حياة الشهيد خالد الأسعد في فيلم وثائقي
“عاشق زنوبيا” فيلم وثائقي للمخرج غسان شميط من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، يتحدث فيه شميط عن همجية داعش التي أعدمت خالد الأسعد بطريقة يندى لها جبين البشرية خجلاً، وأوضح بأن السبب الرئيس لاغتيال الأسعد أنه لم يرضخ لهم ويفصح عن كنوز وأسرار مملكة تدمر التي عشقها وكرّس لها عقوداً من حياته، إذ أصبح مدير آثار تدمر عام 1963، واستطاع منذ ذاك الوقت أن يزيل الأتربة التي تراكمت على أوابد هذه المملكة العظيمة عبْر آلاف السنين ويكتشف الكثير من الأوابد التي أصبحت معروفة لنا الآن وللعالم أجمع، ويعود له الفضل باكتشاف المقابر التدمرية العظيمة ومن ثم إعادة ترميمها مع المسرح التدمري وغيرها.
ويستحضر شميط تاريخ الأسعد إذ تعلم اللغة الآرامية القديمة وعلمها للطلاب الذين درّسهم وله العديد من المؤلفات في هذا المجال، التي ترجمت إلى لغات عدة، كما ترأس العديد من البعثات للتنقيب عن المجهول فأمضى حياته كلها في خدمة تدمر ومملكة زنوبيا التي استشهد في سبيلها.
ورأى شميط أن فيلم “عاشق زنوبيا” الذي يستغرق قرابة نصف ساعة هو تكريم لعالم الآثار المعروف عالمياً، وحاول من خلال مراحل الفيلم أن يقدم لمحة موجزة عن تاريخه وإنجازاته إلى مرحلة اغتياله. ويوجد تداخل بين مراحل التعليق المصوّر واللقاءات التسجيلية من خلال شهادات لأولاده وأقربائه ومن مدير عام الآثار والمتاحف د. محمود حمود ود. علي القيم ود. قاسم طوير.
وعن أسلوبية الفيلم الوثائقي بيّن شميط بأن نجاح الأفلام الوثائقية يرتبط بالمادة الوثائقية وبأسلوبية تقديمها إلى المشاهد بطريقة سلسة ومنطقية تلامس وجدانه وتفكيره وتوصل إليه الأفكار، لاسيما أن الفيلم الوثائقي مكثف إلى درجة كبيرة فخلال فترة زمنية قليلة يستطيع المشاهد أن يحصل على كم هائل من المعلومات.
ملده شويكاني