افتتاح مركز ثقافي في سجن طرطوس المركزي
رهان على بناء الإنسان بنشر العلم والمعرفة والثقافة في كل الأماكن بالمجتمع حتى في السجون، تلك الرسالة النبيلة كانت هدفا لافتتاح مركز ثقافي للمحكومين في سجن طرطوس المركزي، والتي انطلقت أمس الخميس بحضور مدير المراكز الثقافية في وزارة الثقافة بسام ديوب ومحافظ طرطوس صفوان أبو سعدى وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي د. محمد حسين والنائب العام وقائد الشرطة وفعاليات ثقافية ورسمية.
يأتي افتتاح المركز تنفيذا للاتفاقية الموقعة بين وزارتي الداخلية والثقافة، واستكمالا لخطوات تمت في وقت سابق بافتتاح مركزين ثقافيين في دمشق وحمص، حيث تعد هذه الخطوة بحسب القائمين عليها من الخطوات الرائدة في الشرق الأوسط وتتفرد بها سورية، تضمن الافتتاح فقرات فنية، ومعرض للحرف اليدوية من صنع نزلاء السجن، كما تم وضع خطط ثقافية للنزلاء بحيث يتاح لهم الاستفادة من الثقافة بأنواعها وأشكالها وما لذلك من بالغ الأثر في عودتهم للمجتمع متخلصين من رواسب السجن والجريمة، بحيث يكونوا أشخاصا مندمجين وفاعلين في المجتمع.
وعن آلية عمل المركز الثقافي في السجن يقول بسام ديوب أنه سيتم تنفيذ خطة تحاكي عقول النزلاء من خلال محاضرات توعوية وإرشادية وترفيهية، وسيتم عرض أفلام سينمائية من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ومسرحيات منتجة من مديرية المسارح والموسيقى، شأنه شأن أي مركز ثقافي في المدينة، وسيكون مثل معهد للثقافة الشعبية يتيح إقامة كافة النشاطات المتعلقة، مثل دورات في الخط العربي واللغات والموسيقى والحلاقة والمهن التراثية، وسيمنح خريجو هذه الدورات شهادات مصدقة من وزارة الثقافة تساعدهم بالعمل في السوق المحلية والمهنية عند خروجهم، أما المكتبات في السجن فتم رفدها بألفي كتاب كإهداء من الوزارة لمكتبة السجن. وربما تكون هذه الخطوة في حال حظيت بالاستمرارية رهانا ناجحا في خطوات إعادة تأهيل المساجين ودمجهم بالمجتمع، خاصة أن الفترة المقبلة بعد الحرب بحاجة إلى بناء إنسان واع يكون مفيدا لوطنه ومجتمعه.
محمد محمود