دراساتصحيفة البعث

الرياض عاصمة الإعلام الفتنوي العالمي

عبد الرحمن غنيم

كاتب وباحث من فلسطين

واجه الوطن العربي بشكل عام والقطر العربي السوري بشكل خاص خلال العقدين الأخيرين حرباً إعلامية غير مسبوقة، مهّدت للحرب الفعلية وواكبت ما شنّته الامبريالية الأمريكية وأتباعها من حروب. وإذا كان التمهيد لهذه الحروب قد تولته بشكل أساسي قناتا “الجزيرة” القطرية و”العربية” السعودية، فإن الهجمة الإعلامية الشرسة المواكبة للحرب العسكرية الفعلية بمختلف أشكالها شهدت تفريخ فضائيات وفضائيات، وخاصة من قبل النظام السعودي. كما أن الأكاذيب التي بثّتها هذه الفضائيات وجدت فضاء واسعاً للتداول والانتشار على مستوى العالم، وساهمت في ذلك فضائيات متواطئة تابعة لما سُمّي بائتلاف الثمانين، وفضائيات أخرى غير متواطئة أصلاً ولكنها وجدت نفسها أسيرة الأخبار المفبركة التي تبثّها وكالات الأنباء العالمية، ولم يكن لديها بطبيعة الحال الدافع أو الحافز للتدقيق فيما يردها من الأخبار الملفقة قبل أن تعيد نشرها. وهكذا أسهمت، ولو من دون وعي، في الحرب الإعلامية من خلال إعادة بثّ تلك الأخبار وكأنما هي تنقل حقائق ما يحدث على الأرض وليس أخباراً مفبركة.

وإذا أردنا وصف المشهد الكلي، فإن أبسط وصف لهذا المشهد هو أن هناك من مارس “التدليس الإعلامي” وما هو أسوأ من مجرد التدليس، وهيّأ له أدواته، وأنفق عليه بسخاء. فمن هي الجهة الأساسية التي مارست ولا زالت تمارس حتى الآن مثل هذا اللون من التدليس الإعلامي المقترن بالتحريض على الفتن؟. ومن هي الجهة التي ذهبت إلى حدّ توظيف من يدّعون أنهم رجال دين ودعاة ليؤدوا الدور المطلوب منهم ليس فقط في التدليس ولكن أيضاً في التحريض؟.

ألوان التدليس

إنها الجهة التي احتفلت مؤخراً بممارستها لمثل هذا اللون من التدليس وما هو أكثر منه تحت عنوان احتفالية “الرياض عاصمة الإعلام العربي”. وهي احتفالية تمثّل بدورها لوناً من ألوان التدليس والغش الذي مارسته تلك الجهة. إنها مملكة آل سعود التي تعتقد أنها تستطيع أن تتلاعب بوعي الناس وعقولهم من خلال ما تنفقه على فضائيات الفتن من النقود.

إنها الجهة التي تحارب العروبة والقومية العربية من خلال فضائية يؤثر الكثيرون على تسميتها بـ”العبرية”، بينما أطلقت عليها هي تسمية “العربية”. وهي الجهة التي حاربت التواصل بين العرب والمسلمين وما يفترضه من التراحم بينهم من خلال قناة سمّتها “الوصال” غايتها قطع كل اتصال، وهكذا دواليك. إنها تضع العنوان وتعمل بما يعاكسه تماماً، ظانة أنه بمثل هذا اللون من الاحتيال الإعلامي فإنها تصنع الحدث، وأيّ حدث؟. والواقع أن عبارة “صنع الحدث” التي تبناها الإعلام السعودي خلافاً لكل وسائل الإعلام في الدنيا تكفي وحدها لتعرية هذا الإعلام وبيان كونه ليس إعلاماً، وإنما هو تدبير له مظهر الإعلام دون مخبره، غايته صنع الفتن.

