رغم العثرات.. الطريق مازال سالكاً أمام النسور لصنع الفرح
استهل منتخبنا الوطني مشواره في البطولة بتعادل مخيّب، وهزيمة مرة، لتبدأ موجة الانتقادات العارمة التي وصلت حد الذم والتشكيك، لكن العبرة بالخواتيم لا بالبدايات، فالمتتبع لتاريخ البطولات الكروية الكبرى لا يسعه أن ينتقد بداية متعثرة لفريق دخل البطولة كأحد المرشّحين للوصول إلى الأدوار النهائية.
وإذا فتحنا كتاب تاريخ نهائيات كأس الأمم الأوروبية، مثلاً، تستوقفنا النسخة الأخيرة التي شهدت تتويج البرتغال باللقب، رغم أن بداية برازيل أوروبا تبشر عند أكثر المتفائلين بالوصول إلى الأدوار الإقصائية، فكيف الفوز باللقب، ففي المباراة الافتتاحية له في البطولة تعادل مع المنتخب الايسلندي بهدف لكل منهما، ثم تعادل سلباً مع نظيره النمساوي، وأخيراً تعادل في مباراة ماراثونية مع منتخب المجر بثلاثة أهداف لكل منهما، ليصعد إلى الدور الثاني ويهزم المنتخب البولندي، ثم الكرواتي بهدف نظيف، ويقضي بعدها على آمال المنتخب الويلزي في نصف النهائي، ويقصيه بهدفين مقابل لا شيء، ويخطف اللقب من الديوك في المباراة النهائية.
أما في كأس العالم فقد تعثرت الكثير من الفرق في بداياتها، ووصلت إلى المباراة النهائية، وحتى ظفرت باللقب، وأول مثال منتخب الأرجنتين في كأس العالم 1990 في ايطاليا عندما بدأ منتخب التانغو، بطل مونديال 1986 بقيادة الأسطورة مارادونا، مشواره في البطولة بخسارة صاعقة أمام منتخب الكاميرون بهدف نظيف، لكنه استفاق بعدها وفاز بثنائية نظيفة على منتخب الاتحاد السوفييتي سابقاً، ثم تعادل مع رومانيا وتأهل إلى الدور الثاني لملاقاة البرازيل التي فاز عليها بهدف، وانتقل إلى المباراة ربع النهائية وفاز فيها على المنتخب اليوغسلافي بركلات الجزاء بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، ليلاقي بعدها المنتخب الايطالي ويتعادل معه أيضاً بهدف لكل منهما، ويتغلب عليه بضربات الجزاء، ويصل إلى المباراة النهائية ويخسرها أمام ألمانيا بهدف أندرياس بريمه.
وفي نسخة 2010 من البطولة التي استضافتها جنوب أفريقيا فازت بها اسبانيا، بدأ الماتادور مشواره بخسارة أمام منتخب سويسرا بهدف مقابل لا شيء، ليتابع مشواره بفوز على الهندوراس ثم تشيلي، ويتأهل إلى الدور الثاني، ويفوز على البرتغال، ويعبر لملاقاة باراغواي ويهزمها بهدف ديفيد فيا، ويصل للمرة الأولى في تاريخه إلى الدور نصف النهائي ويحطم الماكينات الألمانية برأسية بويول، ويصل المباراة النهائية، ويتوّج باللقب الأغلى على حساب منتخب هولندا بهدف انييستا الشهير.
ولا تشذ بطولة آسيا عن سابقاتها، ففي نسخة عام 2000 التي استضافها لبنان، خسرت السعودية حاملة لقب نسخة 1996 أمام اليابان في مستهل مشوارها برباعية نظيفة، لتعود وتنفض غبار البداية السيئة، وتصل إلى المباراة النهائية، وتلاقي اليابان أيضاً وتخسر أمامها بهدف مقابل لا شيء.
كل هذه الأمثلة تتحدث عن التعثر في البدايات، والعبرة في الخواتيم، لذا جلد المنتخب مازال مبكراً، وإذا أردنا الانتقاد فيجب أن يكون نقدنا موجهاً لتصحيح الأخطاء، ولفت النظر، وإلى ما قد يكون غائباً عن الأذهان، فلنوفر أقلامنا حتى صافرة النهاية.
سامر الخيّر