اقتصاد

الخطة الجديدة لوزارة الصناعة للنهوض مجدداً بالقطاع 540 مليون دولار لتحديث وتطوير شركات ومؤسسات “الصناعي العام”

رفع الواقع الصناعي، والعمل على إعادة تأهيل وتفعيل دور القطاع، وتنشيط مؤسساته وشركاته من جديد، بغية الرجوع بأداء عمل قطاعنا الصناعي العام كما كان، ثلاثية لأهم المحاور في الخطة الصناعية الجديدة التي أعدّتها وزارة الصناعة وحصلت “البعث” على نسخة منها.
المهندسة ريم حللي مديرة التخطيط في الوزارة أكدت لـ”البعث” أن من واجب الوزارة تحقيق قيم مضافة عالية للقيم الأساسية لرفع نسبة العمل فيها نحو للأفضل، وفي هذا السياق قالت: إن هناك تنمية جغرافية صناعية متوازنة حيث تتم الاستفادة من الموارد المحلية المتوافرة في كل محافظة لبناء قاعدة صناعية فيها من خلال وضع خريطة صناعية مجدية، بالإضافة إلى بناء تجمعات صناعية عنقودية تخصصية شاقولية وأفقية على مستوى المحافظات.

إدارة بأساليب حديثة
وفيما يخص نشاط عمل مختلف أنواع المعامل التابعة للمؤسسات الصناعية العامة، بيّنت الخطة أن هناك نوعية من الإدارة  الجديدة بأساليب محدثة ستفضي إلى نسبة إنجاز عالية مقارنة بما كان سابقاً، حيث إن نشاط معامل الزيوت تضمّن تصفية معمل الليرمون وشركة زيوت حماة والعمل على تطوير معملي عين التل والنيرب وإقامة معمل لتصنيع زيت الزيتون في عفرين، ومتابعة العمل لتنفيذ اتفاقية إقامة شركة مشتركة لتعبئة وتكرير زيت الزيتون مع الجانب الفنزويلي، وفيما يخص نشاط البيرة والمشروبات الكحولية نصّت الخطة على تصفية معمل بيرة بردى وإعادة تأهيل معمل البيرة في حلب، وإقامة منشأة لإنتاج البيرة الكحولية وغير الكحولية في الساحل.

تصفية وإنشاء
أما حول معامل الكونسروة والألبان فقد رأت الخطة وجوب تصفية وحدة كونسروة الميادين وتطوير كونسروة دمشق وإدلب وإقامة مشاريع في السويداء والساحل، بالإضافة إلى تصفية معمل ألبان الشرق في حلب، وشركتي ألبان دمشق وحلب وإعداد دراسة جدوى اقتصادية لإقامة شركة متكاملة بدءاً من المبقرة إلى المنتج النهائي.
وعن مجال نشاط المعجنات والمجففات تضمّنت الخطة تصفية شركة بسكويت غراوي وشركة معكرونة درعا وإعداد دراسات جدوى اقتصادية لتطوير صناعة المجففات ورفع الطاقة الإنتاجية للبرغل، وبخصوص نشاط المياه يتم العمل على إعداد دراسات جدوى اقتصادية لإقامة معمل لتعبئة المياه في القنيطرة وإضافة منتجات جديدة كالمياه الغازية والمياه المنكّهة، بالإضافة إلى إنتاج العصائر الطبيعية، حيث يتم العمل على إعداد دراسات جدوى اقتصادية لإقامة معمل لإنتاج العصائر في الساحل السوري والسويداء.
وحول تغيير النشاط الصناعي للشركات التي كانت متوقفة قبل الأزمة بأنشطة صناعية أخرى استراتيجية، جاء في الخطة أن تتم إعادة النظر بنشاط شركة حرير دريكيش، بالإضافة إلى إنتاج أقمشة الجينز والبشكير في مصابغ حمص وبالتالي تحقيق قيم مضافة عالية.

بالأرقام الصعبة
وفي موضوع إعادة تأهيل الشركات والمؤسسات لفتت الخطة إلى أهمية إعادة الإعمار وعملية التطوير لما لهما من دور كبير في إنجاح إعادة التأهيل والبناء، حيث ستتم إعادة تأهيل شركات الغزل والنسيج في حلب وفقاً لاستراتيجية صناعية حديثة تأخذ بالتكنولوجيا الحديثة أساساً في عملها، وإنشاء معمل للأقمشة القطنية بطاقة إنتاجية قدرها 13 مليون متر وبتكلفة استثمارية يحتاج إليها هذا المشروع تصل إلى 40 مليون ليرة، إضافة إلى مشروع آلات دباغة وطباعة بتكلفة تجهيزات وآلات تبلغ 25 مليون ليرة.
حللي أكدت حسب الخطة أن إعادة تأهيل وتطوير شركات النسيج ستبلغ تكلفتها نحو 540 مليون دولار، وهذه التكلفة مردّها إلى تقادم خطوط إنتاج معظمها التي يزيد عمرها على 35 عاماً، وذلك لمواكبة التطورات في الصناعة النسيجية من حيث الإنتاجية والجودة لتستطيع هذه الصناعة المنافسة محلياً وعالمياً.

كلف احتياجات التطوير
فشركة الشهباء للمغازل والمناسج بحلب تحتاج إلى إقامة معمل للغزول المسرحة والتوربينية بطاقة إنتاجية قدرها 4 آلاف طن في السنة من الغزول المسرحة و3 آلاف طن سنوياً من الغزول التوربينية وبتكلفة إجمالية تقدّر بـ50 مليون دولار، إضافة إلى معمل نسيج بطاقة 10 ملايين متر بتكلفة 30 مليون دولار، وتأهيل المباني الحالية.
كما تحتاج الشركة الأهلية للغزل إلى إنهاء استلام وتشغيل معمل غزل العوادم، وإلى إنشاء صالة نسيج ممزوج بتكلفة 50 مليون دولار، أما الشركة العربية للملابس الداخلية فيمكن دمجها مع شركة زنوبيا وشمرا لقربهما من بعضهما والخروج من صناعة الألبسة الجاهزة، وكذلك إعادة تأهيل وتجديد معمل حلب والسويداء لإنتاج السجاد بشراء 6 أنوال بقيمة 15 مليون دولار.
وبذلك تكون التكلفة الإجمالية لتحديث وتطوير شركات المؤسسة العامة للصناعات النسيجية هي مبلغ 305 ملايين دولار باستثناء تكلفة تأهيل المباني لصعوبة الوقوف على واقع بعض الشركات.
دمشق – محمد مخلوف