عودة دفعة جديدة من المهجرين من لبنان الجيش يدك مواقع “النصرة” في مورك واللطامنة
ردّت وحدات الجيش العربي السوري العاملة في ريف حماة الشمالي على خروقات الإرهابيين لاتفاق منطقة خفض التصعيد، ودكّت مواقعهم في أطراف بلدتي مورك واللطامنة، موقعة خسائر كبيرة في صفوفهم، فيما عاد عبر معبري الدبوسية وجديدة يابوس مئات المهجرين السوريين إلى قراهم وبلداتهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، وذلك في إطار الجهود المشتركة التي تبذلها الحكومة السورية بالتعاون مع الجانب اللبناني لإعادة جميع المهجرين إلى أرض الوطن.
وفيما وقعت أضرار مادية جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها إرهابيون بسيارة في حي العدوي بمدينة دمشق، عثرت الجهات المختصة على مقبرة جماعية تضم رفات عدد من الشهداء، بينهم أطفال، في منطقة العامرية بمحيط مدينة تدمر، أقدم تنظيم “داعش” الإرهابي على إعدامهم قبل دحره من المنطقة بفضل بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري، في وقت عثرت وحدة من الجيش، وخلال استكمال أعمالها لتأمين عودة المهجرين بشكل آمن إلى منازلهم في مدينة داريا، على نفق بطول 600 متر وعمق30 متراً، كانت المجموعات الإرهابية تستخدمه في التنقل وتخزين الأسلحة قبل دحرها من المنطقة.
فقد نفّذت وحدة من الجيش ضربات مركّزة بالأسلحة الرشاشة والمدفعية على تحصينات ومواقع إرهابيي “جبهة النصرة” في الأطراف الغربية لبلدة الجنابرة بريف محردة الشمالي وإرهابيي “كتائب العزة” في الأطراف الشرقية لبلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، وأسفرت العمليات عن مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أسلحة ومواقع لهم.
وفي الريف الشمالي ردّت وحدات من الجيش، المتمركّزة في تل بزام، على خروقات إرهابيي “جبهة النصرة”، ودكّت مواقعهم في الأطراف الشرقية لبلدة مورك، موقعة قتلى ومصابين في صفوفهم، وذلك بالتوازي مع تنفيذ وحدات الجيش المتمركزة في أطراف مدينة محردة ضربات مركّزة على مواقع إرهابيي “كتائب العزة” في قرية حصرايا شمال المدينة.
ووجّهت وحدات الجيش العاملة في ريف حماة الشمالي الأربعاء ضربات مركّزة بالأسلحة المناسبة على خروقات المجموعات الإرهابية في بلدات معركبة ومورك، حاولت التسلل باتجاه النقاط العسكرية في المنطقة، وأفشلت محاولتهم، وكبّدتهم خسائر بالأفراد والعتاد، ودمّرت أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
بالتوازي، أفاد أحد ضباط الجيش بالعثور داخل منزل قديم في مدينة داريا على نفق طابقي الأول بطول 150 والثاني يصل طوله إلى نحو 600 متر باتجاه منطقة نهر عيشة والأوتوستراد الدولي وبعمق نحو30 متراً تحت الأرض كانت المجموعات الإرهابية تستخدمه في التنقل وتخزين الأسلحة قبل دحرها من المنطقة، وأشار إلى أن النفق مجهز بمعدات وآلات رفع ثقيلة وأدوات اتصال ومكبرات صوت للتواصل، لافتاً إلى العثور على 14 لغماً و20 عبوة ناسفة مختلفة الأوزان داخل النفق من مخلفات الإرهابيين، حيث تم التعامل معها من قبل عناصر الهندسة وتفكيكها جميعاً.
وبيّن الضابط أن طريقة حفر النفق تدل على وجود خبراء أجانب في المنطقة كانوا يساعدون الإرهابيين في التخطيط وتحديد مسار حفر الأنفاق وفي أعمالهم الإجرامية وتخريب ممتلكات المواطنين.
ومنذ إعلان مدينة داريا في نهاية شهر آب عام 2016 خالية من الإرهاب والإرهابيين بدأت وحدات الجيش تطهير المدينة والمزارع المحيطة بها من مخلفات الإرهابيين وصولاً إلى تأمين البنى الأساسية التي تسمح للأهالي بممارسة حياتهم اليومية الطبيعية.
