الصفحة الاولىصحيفة البعث

إدانات عربية ودولية واسعة للعدوان الإسرائيلي الغاشم على سورية الخارجية: الاعتداءات ما كانت لتستمر لولا صمت القبور الذي يفرضه الغرب على مجلس الأمن

بعدما فشلت أدوات الكيان الصهيوني المتمثلة بالتنظيمات التكفيرية في تنفيذ المخطط الصهيوأطلسي في سورية، زاد الكيان الغاشم من اعتداءاته على الأراضي السورية   آخرها كان ليل أول أمس عندما قام بضربة كثيفة أرضاً وجواً وعبر موجات متتالية بالصواريخ الموجهة. وعلى الفور تعاملت منظومات دفاعنا الجوي مع الموقف واعترضت الصواريخ المعادية ودمرت أغلبيتها قبل الوصول إلى أهدافها.

وزارة الخارجية والمغتربين أكدت أن العدوان الإسرائيلي الغادر يأتي في إطار المحاولات الإسرائيلية المستمرة لإطالة أمد الأزمة في سورية والحرب الإرهابية التي تتعرض لها ولرفع معنويات ما تبقى من جيوب إرهابية عميلة لها، مشددة على أن كل الاعتداءات الإسرائيلية لم تفلح في ترهيب الشعب السوري، ولفتت إلى أن هذه الاعتداءات ما كانت لتستمر لولا الدعم الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لـ “إسرائيل”، ولولا صمت القبور الذي يفرضه الغرب على مجلس الأمن لمنعه من ممارسة دوره في مواجهة هذه الاعتداءات الإجرامية.

العدوان الإسرائيلي السافر قوبل بردود فعل عربية ودولية حيث جددت الصين موقفها الداعي إلى احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، فيما أدان سياسيون ونواب روس العدوان، وأكدوا أن الانتصار النهائي المؤزر لسورية حتمي ولا بد منه. في حين شددت قوى وأحزاب عربية على أن الاعتداءات تأتي بعد فشل أذناب كيان الاحتلال من الإرهابيين في النيل من وحدة سورية وقرارها الوطني المستقل

وفي التفاصيل، قالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين وجهتهما إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن: إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت في الساعة 10ر1 من فجر يوم الاثنين الـ21 من كانون الثاني 2019 على الاعتداء مجدداً على أراضي الجمهورية العربية السورية في انتهاك فاضح لقرار مجلس الأمن رقم 350 لعام 1974 المتعلق باتفاقية فصل القوات بين الجانبين وذلك عبر إطلاقها موجات متتالية من الصواريخ الموجهة من فوق الأراضي اللبنانية والأراضي الفلسطينية المحتلة وبحيرة طبريا في الجولان السوري المحتل.

وأضافت: إن إمعان سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة إرهاب الدولة قد ازدادت وتيرته بعد فشل اعتداءاتها وتآمرها منذ بدء الأزمة في سورية في منع الجيش العربي السوري وحلفائه من هزيمة تنظيمي داعش والنصرة وباقي المجموعات الإرهابية شريكة سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الإرهاب كما لم تفلح كل الاعتداءات الإسرائيلية في ترهيب الشعب السوري بل زادته إصراراً على التمسك بحتمية انتصاره على الإرهاب واستعادة الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967.

وبينت وزارة الخارجية والمغتربين أن هذا العدوان الإسرائيلي الغادر الجديد يأتي في إطار المحاولات الإسرائيلية المستمرة لإطالة أمد الأزمة في سورية والحرب الإرهابية التي تتعرض لها ولرفع معنويات ما تبقى من جيوب إرهابية عميلة لها فضلاً عن كونه محاولة من الحكومة الإسرائيلية للهروب من مشاكلها الداخلية المتفاقمة ولأسباب يعرفها المجتمع الدولي بصورة دقيقة، وقالت: ومما يجب أن يلفت اهتمام مجلس الأمن والدول الأعضاء في الأمم المتحدة أنه في الوقت الذي كانت تخفي فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي طيلة السنوات السابقة قيامها بهذه الاعتداءات التي تشنها على سورية لدعم الإرهابيين فقد قام كبار المسؤولين الإسرائيليين خلال الفترة الأخيرة بإعلان اعترافهم رسمياً بشن هذه الاعتداءات وتبنيهم لها وتأكيدهم أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ستواصل هذه الأعمال وأنها مستعدة لتأجيج المواجهة.

