منتخبنا في البطولة الآسيوية نسخة مكررة دون جديد
لم يكن خروج المنتخب الوطني من الدور الأول لكأس آسيا أمراً مستبعداً، خاصة لكل من تابع مباراتنا الافتتاحية مع فلسطين، حيث عجز رغم السيطرة المطلقة على مجريات المباراة عن طرق المرمى، وهو يمتلك لاعبين على مستوى عال في الأندية التي يلعبون لها خارج الوطن، وهنا لا يجوز أن نحمّل اللاعبين الفشل أو العجز، بل لابد من القول إن المدرب ليست لديه الحلول الممكنة ففشل عندما جاء دوره.
على كل الأحوال ليست المرة الأولى التي نخرج فيها بمثل ما خرجنا، لكن المختلف أننا بنينا آمالنا على ما قدمه المنتخب في التصفيات المؤهلة لكأس العالم من مستوى أكثر من رائع، ما دفع الكثيرين لترشيحه للمضي بعيداً في البطولة الآسيوية، خاصة أننا أتينا بمدرب على “مستوى عال” سيحقق الإضافات، ولكن عند الاستحقاق صدمنا بالعكس تماماً.
المشكلة الأساسية ستبقى غياب الاستراتيجيات الواضحة في مجال إعداد المنتخبات من الأشبال وحتى الرجال، وعدم وضع الأمور في نصابها، فالمنتخب جل لاعبيه يلعبون في أندية خارج الوطن، ومن الطبيعي أن يختلف أداء اللاعب في ناديه عن المنتخب، والخوف من الإصابة التي قد تجبر النادي على الاستغناء عنه كان واضحاً في الأداء، بينما في المنتخب مهما قدم يبقى مكانه محفوظاً بناء على اسمه.
اللقب القاري الوحيد الذي حققناه كان على مستوى الشباب، فأين تلك المنتخبات الشابة والناشئة التي بصمت في المحفل الآسيوي؟ ومن الطبيعي أن من يمتلك منتخبات على مستوى الشباب والناشئين يمتلك منتخباً وطنياً قوياً، فكم لاعباً من الشباب الموهوبين كان مع المنتخب حين قصم ظهر دفاعاتنا لاعب أردني شاب يلعب في الدوري القبرصي!.
لم يعد البكاء مفيداً، والمهم الاستفادة من دروس الإخفاق لتحقيق نهضة كروية تنفض السنوات العجاف التي مررنا بها، نهضة تبدأ من الأندية واكتشاف المواهب، والاهتمام بها أينما كانت، وإدخال العقلية الاحترافية لكل من يعمل في هذا المجال، واختيار المدرب بعيداً عن جنسيته، مع إعطائه الصلاحيات، ومراقبته، وتقييمه بشكل دوري ومنظم كي يبقى الجمهور على إطلاع على كل المجريات، بحيث يبني آمالاً واقعية على أرضية صلبة، فليس هناك مستحيل إذا كنا نعمل بعقلية تضع الأمور في نصابها، والكبير كبير بعمله وفعله، وهما اللذان يجلبان له السمعة، فالمنتخب الفيتنامي أقصى الأردن الذي لم نستطع مجاراته، في حين كان الكثيرون يعتقدون أن مشاركته فقط لاكتس