موسكو: واشنطن تفبرك الاتهامات للانسحاب من معاهدة الصواريخ
تلزم الإدارة الأمريكية نفسها منذ بضعة أشهر البحث عن الأسباب التي يمكن أن تتخذها ذريعة للتخلّص من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى التي وقّعتها مع الرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف في الـ8 من كانون الأول عام 1987، بينما يعمل الجانب الروسي على سد هذه الذرائع ومنع واشنطن من استخدامها في سبيل الوصول إلى ذلك، ولكن الإصرار الأمريكي على فبركة الاتهامات في هذا الإطار دفع موسكو إلى الإعلان أن قرار واشنطن قد اتخذ سلفاً.
فقد أعلنت روسيا أن الولايات المتحدة الأميركية أخبرتها أن قرار الانسحاب من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى هو قرار نهائي، ولا يعدّ دعوة إلى الحوار، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن “الجانب الأميركي اتخذ خطوة هدّامة جديدة على أعلى المستويات”، مشيراً إلى أن “أميركا قرّرت الخروج من معاهدة الأسلحة النووية بغض النظر عن وجهة النظر الروسية”.
وقال ريابكوف في إحاطة إعلامية حول الصاروخ /9 ام 729/ الذي تذرّعت به واشنطن لإعلان عدم التزام موسكو بالمعاهدة: “لقد أكدوا لنا هذه المعلومات فوراً عبر القنوات الثنائية، وقد شرحوا بوضوح أن الخطوة المعلنة لا تعتبر دعوة للحوار، بل هي قرار متخذ على أساس مجمل الظروف، وهو قرار نهائي”، وأوضح أنه يجب الحفاظ على معاهدة التخلص من الصواريخ، مؤكداً أن “موسكو مستعدة لحوار شامل والخيار بيد واشنطن”.
وأعلن ريابكوف أن الجانب الروسي مستعد لأكبر قدر من الشفافية فيما يتعلق بهذا الصاروخ، مشدّداً على ضرورة تبني واشنطن خطوات مشابهة على صعيد منظومتها الصاروخية “آغيس”، مؤكداً رفض روسيا الاعتراف بقرار واشنطن الأحادي الانسحاب من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وأنها تعتبره قراراً “لاغياً وباطلاً من منظور القانون الدولي”.
وزارة الدفاع الروسية قالت من جهتها: إن “روسيا ملتزمة بمعاهدة الأسلحة النووية، ولا تسمح بأي انتهاكات”، ولفتت إلى أن “أميركا لا تقدّم أي دليل موضوعي على انتهاك روسيا لمعاهدة الأسلحة النووية”.
من جهته، أكد الجيش الروسي أن “النظام الصاروخي الروسي الذي تطالب الولايات المتحدة بتدميره مهدّدة بالانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية القصيرة المدى والمتوسطة يحترم هذه المعاهدة ويطابق شروطها”.
وأعلن قائد القوات الصاروخية والمدفعية في القوات المسلحة الروسية ميخائيل ماتفييفسكي في إحاطة للملحقين العسكريين الأجانب، أنه وفي إطار الشفافية الطوعية نقدّم معلومات عن الصاروخ المجنح /9 ام 729/ الذي حسب الرواية الأمريكية يرتبط بانتهاك معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، مشيراً إلى أن الصاروخ يعتبر نسخة محدثة من الصاروخ /9 ام 728/ ويعدّ جزءاً من منظومة /اسكندر إم/.
وأوضح ماتفييفسكي أن مدى الصاروخ /9 ام 729/ الأقصى تقلّص بـ 10 كيلومترات ليصل إلى 480 كيلومتراً، ما يجعله مطابقاً لمتطلبات معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
وكانت قد صدرت تحذيرات روسية مطلع كانون الأول 2018 من نيّة واشنطن الانسحاب من معاهدة الصواريخ، وقالت موسكو: إنها ستردّ في حال انسحاب واشنطن من المعاهدة.