وأضافت وزارة الخارجية والمغتربين: إن الجمهورية العربية السورية تؤكد أن استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في نهجها العدواني الخطير ما كان ليتم لولا الدعم اللامحدود والمستمر الذي تقدمه لها الإدارة الأمريكية التي أعلنت دعمها لهذه الاعتداءات ولولا الحصانة التي توفرها لها هي ودول معروفة في مجلس الأمن من المساءلة ولولا صمت القبور الذي يفرضه هؤلاء على مجلس الأمن لمنعه من ممارسة دوره في مواجهة هذه الاعتداءات الإجرامية. واختتمت الوزارة رسالتيها بالقول: إن الجمهورية العربية السورية تطالب مجدداً مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في إطار ميثاق الأمم المتحدة وأهمها حفظ السلم والأمن الدوليين واتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار هذه الاعتداءات الإسرائيلية وأن يفرض على سلطات الاحتلال الإسرائيلي احترام قراراته المتعلقة باتفاقية فصل القوات ومساءلتها عن إرهابها وجرائمها التي ترتكبها بحق الشعبين السوري والفلسطيني وعن دعمها المستمر للتنظيمات الإرهابية وكل ذلك يشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن242 و338 و350 و497 وكل القرارات والصكوك الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.

الصين: ضرورة احترام السيادة السورية

وفي ردود الفعل العربية والدولية قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي أمس تعليقاً على العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية: لقد أكدت الصين دائماً ضرورة احترام وحماية والدفاع عن سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، لافتة إلى أن التسوية السياسية للأزمة في سورية بلغت حالياً مرحلة مهمة وحاسمة، واعتبرت أنه على الأطراف المعنية الامتناع عن أي خطوات قد تؤدي إلى تصعيد التوتر والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وتشجيع التسوية السياسية للأزمة في سورية.

روسيا: يعكس الروح الإجرامية لدى “إسرائيل”

وفي موسكو قال رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية غينادي زوغانوف: إن سورية تمكنت من قصم العمود الفقري للإرهاب الدولي وبدأت تستعيد عافيتها وتعيد بناء مؤسساتها العسكرية والاقتصادية وهذا الأمر يبدو أنه لا يرضي الأمريكيين و”إسرائيل” لذلك تتواصل الاستفزازات ضد سورية مرة تلو أخرى.

بدوره اعتبر نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي ألكسندر شيرين أن هذا العدوان يعكس الهمجية والروح الإجرامية لدى “إسرائيل” كما أنه يجري ضد دولة ذات سيادة، موضحاً أن روسيا الاتحادية بوجودها على الأراضي السورية بدعوة رسمية من الحكومة الشرعية للدولة السورية تعتبر نفسها مستهدفة أيضاً بهذه الاستفزازات الإسرائيلية.

بدوره أدان عضو مجلس الدوما الروسي فاسيلي شيشكويدوف العدوان الإسرائيلي وقال: إن هذه الأعمال الإسرائيلية ضد سورية هي عدوان صارخ ولكن السوريين يردون بقوة عليها ويفشلون النوايا الإسرائيلية.

من جهته أشار المحلل السياسي والنائب السابق في مجلس الدوما الروسي فلاديمير رودين إلى أن روسيا الاتحادية تشجب كل الأعمال العدوانية والاستفزازية التي ترتكبها “إسرائيل” ضد سورية، لافتاً إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يحاولون خداع الرأي العام بتقديم تبريرات غير صحيحة لكل عمل استفزازي يقومون به.

وأوضح السفير الروسي السابق اوليغ بيريسيبكين أن “إسرائيل” مستمرة في اختلاق الذرائع المختلفة لتبرير عدوانها وهذا ما لا يمكن القبول به لأن هناك عملاً دؤوباً يجري في الوقت الحاضر على مختلف المنصات لإيجاد حل للأزمة في سورية، مؤكداً أن روسيا شعباً وقيادة تقف إلى جانب الشعب السوري دائماً ولن تقبل بكل ما يعيق أو يعرقل حل الأزمة في سورية بما في ذلك الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة.

وفي وقت سابق أكد النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أندريه كراسوف أن الاعتداءات الإسرائيلية على سورية انتهاك فظ للقانون الدولي وعدوان على دولة ذات سيادة، وأعرب عن استيائه من الصمت الذي تبديه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه هذه الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية.