إن التعريف العلمي للإعلام، يتمثّل في كونه وسيلة لنقل الرسالة الإعلامية في خدمة الوظيفة الثقافية للدولة صاحبة هذا الإعلام. ويفترض هنا أن الإعلام هو الخبر، بل إن كلمة “أعلم” لغوياً والتي اشتق منها اسم الإعلام تعني “أخبر/ أنبأ”. وفي اللغات الهندو- أوروبية فإن الكلمة الدالة على الإعلام إنما تدلّ على الاتصال والتواصل. وقد ترى وسيلة إعلامية في ضوء الوظيفة الثقافية للدولة التي تكون تابعة لها أن تحجب خبراً ما أو أن تبثه، أو أن تحجب جزءاً منه، لكن هذه الوظيفة تبقى مرتبطة بالإعلام ومعناه. وقد يُستغل الإعلام في الدعوة أو الدعاية أو الحرب النفسية، لكن أحداً في العالم لم يفاخر بعد بأن إعلامه “يصنع الحدث”، ذلك أن “صنع الحدث” يعني ببساطة أن الإعلام كفّ عن كونه إعلاماً وصار وسيلة حربية عدوانية غايتها صنع الفتن من خلال تضليل الناس ودفعهم دفعاً باتجاه الاشتباك مع الآخرين.

إن “صنع الحدث” يفترض منذ البداية تسويق الأكاذيب والشائعات التي توغر نفوس بعض الناس ضد البعض الآخر، وتدفع دفعاً نحو الانقسام بل والاقتتال. وهذه ليست وظيفة إعلامية بل هي وظيفة فتنوية تمارس على هامش الحرب الفعلية التي تُشنّ على الآخرين. وحين تقترن هذه العملية بتسخير من يدّعون أنهم رجال دين ليقوموا بدور المحرضين، فإن هذا يعني الدفع باتجاه أسوأ أشكال الفتن. وطالما أن “الفتنة أشد من القتل” فمعنى ذلك أن فضائيات الفتن تمارس عملياً ما هو أسوأ من القتل. وممارسة القتل وما هو أسوأ من القتل هي وظيفة القتلة وليست وظيفة الإعلاميين.

 

عاصمة الإعلام المضلل

ربما كان بوسع المشرفين على الإعلام السعودي، أو الإعلام السعودي المنشأ، أو السعودي الهوى، أو السعودي التمويل، نظراً لوجود كلّ هذه الأنواع من فضائيات الفتن في خدمة هذا الإعلام، أن يحتفلوا بالرياض ولكن ليس كعاصمة للإعلام العربي كما يدّعون، إلا إذا كان المقصود بـ”الإعلام العربي” تلك الفضائيات التي موّلوها وأنشأوها لتسير في ركبهم وتنفذ تعليماتهم ولكنها تدّعي هويّة غير هويّتهم إمعاناً في التضليل، وإنما كعاصمة للإعلام العالمي المضلّل أو إعلام الفتن. فإذا استثنينا الدور الذي لعبته قناة الجزيرة {القطرية الانتماء ولو شكلياً} في صناعة الفتن، فإن الإعلام السعودي لعب بالفعل دور صانع الفتن ومفبرك الأكاذيب التي تؤدّي إلى إثارة الفتن. ولقد كان تأثيره بالفعل أكبر بكثير من تأثير الإعلام الغربي في مجال إثارة الفتن، رغم أنه كان جزءاً من جوقة إعلامية عالمية جرى تسخيرها لتغطية ومواكبة الأحداث التي استهدفت المنطقة العربية، وخاصة الحرب الكونية التي شُنّت على سورية. لكن هذا الدور السعودي القيادي في إثارة الفتن لا يعني أن نظام آل سعود الذي لعب هذا الدور ولا يزال كان في وضعية القائد وليس في وضعية المقود. فالمخطط الشيطاني الفتنوي الذي انخرط النظام السعودي في خدمته لم يكن سعودي المنشأ أصلاً، بل كان مخططاً صهيونياً– امبريالياً سُخّرت في خدمته الكثير من الأدوات ومن ضمنها النظام السعودي.

