ديوجيــــــــن الكلبـــــــــــي
قال عنه صاحب الملل والنحل: “كان حكيماً فاضلاً متقشفاً لا يقتني شيئاً ولا يأوي إلى منزل.” عاصر الاسكندر المقدوني، الذي قال: “لو لم أكن الاسكندر لوددت أن أكون ديوجانس”.
ديوجين الكلبي الفيلسوف الإغريقي كان متسولاً يقطن شوارع أثينا.. وقد جعل من الفقر المدقع فضيلة.. ويقال إنه عاش في برميل كبير.. وأنه يحمل مصباحاً في النهار.. يبحث عن رجل فاضل (على حد قوله).
إذن هو مصباح الحكمة.. ورمز البحث عن الحقيقة.. فيقال عن أي شخص يفكر في العالم بهدف إصلاحه إنه يحمل مصباح ديوجين.
ويذكر أن ديوجين كان يستريح في ضوء الشمس أثناء أحد الاحتفالات، وإذ جاءه الإسكندر الأكبر، متحمساً للقاء الفيلسوف الشهير.. وسأله إنْ كان باستطاعته أن يمنحه أيّ شيء..
فقال ديوجين: نعم ابتعد فأنت تحجب ضوء الشمس.
ورغم هذا، قال الإسكندر: لو لم أكن الإسكندر لوددت أن أكون “ديوجين”.
وفي حكاية أخرى، فقد وجد الإسكندر ديوجين يحدّق في كومة عظام، فسأله عما يبحث، فقال ديوجين للإسكندر: «أنا أبحث عن عظام أبيك.. لكني لا أستطيع التمييز بينها وبين عظام العبيد. وفي رواية أخرى، يقال إن الإسكندر الكبير مر يوماً بديوجين فوجده جالساً في برميله يستحم بأشعة الشمس، فوقف الإسكندر أمامه قائلاً: أنا الملك الإسكندر الكبير.. فرد عليه ديوجين: وأنا ديوجين الكلبي.. فقال له الإسكندر: ألست خائفاً مني؟ فرد عليه ديوجين: وهل أنت رجل صالح أم شرير؟ فقال له الإسكندر: بل أنا رجل صالح.. فرد عليه ديوجين: ومن يخاف من الصالح إذاً!
ثم سأله الإسكندر: هل تعيش في هذا البرميل فقط لكي تلفت انتباه الناس ولتنال الإعجاب؟ قال ديوجين: وهل فعلاً تريد أنت فتح بلاد فارس وتوحيد كل بلاد الإغريق.. أم تفعل ذلك فقط لتنال الإعجاب؟ ابتسم الإسكندر وقال: هذا برميل مليء بالحكمة، فقال ديوجين: أتمنى لو كان لدي بدل هذا البرميل المليء بالحكمة.. نقطة واحدة من الحظ الجيد.. للحكمة طعم مر.. وأحيانا تؤدي بك إلي الهلاك.. بينما الحظ يفتح لك أبواباً ويحقق لك السعادة ما كنت تحلم بها! أعجب الإسكندر الذي يعرف جيدًا معنى الحظ بكلام ديوجين، ثم أخبره أن يطلب منه ما يشاء ليلبيه له.. فأجابه ديوجين بهدوء: أريد منك شيئاً واحداً.. إنك الآن تقف أمامي وتحجب عني أشعة الشمس.. لذا لا تحرمني من الشيء الوحيد الذي لا تستطيع منحي إياه.. لا تحجب شمسي بظلك!