قوى عراقية: تأتي بعد فشل المشروع الصهيوأميركي

وأدانت اللجنة الشعبية العراقية لنصرة سورية والمقاومة وكتلة صادقون النيابية العدوان الإسرائيلي على سورية. وأكد عبد الرضا الحميد رئيس اللجنة الشعبية العراقية لنصرة سورية والمقاومة ثقته بالقدرة العالية لوسائط الدفاع الجوي السورية التي أفشلت العدوان الإسرائيلي ومنعته من تحقيق أي من أهدافه، وأوضح أن اعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي على سورية تأتي بعد فشل أذنابه من الإرهابيين في النيل من وحدتها وقرارها الوطني المستقل وهو ما أصابه بهستيريا الخيبة والفشل التي دفعته إلى التدخل بشكل مباشر لافتاً إلى أن الشعب العراقي وقواه المقاومة يقفون مع سورية في خندق واحد لمواجهة العدوانية الصهيونية.

من جانبه قال حسن سالم رئيس كتلة صادقون النيابية العراقية إن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية تأتي بعد فشل المشروع الأميركي الصهيوني المتمثل بداعش والعصابات الإرهابية الأخرى وأيضا لخشية الكيان الصهيوني من قوة وبسالة الجيش السوري.

نواب وأحزاب لبنانية: هدفها النيل من انتصارات الجيش السوري

وأدان نواب وأحزاب وقوى وجمعيات لبنانية العدوان الإسرائيلي. وشددت رابطة الشغيلة في بيان على أن هذه الاعتداءات محاولة يائسة للنيل من وهج الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في محور المقاومة في مواجهة الحرب الإرهابية الكونية الاستعمارية. ونوهت الرابطة بجاهزية واستعداد أبطال الدفاعات الجوية السورية للتصدي لأي عدوان مشيرة إلى أن قدرة الردع لدى الجيش السوري تزداد يوماً بعد يوم ما أدخل قادة العدو في حالة من التخبط والاضطراب والعجز المستمر عن تحقيق أهدافهم.

واعتبر عضو كتلة التحرير والتنمية النيابية اللبنانية النائب علي عسيران أن الاعتداءات الاسرائيلية تمثل خرقاً للقرارات الدولية، موضحاً أنه يتوجب على الأمم المتحدة وضع حد لهذه الاعتداءات السافرة على حرمة وأجواء وسيادة لبنان وسورية وإصدار قرار من مجلس الأمن يدينها.

بدوره أكد رئيس حزب الوفاق الوطني اللبناني بلال تقي الدين أن تغاضي المجتمع الدولي عن هذه الاعتداءات واتخاذ الأجواء اللبنانية ممراً للاعتداء على سورية هو عمل مرفوض ومدان بكل الأشكال.

من جهته قال الشيخ أحمد القطان رئيس جمعية قولنا والعمل: إن الاعتداءات الصهيونية على سورية تدل على ثبات مواقفها في مواجهة الأطماع والمشاريع التي تستهدف المنطقة، مؤكداً وجوب التمسك بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة من أجل مواجهة أي عدوان يهدد أمن وأمان واستقرار سورية ولبنان.

حزب مصر القومي يدين الاعتداء

بدوره أدان حزب مصر القومي العدوان الإسرائيلي وقال المستشار روفائيل بولس رئيس الحزب: إن حزب مصر القومي يرفض ويدين أي اعتداءات على سورية ويؤكد وقوفه وتضامنه مع الدولة السورية في مواجهة كل ما تتعرض له من اعتداءات وإرهاب دولي، ونوه بولس بالانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية الممولة خارجياً وقال: إن الشعب المصري يقف إلى جانب الشعب السوري الشقيق ولا يقبل أي مساس بسيادة سورية وسلامة أراضيها كما يرفض التدخلات الخارجية في شؤونها.

اللجنة الدولية لحقوق الإنسان: يضع المنطقة في دائرة الخطر

إلى ذلك أدانت اللجنة الدولية لحقوق الإنسان الاعتداءات الإسرائيلية مؤكدة أنها تشكل خرقاً فاضحاً للمواثيق الدولية ولنص القرار 2131 لعام 1965. وشددت اللجنة في بيان أصدره مكتب مفوضها في الشرق الأوسط السفير الدكتور هيثم أبو سعيد على أن تكرار العدوان بهذا الشكل يضع المنطقة في دائرة الخطر وهو ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. وطالب أبو سعيد في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس بالتدخل شخصياً وتوجيه رسالة صارمة لـ “إسرائيل” تثنيها عن اعتداءاتها المتواصلة على الأراضي السورية.