سياحة الريف الدمشقي في غرفة الإنعاش 4.5 مليارات قيمة أضرر 80% من المنشآت وتحديات كبيرة أمام إعادة تفعيلها
ريف دمشق – عبد الرحمن جاويش
تعرضت حوالي مئة منشأة سياحية إلى التخريب والاعتداء والسرقة في محافظة ريف دمشق وحدها، وبلغت قيمة الأضرار حوالي أربعة مليارات وخمسمئة مليون ليرة، فمن المنشآت والمحال ما أغلق بشكل قسري، ومنها ما تهدم بشكل كلي أو جزئي أو تعرض للسرقة أو يعاني مشكلات في التشغيل. واعتبر عبد الباري شعيري رئيس غرفة سياحة ريف دمشق أن النشاط السياحي بالمحافظة جيد هذا العام بعد عودة نحو 60% من المنشآت إلى العمل بعد توقف دام سنوات نتيجة أعمال التخريب والسرقة والنهب والتدمير التي طالتها بفعل العصابات الإرهابية المسلحة، مشيراً إلى أن الفعاليات السياحية بالمحافظة سعت لتكون جاهزة لاستقبال زبائنها وذلك بعد أن تمت إعادة تأهيل وترميم العديد منها، وهذا يمثل إنجازاً مهماً، لافتاً إلى أن نسبة التخريب والدمار التي طالت المنشآت السياحية في ريف دمشق تقدر بأكثر من 80% وأغلبها في بلودان والتكية، وبعضها في صيدنايا وطريق المطار.
وأكد رئيس الغرفة أن العديد من أصحاب المنشآت السياحية المتضررة يرغبون بإعادة تفعيلها، لكن ظروفهم المادية لم تسمح بذلك نظراً للتحديات الكبيرة التي تتمثل بالحاجة إلى مبالغ مالية كبيرة للإنفاق لتجهيز المنشآت المتضررة، إضافة لصعوبة تأمين اليد العاملة.
ويفيد شعيري بأن أصحاب المنشآت يواجهون تحديات أمام تأمين معدات وآلات وقطع تبديل معظمها يحتاج لاستيراد وشهادة منشأ. كما أن هناك إجراءات طويلة فيما يتعلق بالمعاملات المالية المعقدة وصعوبة الحصول على موافقات وقروض مالية. معترفاً أمام هذه التحديات بأن بعض المنشآت السياحية ما زالت في غرف الإنعاش تحتاج لدعم مالي كبير لإعادتها إلى العمل، إذ يرى أنه من الطبيعي جداً أن يعود العمل في المناطق التي تم تحريرها، ولكن قد لا يكون من الطبيعي الحديث عن عودة سريعة وكأن شيئاً لم يكن بعد حالة من الدمار والتخريب. كاشفاً عن وجود خطط استراتيجية ومستقبلية للتنمية السياحية وتعزيز السياحة الشتوية من خلال تأمين مستلزماتها من مراكز تزلج وتل فريك وصالات شتوية، مع تأمين الخدمات ومنح قروض وتسهيلات وخاصة فيما يتعلق بإعادة فتح المنشآت السياحية المغلقة بوادي بردى، ولاسيما أن محافظة ريف دمشق تشكل نسبة 31% من حجم الاستثمارات السياحية. مشيراً إلى أن المشاريع قيد التنفيذ تشكل ما نسبته 65% موجودة بالمحافظة.
ولتجاوز التحديات يقترح شعيري حلول استثنائية وإجراءات تتخطى بعض القيود والتعليمات وحتى النصوص التي صيغت خلال سنوات ما قبل الحرب، لكونها لم تعد تتناسب مع الواقع الجديد، ولا بد من إيجاد صيغ تسمح بذلك وتوفر المرونة والإمكانية لأصحاب القرار لتقديم طيف أوسع من التسهيلات والدعم اللازم لهذا القطاع والمشتغلين فيه تشكل بمجملها حلولاً جذرية لمعالجة مختلف جوانب الخلل والمتاعب والمشكلات، وتدفع باتجاه إعادة الألق للسياحة وعودة تدفق الدماء في عروقها لتعود إلى النبض من جديد كما كانت عليه سابقاً. وأعرب شعيري عن تصميم غرفة السياحة على العمل الجاد لخدمة مصالح الفعاليات السياحية وتحقيق أهداف المرحلة القادمة بروح إيجابية لرفع سوية الخدمات في المنشآت السياحية وتحقيق جودة المنتج السياحي وتنوعه والنهوض بقطاع السياحة في المحافظة.