رياضةصحيفة البعث

قبل لقاء استراليا الحاسم.. أجواء إيجابية للمنتخب مع المدرب الجديد استعادة الروح القتالية واللعب برجولة هما المطلوب

لم تتوقف ردود الأفعال على الأداء الكارثي لمنتخبنا الوطني أمام الأردن، والاقتراب من توديع البطولة من دورها الأول بعد أن كان الطموح هو حمل اللقب، ومنذ مساء الخميس الماضي لم تهدأ الحملات والمطالبات بالمحاسبة، واتخاذ أقصى الإجراءات بحق من أوصل المنتخب لهذا الحال.

فالكثيرون لم يستطيعوا فهم ما جرى، وكيف تحول المنتخب للقمة سائغة بعد أن كان مرشّحاً للقب، وكانت ردود الأفعال في أغلبها بعيدة عن الواقع، فمن كان يرشّح المنتخب للتتويج باللقب، ويدعم المدرب الألماني المقال، وأظهر الثقة به، انقلب سريعاً، وبدأ يوجّه سهامه في كل الاتجاهات، حتى وصل البعض لتحميل الإعلام مسؤولية الفشل بمساندته التي اعتبرت مبالغاً بها!.

المنتخب لم يخرج بعد من البطولة، ومازال يمتلك فرصاً للتأهل، لكن ذلك يرتبط بشروط يجب أن يتم توفيرها سريعاً للمدرب الجديد، وخاصة من الناحية المعنوية.

مع المنتخب

صحيح أن الخسارة أمام الأردن، وتضاؤل فرص بلوغ الدور الثاني، أمر صعب الهضم، إلا أن الوقوف مع المنتخب في هذا التوقيت مطلوب وبقوة أكبر من السابق، فالكرة لاتزال في ملعب منتخبنا، وإمكانية تحويل هذا التشاؤم إلى فرحة عارمة واردة بشرط بسيط وهو الفوز بأية نتيجة على منتخب استراليا.

هذه المعادلة السهلة تعيدنا لفكرة أن المنتخب يمثّل 23 مليون سوري، ودعمه وتشجيعه ليس منة من أحد، وليس أمراً اختيارياً، بل هو واجب حقيقي غير قابل للنقاش، والاستمرار في الحلم حتى النهاية لا مفر منه، فالمستحيل لن يكون سورياً، وبالإرادة والمحبة يمكن أن نصل بعيداً.

بالمقابل عصا المحاسبة يجب أن تشهر في كل الأحوال، لأن التلاعب بمشاعر الجماهير أمر لا يمكن السكوت عنه بالمطلق.

كلمة السر

كرتنا عُرفت عبر تاريخها الطويل بأنها قائمة على اللعب بحماس وروح قتالية بعيداً عن موضوع الفنيات، والخطط، والأمور التكتيكية، وكانت هذه الأمور هي كلمة السر فيما وصلنا إليه بتصفيات المونديال الأخيرة التي كان فيها لاعبونا مقاتلين شرسين على نتيجة أية مباراة.

وكما شاهد الجميع غابت هذه الروح، وظهر اللاعبون بلا حول ولا قوة، وسلموا مبكراً للخسارة في مباراة الأردن، وهذا الجانب لا يخص الجهاز الفني، بل يتحمّله اللاعبون أنفسهم الذين تفرغوا لأشياء لا تخص البطولة والمنتخب، واكتفوا بالتصريحات الرنانة دون تجسيد لها على أرض الملعب، لذلك سيكون تحقيق الفوز على استراليا من خلال استرجاع الرغبة والحماس واللعب لأجل المنتخب بعيداً عن الأسماء والشهرة والأضواء.

تغيير نفسي

الخطوة التي أقدم عليها اتحاد الكرة بإقالة المدرب الألماني كانت مطلباً جماهيرياً محقاً لأسباب باتت واضحة للعيان، بل يمكن القول إنها خطوة متأخرة للغاية، لكن تأثير هذا الإبعاد، واستقدام صاحب الخبرة فجر إبراهيم في هذا الوقت ربما يحملنا للدور الثاني، ولإنجاز تاريخي.

وبكل تأكيد فإن التغيير الذي يمكن للإبراهيم تحقيقه في هذه الفترة القصيرة هو الجانب النفسي، واسترجاع الثقة بالنفس، ورفع الروح المعنوية، مع إعادة الانضباط إلى صفوف المنتخب بعد أن كثرت الشائعات، وتعددت الأحاديث حول مواضيع يفترض أن تكون ثانوية في خضم الحدث الآسيوي.

وهنا لن نكون متفائلين “زيادة عن اللزوم”، لكن تغيير المدرب في أغلب الأحيان يعطي نتائج فورية في أغلب فرق كرة القدم، نأمل ألا يكون منتخبنا استثناء.

ضغوط عكسية

قبل البطولة تحدثنا عن موضوع الضغوط، وكيفية التعامل معها، لكن الأمر يبدو أنه لم يلامس مسامع المعنيين بالمنتخب، أو في اتحاد الكرة، حتى إن البعض لم يفهم معنى الضغوطات، وأعتقد أن كرة القدم ليست بهذا التعقيد، ويمكن التعامل معها بطريقة “عليهم يا شباب”.

وهنا علينا ألا ننكر أن هذه المسؤولية تقع على عاتق المدرب، وجهازه المعاون، وبدرجة أقل الجهاز الإداري، لكن تدخل مدير المنتخب ومسؤولي الاتحاد من المفترض أن يكون حاضراً لتغطية العجز الذي خلّفه تقصير المدرب، كما أن التحضير النفسي غاب غياباً تاماً، ووضح ذلك في طريقة الاستخفاف بالمنتخب الفلسطيني، والتعالي على المنتخب الأردني، والاعتقاد بأن التأهل مضمون في “الجيب”.

أجواء متفائلة

وبعيداً عن الأسباب والتحليلات، وحسب المنسق الإعلامي للمنتخب فإن أجواء التفاؤل هي المسيطرة على البعثة، فالمدرب الجديد أكد للاعبين على أهمية استعادة ثقة الجمهور من خلال تقديم عرض يليق بسمعة المنتخب الوطني، والتمسك ببطاقة العبور للدور الثاني، وطالب اللاعبين بالابتعاد عما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن الفرصة بالتأهل قائمة وموجودة رغم صعوبة المباراة، وأضاف: أنا هنا لثقتي بكم وبقدراتكم على تحسين الصورة، وتحقيق نتيجة إيجابية نواصل بها مشوارنا في بطولة آسيا.

تدريبات المنتخب تجري بوتيرة عالية، ومساء أمس كانت الحصة المسائية مخصصة لأمور تكتيكية بعد أن شاهد اللاعبون ظهراً فيديو خاصاً بنقاط قوة وضعف المنتخب الاسترالي، كما ركز الإبراهيم على سرعة الانتقال من الحالة الدفاعية للهجومية وبالعكس، والتركيز على المهام الوظيفية لكل لاعب داخل المستطيل الأخضر.

مؤيد البش