يأتي ذلك فيما أكد مدير منطقة تدمر العميد حيدر حيدر “أنه خلال تأمين المناطق التي طهرها الجيش من إرهابيي تنظيم داعش عثرت الجهات المختصة على رفات عدد من الشهداء الأطفال والمدنيين والعسكريين في حرم مساكن الجاهزية بمنطقة العامرية على أطراف مدينة تدمر أعدمهم إرهابيو تنظيم داعش قبل عدة أعوام”، وبيّن “أن رفات الجثامين نقلت إلى المشافي المختصة من أجل اتخاذ إجراءات الطب الشرعي للتعرف على أسماء الشهداء وتسليم الجثامين لذويهم أصولاً”.
واستعاد الجيش العربي السوري في مطلع آذار من العام 2017 السيطرة على مدينة تدمر بعد تكبيد تنظيم داعش الإرهابي خسائر كبيرة بالعديد والعتاد.
وعمد تنظيم داعش الإرهابي إلى ارتكاب المجازر بحق أهالي القرى والبلدات الآمنة التي هاجمها لدب الذعر في نفوس المدنيين، وإجبارهم على الرضوخ لبطشه، والسكوت عن سرقته أموالهم وممتلكاتهم، وإرغام الشباب منهم على الانضمام إلى صفوفه لتعويض الخسائر الكبيرة التي تكبدها خلال عمليات الجيش ضد مجاميعه الإرهابية.
في الأثناء، دخلت حافلات وشاحنات سورية من معبري الدبوسية وجديدة يابوس الحدودية قادمة من الأراضي اللبنانية وعلى متنها مئات المواطنين السوريين، الذين هجّرتهم التنظيمات الإرهابية من منازلهم في أوقات سابقة من أرياف حمص ودمشق وحماة، وقامت كوادر وفرق طبية تابعة لوزارة الصحة ومديرياتها في المحافظات بتقديم الخدمات الصحية اللازمة للمهجرين العائدين، ولا سيما لقاحات شلل الأطفال واللقاحات المتوجبة وفق أعمار الأطفال.
وعبّر عدد من المهجرين العائدين عن فرحتهم بالوصول إلى وطنهم سورية، موجهين الشكر للجهات المعنية في لبنان وسورية التي سهرت على أمنهم وسلامتهم، وسهلت عودتهم مصطحبين معهم جميع أمتعتهم وأغراضهم من مستلزمات إقامة وأدوات كهربائية مختلفة كانوا اشتروها من لبنان سابقاً.
وأكد عدد من الشباب، ممن هم في سن التكليف بخدمة العلم، أنهم عادوا إلى الوطن بعد سنوات غربة وتهجير قاسية جداً، وهم اليوم في مرحلة عمرية تؤهلهم للانخراط في صفوف الجيش العربي السوري، الذي “يعود له الفضل الأول في عودتنا اليوم إلى قرانا ومناطقنا”، داعين جميع الشباب للعودة سريعاً إلى الوطن للدفاع عنه وكسب شرف الانتساب إلى الجيش للمساهمة في استكمال عمليات تطهيره من رجس الإرهاب.
وعاد على امتداد الأشهر الماضية عشرات الدفعات من المهجرين السوريين القادمين من لبنان عبر معابر الدبوسية بريف حمص والزمراني وجديدة يابوس بريف دمشق، وتم نقلهم إلى منازلهم في القرى والبلدات التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
وفي سياق ثانٍ، انفجرت عبوة ناسفة زرعها إرهابيون بسيارة خاصة مركونة بجانب أحد الأرصفة بحي العدوي، ما أدى إلى تدمير السيارة ووقوع أضرار مادية متوسطة في نوافذ عدد من منازل الأبنية المجاورة وعدد من السيارات المركونة في المكان من دون وقوع إصابات بين المواطنين، وضربت الجهات المختصة طوقاً أمنياً في مكان الانفجار لتفتيش المنطقة والحديقة المجاورة لمكان التفجير وذلك حفاظاً على حياة الأهالي والمدنيين، وخاصة أن توقيت الاعتداء الإرهابي كان قبيل وقت ذروة حركة السيارات والمارة.
واستشهد مدني وأصيب 14 آخرون بجروح، الثلاثاء، جراء تفجير إرهابي بسيارة مفخخة في ساحة الحمام بمدينة اللاذقية.