ماي تحاول إيجاد حلول لإنهاء الجمود في اتفاق بريكست
مع تفاقم الخلافات داخل حكومتها، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها ستسعى إلى إيجاد حل عملي لحالة الجمود في مجلس العموم بشأن شروط خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي، وقالت: إنها ستعود إلى بروكسل حاملة تفويضاً وأفكاراً جديدة، لافتة إلى أنها تحاول حل المشكلة الرئيسية التي أثارت معارضة نواب حزبها، وهي ترتيبات ما بعد الخروج بشأن الحدود بين بريطانيا وايرلندا، مضيفة: إن النواب سيكونون سعداء بالترتيب الحالي الخاص بايرلندا إذا كان هناك حد زمني أو آلية خروج من جانب واحد.
ومنيت خطط ماي للخروج من التكتل الأوروبي بهزيمة برلمانية قاسية الشهر الماضي بعد رفض مجلس العموم بأغلبية ساحقة الصفقة التي أبرمتها مع بروكسل بشأن الخروج، فيما نصحها نواب في المجلس الأسبوع الماضي بالعودة إلى التفاوض من جديد مع التكتل الأوروبي على الترتيبات بخصوص ايرلندا الشمالية.
في المقابل، رفض المفاوضون عن ايرلندا والاتحاد الاوروبي أي حد زمني للترتيب الخاص بهذا الشأن الذي يتضمن مجموعة من الخطط الاحتياطية التي ستبقى الحدود بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي مفتوحة في حال الإخفاق بالتوصل إلى اتفاق تجاري طويل الأمد بينهما، ويخشى مؤيدو الخروج من أن أي ترتيب خاص بايرلندا لأجل غير مسمى سيمنح الاتحاد الأوروبي فرصة الاعتراض على ترتيبات بريطانيا التجارية مع الدول الأخرى في المستقبل، ويضعف الروابط الاقتصادية بين ايرلندا الشمالية وباقي بريطانيا.
هذا ونفى مكتب ماي في وقت سابق تقارير عن خطط لإجراء انتخابات عامة في البلاد في السادس من حزيران القادم.
إلى ذلك، حذّر وزير التجارة البريطاني ليام فوكس من أن رفض الاتحاد الأوروبي إعادة التفاوض على اتفاق خروج بريطانيا من التكتل سيكون تصرفاً غير مسؤول، وقال: من مصلحتنا جميعاً التوصل إلى هذا الاتفاق، وقول الاتحاد الأوروبي إنه يرفض حتى مناقشة هذا الخيار يبدو تصرفاً غير مسؤول للغاية، مضيفاً: إن توسيع المفاوضات من دون وجود اتفاق لن يحل أي شيء، وبريطانيا بحاجة إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى التشريع اللازم للخروج السلس من الاتحاد، لافتاً إلى أن هناك فرقاً كبيراً بين أن يكون لدينا اتفاق، ونكون بحاجة لبعض الوقت للحصول على اللوائح القانونية لتنفيذه، وبين أن يكون طلبنا تمديد المهلة لمجرد أننا لم نتوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن بريطانيا قادرة على التعامل مع مغادرة الاتحاد دون اتفاق، لكن ذلك لن يكون في مصلحتها.
في الأثناء، كشفت صحيفة “ميل اون صانداي” البريطانية عن وجود خطة لإجلاء الملكة اليزابيث الثانية وأعضاء آخرين في العائلة المالكة ببريطانيا في حال وقوع أعمال شغب نتيجة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي دون اتفاق، وقالت مصادر لم تكشف هويتها الصحيفة: إنه في حال اقتضت الضرورة سيتم إجلاء الملكة من لندن إلى مكان سري، مشيرة إلى أن خطة الإجلاء هذه موجودة منذ الحرب الباردة، لكن تعديلات عدة جرت عليها في الأسابيع الأخيرة بسبب تزايد مخاطر انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.