بعد الصافرة دروس آسيوية
صحيح أنها ليست المرة الأولى التي يودع فيها منتخبنا البطولة الآسيوية من دورها الأول، وصحيح أن الأمور حتى اللحظة لم تتكشف، ولم تتم مواجهة الشارع الرياضي بأسباب ما حصل، إلا أن الدروس التي يجب استخلاصها من البطولة كثيرة، وخاصة مع التطور الحاصل لبقية المنتخبات.
فالاستفادة من تجارب الآخرين جعلت منتخب فيتنام المتواضع، وصاحب التاريخ الضعيف، يبلغ ربع النهائي محققاً نتائج جيدة، وحضوراً مميزاً، ولولا قلة الخبرة لأقصى منتخب اليابان، طبعاً فيتنام التي كان حضورها يقتصر على منتخب سيداتها استقت من الخبرات اليابانية فعيّنت مستشاراً فنياً يابانياً وضع لها خطة لتطوير منتخباتها، لتأتي الثمار عبر المنتخب الأولمبي الذي بلغ نهائي آسيا، واستمر المنتخب ذاته مع المدرب ذاته ليكون بين كبار القارة في النسخة الأخيرة، فيما أعطى منتخب اليابان الذي بلغ النهائي درساً بالغاً في الهدوء والتواضع، حيث وصل للبطولة دون أضواء وتصريحات رنانة ليبعد لاعبيه الشبان عن الضغوط، حتى إن مدرب الفريق أكد بعد التأهل للدور الثاني أنه ليس باحثاً عن اللقب على عكس منتخبنا الذي توّجه البعض بالبطولة قبل انطلاقها، كما أن المنتخب الأردني أثبت أن اختيار المدرب يحظى بأهمية كبيرة، وليس موضوعاً ثانوياً، فمدربه البلجيكي وبراتب مقبول استطاع تحويل المنتخب صاحب الإمكانيات الضعيفة لفريق قوي تصدر مجموعته الصعبة، فيما برهن منتخب البحرين أن الروح القتالية يمكنها تعويض الضعف الفني.
عموماً الجميع تابع البطولة، وما أفرزته من نتائج مفاجئة، ونتمنى أن يكون اتحاد الكرة ومن خلال تواجد كوادره على أرض الواقع قد وقف على كيفية إدارة الأمور في المنتخبات الساعية للتطور، وكيفية الحفاظ على النجاحات، والتخطيط المستقبلي الذي يعد ركناً هاماً غير موجود في قاموس كرتنا!.
مؤيد البش