ثقافةصحيفة البعث

“شوارع الشام العتيقة”.. نضال الدمشقيين ضد الاحتلال الفرنسي

 

أنهى المخرج غزوان قهوجي تصوير مسلسل “شوارع الشام العتيقة” تأليف علاء عساف وذلك ضمن مشروع خبز الحياة إشراف زياد جريس الريس، وبيَّن قهوجي أنه عمل شاميّ يقوم على حكاية افتراضية موثقة نوعاً ما في الفترة من 1920 وحتى 1925 وهو يتناول نضال الدمشقيين ضد الاحتلال الفرنسي وانعكاسه على الأسرة والإنسان، وهو عمل ينتصر للمرأة الدمشقية بتقديمها كإنسان كامل الأهلية من لحم ودم، مشيراً إلى أن العمل يعالج أيضاً مسألة الغدر الداخلي والخارجي الذي يتعرض له أبطال العمل من خلال شخصية أبو عرب، وهو يحمل في طياته بعض الإسقاطات على واقع عشناه، بعيداً عن الثرثرة والاستعراضات والبطولات الشعبية الخارقة التي اعتدنا أن نراها في أعمال البيئة الشامية من خلال تقديم شخصيات العمل بطريقة إنسانية، تحب وتكره وتموت بعيداً عن حالة التقديس التي قدمتها بعض أعمالنا، موضحاً قهوجي أنه كمخرج اشتغل ضمن شراكة فنية بين الإخراج والتمثيل ليكون الجميع مسؤولين عن المشروع بنتائجه السلبية والايجابية، منوهاً إلى أن وجود عدد كبير من نجوم الدراما في تجربته التلفزيونية الأولى كان شرفاً كبيراً له، ووجودهم سيكون رافعاً للعمل في مجال التوزيع، مؤكداً أن الفريق الفني الكبير الموجود في العمل ساعده على إدارة هذا العمل الضخم .
وتوجه قهوجي بالشكر لمؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي التي أطلقت مشروع خبز الحياة الذي أعاد المؤسسة لأبنائها، وأصبحت أبوابها مفتوحة أمام الجميع ومنبراً لمشاريعهم، متمنياً أن يكون “شوارع الشام العتيقة” محاولة لدخول سوق التوزيع وتقديم ما يحبه الناس.

نص جميل وجريء
وأكدت الفنانة فادية خطاب أن “شوارع الشام العتيقة” يتكئ على نص جميل وجريء للكاتب علاء عساف، وهو من الأعمال المهمة تجسد فيه شخصية نسائية يستشهد زوجها وأخوها فتتكفل بتربية أولاده على مبادئ محاربة الفرنسيين في سبيل الاستقلال، موضحة أن ما أعجبها في الشخصية أنها امرأة قوية تقوم على تربية أولاد أخيها وتشجعهم على الدفاع عن الوطن، وتتلقى نبأ استشهادهم بكل فخر واعتزاز وبشكل مشابه للعديد من النساء السوريات اللواتي فقدنَ أبناءهن في الحرب على سورية، مبينة خطاب أن العمل يسلط الضوء على نضال المرأة الدمشقية ضد الاحتلال الفرنسي ودورها الكبير الذي لعبته إلى جانب الرجل، منوهة إلى أهمية مشروع خبز الحياة في تشغيل الفنانين، حيث لم تعد الأعمال حكراً على بعض الفنانين، وهو فرصة للعمل لكل من يمتلك الإمكانيات في تقديم عمل درامي.

الشام بشكل عقلاني
وبيَّن الكاتب علاء عساف أنه حاول من خلال كتابة نص “شوارع الشام العتيقة” الابتعاد عن نمطية أعمال البيئة الشامية من خلال التركيز على كل ما هو إنساني والابتعاد عن البطولات الخارقة باتجاه تقديم ما يتعلق بتحرر المرأة الدمشقية والمشاعر الإنسانية وإظهار الشام بشكل عقلاني، موضحاً أنه اتجه للكتابة كخيار لأنه وجد أن المسلسلات الشامية لا تليق بالشام الواعية وبالمرأة الدمشقية التي كان لها كيانها وحضورها الإنساني، فكتب نصاً ليؤكد أن الرجل والمرأة في دمشق كان لهما دورهما في الحياة والمجتمع الدمشقي، منوهاً إلى أنه يتواجد في العمل كممثل أيضاً من خلال شخصية فارس ابن زعيم الحي الذي له نمط تفكير معيّن، ونتيجة مؤامرة معينة يحيد عن الطريق لتكون نهايته مأساوية

منصف للمرأة الدمشقية
أما الفنان كفاح الخوص فقد رأى أن أهم ما يميز “شوارع الشام العتيقة” أنه يحكي عن البيئة الشامية بشكل حقيقي وأكثر واقعية ويعكس تلك الفترة بشكل واقعي وصادق ومنصف للمرأة الدمشقية، فنراها فيه قوية، تنهض ضد العادات والتقاليد ولها رأي، مبيناً أنه يجسد دوراً يمثل شريحة الشباب الذين يرفضون الوجود الفرنسي في بلدهم فيسعى لتشكيل فوج ليحارب به الاحتلال ، معبراً عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل ضمن مشروع مهم هو خبز الحياة.
في حين يجسد الفنان سدير مسعود في العمل شخصية ضابط فرنسي يقوم بتعذيب الثوار الذين يناضلون ضد الاحتلال الفرنسي، منوهاً إلى أن مشروعه الأساسي هو الإخراج ولكن بالتوازي مع التمثيل والتقديم، وخاصة في مجال السينما موضوع دراسته.
تشارك في مسلسل “شوارع الشام العتيقة” نخبة من الفنانين السوريين منهم: رشيد عساف، صباح الجزائري، مرح جبر.. وغيرهم.
أمينة عباس