إنها لظاهرة مثيرة للانتباه أن نجد صحيفة “دير شبيغل” الألمانية تعتذر لقرائها بسبب ما نشرته من قصص صحفية مفبركة خلال السنوات السبع الماضية، ولا نظنّ هذه القصص إلا وتتعلق بالأحداث التي شهدها الوطن العربي، بينما تذهب وزارة الإعلام السعودية إمعاناً في الغيّ إلى الاحتفال بـ”الرياض عاصمة الإعلام العربي”، وكأنما هي تريد فرض منطقها الفتنوي القائم على التضليل ليكون أسلوباً دائماً تتبعه وسائل الإعلام التابعة للنظام السعودي.

وفق ما أقرّ به الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، فإن الحرب الكونية على سورية شارك فيها ما سمّاه “ائتلاف الثمانين”. ومملكة آل سعود كانت واحداً من هؤلاء الثمانين. وحين نتعقّب أصول إنشاء هذا الائتلاف نجد أنه كان موجوداً قبل هجمات 11 أيلول عام 2001، أي منذ عهد الرئيس جورج بوش الابن على الأقل. وهذا يعني أن أطراف هذا “الائتلاف” ومنها مملكة آل سعود كان لديها متسع من الوقت للتمهيد بشتى الوسائل لما سُمّي بـ”الربيع العربي” أو مخطط “الشرق الأوسط الجديد”، ومن ضمن ذلك ترتيبات الحرب العدوانية على العراق وليبيا وسورية وغيرها، وأنه جرى تهيئة الوسائل الإعلامية للتمهيد لهذه الحروب ومواكبتها. فالثمانون المؤتلفون هم مجموعة الدول التي رتّبت فيها المخابرات المركزية الأمريكية الأوضاع لأداء الأدوار المطلوبة منها في تنفيذ المخطط الشيطاني الصهيوني– الامبريالي. ورغم أن السعودية تمثّل وفق هذه المعطيات واحداً من ثمانين، إلا أن دورها في “الائتلاف” كان متميزاً من الناحية الإعلامية الفتنوية، مثلما كان متميزاً من ناحية توظيف الإرهاب، ومن ناحية الإسهام في الحروب العدوانية الفعلية، وفوق هذا كله من ناحية تمويل المخطط الشيطاني بسخاء. على أن الدور السعودي من الزاوية الإعلامية الفتنوية كان متميزاً لأكثر من سبب:

أولاً: إنه بحكم امتلاك السعودية للقمر الصناعي “عربسات” وهيمنتها عليه، كان بوسعها أن تفاجئ المشتركين المستفيدين من خدمة هذا القمر بحجب هذه الخدمة عن كل من يستهدفهم المخطّط الشيطاني مما يمكنها من إخراس أصواتهم ما لم يتمكنوا من إيجاد البديل. وهنا نلاحظ أن الإجراء السعودي في حجب هذه الخدمة ترافق مع إجراءات مماثلة اتخذها القمر الأوروبي، كما أن السعودية سعت إلى حجب هذه الخدمة من خلال القمر نايل سات. والغاية كما هو واضح أن ينفرد إعلام المهاجمين بالميدان بعد إخراس صوت المعتدى عليهم أو من يجري التحضير للاعتداء عليهم بشكل كامل إن أمكن ذلك. وهذا السلوك أشبه أن تأتي بمصارع قوي إلى حلبة المصارعة فتقيّد يديه ورجليه ثم تفرض عليه منازلة من هو أضعف منه كمصارع ولكنه طليق القدرة على الحركة، وتكون النتيجة هي أخذ هذا المصارع بما هو أسوأ من الغدر.

