ترامب يدعم محاولة انقلابية في فنزويلا مادورو يقطع العلاقات الدبلوماسية مع أمريكا
خرجت تظاهرات حاشدة في العاصمة الفنزويلية كراكاس وعدد من المدن الفنزويلية دعماً للرئيس نيكولاس مادورو. المتظاهرون أكدوا وقوفهم إلى جانب القرارات التي يتخذها الرئيس مادورو في مواجهة التدخلات الأميركية في شؤون بلادهم الداخلية، فيما بدأت الإدارة السياسية في فنزويلا بمراجعة كاملة للعلاقات مع الولايات المتحدة، بطلب من مادورو، بهدف اتخاذ الإجراءات السياسية المناسبة، عقب إعلان واشنطن صراحة دعمها تأليف حكومة انتقالية في فنزويلا، ودعم زعيم المعارضة خوان غوايدو.
وسبق أن كشف الرئيس مادورو في العاشر من الشهر الماضي عن خطط للولايات المتحدة لإحداث انقلاب في بلاده.
وقال مادورو في حديث لقناة تيليسور الفنزويلية: “أوعزت لوزير الخارجية البدء بمراجعة كاملة للعلاقات مع الولايات المتحدة واتخاذ الإجراءات السياسية اللازمة”، مشيراً إلى أن “نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس انتهك جميع قواعد اللعبة بدعمه للانقلاب الذي تعرّضنا له في فنزويلا، والذي سننتصر عليه”.
وكان مادورو فاز بولاية جديدة مدتها ست سنوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الـ 20 من أيار 2018.
وأعلن الجيش الفنزويلي الاثنين عن اعتقال أربعة عسكريين من الحرس الوطني البوليفاري دعوا إلى التمرّد.
وتواصل الولايات المتحدة تدخلها غير القانوني في شؤون الكثير من الدول في أمريكا اللاتينية، التي لا تخضع لهيمنة واشنطن، ومن بينها فنزويلا، وذلك في إطار سياستها لفرض الهيمنة والسيطرة على مقدرات هذه الدول، واستهداف النهج التحرري فيها، وإعادتها حديقة خلفية لواشنطن.
من جهتها، أعلنت الخارجية المكسيكية أنها لا تعتزم تغيير سياساتها تجاه فنزويلا في الوقت الحالي، ولا تزال تعترف بنيكولاس مادورو رئيساً لفنزويلا.
هذا واعترفت ما تسمى “منظمة الدول الأميركية” برئيس برلمان فنزويلا رئيساً بالوكالة، كما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافه برئيس الجمعية الوطنية في فنزويلا رئيساً انتقالياً للبلاد، داعياً حكومات الدول اللاتينية إلى الاعتراف بـ”خوان غويدو” رئيساً مؤقتاً.
كذلك أكد ترامب استمراه في ممارسة أقصى الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية المتاحة ضد فنزويلا.
إلى ذلك بدأت الإدارة السياسية في فنزويلا بمراجعة كاملة للعلاقات مع الولايات المتحدة بطلب من مادورو بهدف اتِّخاذ الإجراءات السياسية المناسبة عقب إعلان واشنطن صراحة دعمها تأليف حكومة انتقالية في فنزويلا ودعم زعيم المعارضة خوان غوايدو، وقال الرئيس مادورو: لا نريد العودة إلى عهد التدخلات الأميركية، معلناً قطع بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، كما أمهل مادورو الدبلوماسيين الأميركيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.
كذلك قال مادورو أمام مؤيديه: نحن الأغلبية ونحن شعب هوغو تشافيز، مضيفاً: سنبقى في قصر الرئاسة مع أصوات الشعب الذي هو الوحيد من ينتخب رئيساً دستورياً لفنزويلا، متهماً وسائل الإعلام الدولية بتجاهل تظاهرات مؤيديه وبالتلاعب بالوقائع في بلاده.
وفي بداية الشهر الحالي، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن السياسة الأمريكية الهادفة إلى تشكيل “هيئات حكومية بديلة” في فنزويلا انتهاك واضح لسيادة هذا البلد، وقالت في بيان: “الخط الأمريكي الوقح الهادف إلى تشكيل هيئات حكومية بديلة مناهضة للدستور في فنزويلا ومحاولات وصف مختلف هيئات السلطة الفنزويلية بالشرعية أو بغير الشرعية وتجاهل الواقعية وتشديد العقوبات التي تؤدي إلى تدهور الوضع الاجتماعي الاقتصادي، وتلحق ضرراً بسكان فنزويلا العاديين يمثّل انتهاكاً واضحاً لسيادة فنزويلا”، وأضافت: “نريد أن نذكّر أننا اقترحنا بعد وقوع انقلاب دولة في أوكرانيا إعطاء طابع شامل لمبدأ عدم جواز تغيير السلطة بطرق غير دستورية، لكن عدداً من بلدان العالم للأسف رفضت هذا الاقتراح آنذاك.. ونرى في ذلك إظهاراً للموقف المسيس من هذا المبدأ”، وأعربت عن اعتقادها بأن مواصلة هذا الطريق في فنزويلا لا آفاق له وغير مقبول، داعية إلى المساعدة في البحث عن الوفاق الداخلي بفنزويلا، وإدارة الدولة على أساس التوحيد، شرط أن تراعي كل القوى السياسية في البلاد الدستور والقوانين الموجودة.