربه على التنظيمات الإرهابية.