ثانياً: إن السعودية وشركاءها من الأعراب، وهم ينفذون المخطط الشيطاني كما رُسم لهم، كانوا قد هيّأوا العديد من الفضائيات الناطقة بالعربية، والتي تركز اهتمامها على الشؤون العربية، وتقدم ما تبدو خدمة إخبارية على مدار الساعة، وتتظاهر باحترام الرأي والرأي الآخر، وغايتها الأساسية على مدى سنوات عديدة استقطاب المشاهد العربي متظاهرة أمامه بالمصداقية، حتى إذا ما لعبت معه لعبة الغدر المدبّرة كان وقوعه في شراكها سهلاً. ومن خلال هذه التهيئة وعلى أرضيتها أوجدت شبكة من المراسلين الذين دُرّبوا أيضاً على فنون فبركة وصنع الخبر أو تضخيمه، وذلك في نطاق ما أطلقوا عليها اسم “صناعة الحدث” كما أسلفنا. وهذه الشبكة من مزيفي الأخبار ومروّجي الأكاذيب والمساهمين في التضليل كانت المؤونة التي اعتمد عليها الإعلام الغربي بل العالمي ليسهم بدوره في عملية التضليل، بعضه كان عامداً وبعضه الآخر كان ضحية. وبذلك فإن فضائيات الفتن العربية لعبت دور القيادة في حرب التضليل.

ثالثاً: إن الإعلام السعودي جنّد فريقاً من شيوخ الفتن، وأعطى لحملته الإعلامية التضليلية بذلك صفة دينية طائفية. وقد كان هؤلاء خليطاً من “الوهابيين” ومن جماعة “الإخوان المسلمين”، وكان عليهم أن يقوموا بدور المحرّضين. ومثل هذا الدور لم يكن بوسع الإعلام الغربي أن يقوم به بأيّ حال من الأحوال. فما من فضائية غربية تستطيع أن تدير مباشرة حرباً فتنوية من هذا النوع، وأن تصل إلى الجمهور العربي المستهدف، أو أن تؤثر على هذا الجمهور. ولو فعلت ذلك فإنها كانت ستحصل على نتائج عكسية. وحدها الدول التي تدّعي أنها عربية وإسلامية هي القادرة على اللعب بهذه الورقة الفتنوية التي تتستر بالدين. وهنا نجد أن الإعلام السعودي الذي لعب بهذه الورقة كان بوسعه أن يوسّع نطاق اللعب بها بمساهمة وسائل إعلام أخرى عربية أو إسلامية ناطقة بالعربية، واستغل جماعة “الإخوان المسلمين” لمؤازرته في حملته قبل أن ينقلب على الجماعة في وقت لاحق. فإيجاد مثل هذه المنابر، وتوظيف من جرى توظيفهم فيها من شيوخ الفتن، كان لا بدّ وأن يؤثر على قناعات ومشاعر وسلوك بعض الناس المستهدفين. ومثل هذا التأثير –وإن كان جزئياً– كان من شأنه أن يخدم المخطط الشيطاني الكلي.

 

تاريخ حافل بالتحريض

حين ننظر إلى المعطيات السابقة مجتمعةً، فإننا نصل إلى الاستنتاج القائل بأن الرياض لم تلعب دور “عاصمة الإعلام العربي” كما يريد المسؤولون عن الإعلام السعودي أن يزعموا، ولكنها لعبت بالفعل دور “عاصمة الإعلام الدولي الفتنوي”. فالرياض في هذا المجال لم يبزّها أحد لا في الشرق ولا في الغرب، ولا في الشمال ولا في الجنوب، باستثناء الدور المنافس الذي لعبته قناة الجزيرة القطرية في خدمة المخطط الشيطاني ذاته. فهي لم تكتفِ بخلط الإعلام بالحرب، أو بخلط الإعلام بالسياسة، ولكنها خلطته بهما وبالدين لتكون المنبر الأخطر في صنع الفتن.

إن ما يُعطي للرياض أهميتها كـ”عاصمة للإعلام الدولي الفتنوي” أن هذا الإعلام لا يتوقف عند حدّ صناعة الفتن من خلال استهداف أقطار معيّنة بهذه الفتن لبعض الزمن، ولكنه يسهم عملياً، وبشكل دائم وثابت، ومنذ العام 1979 على الأقل وحتى الآن، في صناعة الإرهاب التكفيري والإرهابيين التكفيريين. وبالتالي، فإن التأثير السلبي لهذا الإعلام يطالُ عشرات الدول في مختلف قارات العالم ولا يقف عند حدود منطقة معيّنة. وهذا يعني أن وظيفة الرياض كـ”عاصمة للإعلام الدولي الفتنوي” هي وظيفة تتصف بالديمومة طالما أن طبيعتها الوهابية قائمة، وطالما أن هناك حاجة امبريالية– صهيونية لدور الإرهابيين التكفيريين ذوي الخلفية الوهابية أو غير الوهابية أيضاً قائمة.

إن “عاصمة الإعلام الدولي الفتنوي” هي منطقياً “عاصمة الكذب” عدا عن كونها “عاصمة الإرهاب”. ومن يمارس الكذب ويصنع الإرهاب يكون بالفعل صانعاً للحدث على قاعدتي الكذب والإرهاب. ولكن كيف يمكن لمن يصنع الحدث على قاعدتي الكذب والإرهاب أن يحتفي بما يفعل وأن يحتفل؟. أيمكنه بمثل هذا الأسلوب أن يبرّئ نفسه؟. وهل يمكنه بمثل هذا الأسلوب أن يضمن لنفسه احتراماً بين الأمم والشعوب؟. وأين يمكن تصنيف سلوكه على أساس الدين الذي حوّله إلى وسيلة لإثارة الفتن عند الآخرين؟. هل مشكلته هي مشكلة الخاطئ في سلوكه أم أكثر؟.

في “اللسان” أن الكذب ضد الصدق، وإن افترقا من حيث النيّة والقصد، لأن الكاذب يعلم أن ما يقوله كذب، والمخطئ لا يعلم. وحين يكون الأمر متصلاً بخطط فتنوية مدبرة، وبإعلام يسهم في تنفيذ هذه الخطط تحت عنوان صناعة الحدث، وبزمن مديد يسبق تنفيذ هذه الخطط أو يواكبها، فإن الكذب الذي تمارسه وسائل الإعلام لا يمكن أن يعزى إلى الخطأ، بل هو الكذب المتعمّد. أما من يقعون في الخطأ بسبب التضليل الإعلامي الذي يمارس عليهم فحكمهم حكم المخطئ وليس حكم الكاذب المتعمّد للكذب، والمتسبّب في توريط الآخرين بالفتن، أي أنهم أقرب إلى الضحايا منهم إلى المفسدين.

إن استغراق الإعلام السعودي في الكذب إلى أقصى الحدود، وعلى مدى سنوات طويلة، وما أنفقه من أموال على مروّجي أكاذيبه ووسائل ترويجها، لا يمكن أن يعطي للنظام السعودي، ولا لأجهزة الإعلام التابعة له، ولا لعملائه أدنى قدر من المصداقية، وإنما يؤدي إلى انهيار كل مصداقية. والمثل يقول “ليس لمكذوب رأي”، والحكماء يقولون “ليس لكذاب مروءة”، ويقولون “من عرف بالكذب لم يجز صدقه”. ولعلّ هذا ما يفسّر الواقع الراهن الذي يعجز فيه النظام الحاكم في السعودية عن إقناع الآخرين بمن فيهم من شغّلوه في تنفيذ مخططهم الشيطاني أن واقعة تصفية الصحفي السعودي جمال خاشقجي بالطريقة التي تمّت بها لم تكن دون علم وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان وبأمر منه. فالأدوار التي لعبها النظام السعودي وإعلامه في الكذب وخدمة التآمر من شأنها أن توطّد إحساس العالم كله باستعداد هذا النظام لارتكاب أي لون من ألوان الجريمة، والأهم أن هذا النظام مستعد لأن يكذب ويلفق ويراوغ لتبرئة الحاكم من مسؤولية الجريمة. والمدينة التي بات من الوارد تصنيفها على أنها “عاصمة الإعلام الفتنوي العالمي” لم يعد أحد يتوقع من إعلامها غير الكذب.