روسيا: الإرهابيون يعدّون لهجوم كيميائي وعلى تركيا الوفاء بالتزاماتها ملتقى العشائر السورية من درعا: رفض الوجود الأجنبي اللاشرعي
أوقعت وحدات من الجيش أمس قتلى ومصابين في صفوف المجموعات الإرهابية التي اعتدت بالقذائف على بعض المناطق الآمنة، وحاولت التسلل باتجاه مناطق أخرى بريف حماة الشمالي. وفيما أكد الملتقى الوطني للعشائر السورية الذي أقيم في درعا رفضه لأي وجود أجنبي غير شرعي وتمسكه بالثوابت الوطنية والسيادة السورية على كامل ترابها المقدس، تواصلت عمليات عودة المهجرين إلى قراهم، حيث عادت أمس دفعة منهم عبر ممر التايهة بمنطقة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، في وقت تمت تسوية أوضاع عدد من الفارين من الخدمة العسكرية في الحسكة.
وسط هذه الأجواء، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الإرهابيين في إدلب يحضّرون لهجوم كيميائي كبير، داعية النظام التركي إلى الوفاء بالتزاماته بموجب اتفاق سوتشي حول تخليص المحافظة من الإرهاب.
وفي التفاصيل، دمّرت وحدات من الجيش بعمليات مركّزة أوكاراً وتحصينات للمجموعات الإرهابية على محور بلدة اللطامنة رداً على اعتداءاتها بالقذائف على مدينة محردة بريف حماة الشمالي، ووقعت أضرار مادية بالممتلكات جراء سقوط قذيفتين صاروخيتين أطلقتهما المجموعات الإرهابية في وقت سابق سابق على الأحياء السكنية في مدينة محردة. وفي الريف الشمالي أيضاً ردت وحدات الجيش على اعتداءات الإرهابيين وخرقهم لاتفاق منطقة خفض التصعيد بعمليات مكثفة على أوكارهم في محيط كفرزيتا والصياد وحصرايا موقعة بينهم قتلى ومصابين.
وفي درعا ذكرت مراسلتنا “دعاء الرفاعي” بأن الملتقى الوطني للعشائر السورية الذي أقيم في قرية الغارية الشرقية بريف المحافظة أكد رفضه لأي وجود أجنبي غير شرعي في سورية وتمسكه بالثوابت الوطنية والسيادة السورية على كامل ترابها المقدس.
وثمّن المشاركون في الملتقى في بيانهم الختامي التضحيات الجسام التي قدمها الجيش العربي السوري في سبيل الوطن، لافتين إلى أن انتصارات جيشنا الباسل ستتوج بالنصر النهائي على قوى الإرهاب وداعميه في الخارج والداخل، وجددوا دعمهم للجيش لاستكمال معركة الدفاع عن الوجود والكرامة وتحرير الجولان المحتل، مؤكدين الخيار الوطني لأبناء المحافظة في الحوار وتغليب لغة العقل، داعين كل القوى إلى العمل لما فيه المصلحة العليا للسوريين، وإعادة إعمار المؤسسات الحكومية المتضررة وتفعيلها، وإلى ضرورة حصر السلاح بيد الجيش العربي السوري.
وعبّر الشيخ عبد العزيز الرفاعي أحد وجهاء عشائر حوران عن فخره واعتزازه بالانتصارات الكبيرة التي يحققها أبطال الجيش العربي السوري على مساحة الوطن في حربهم ضد الإرهاب وداعميه، مبيناً أن أبناء المحافظة كانوا ومازالوا متمسكين بوحدة تراب سورية وخياراتها الوطنية، مشيراً إلى أن سورية قيادة وشعباً وجيشاً جسد واحد لن يستطيع أحد اختراقه أو النيل منه، مشيداً بالانتصارات التي يحققها جيشنا الباسل على كامل الجغرافيا السورية.
الشيخ بسام مسالمة، رجل دين من محافظة درعا، ذكر أن السوريين شعب واحد لا يقبل أي تقسيم، ويدعم بطولات وتضحيات الجيش الباسل، وأن تضحيات الشهداء الذين رسموا لنا دروب النصر لن تنسى.
من جهته إسماعيل الوادي المنسق العام للمصالحة الوطنية في المنطقة الجنوبية بيّن أن العشائر في حوران كانت منذ بداية الأزمة داعمة لبطولات الجيش العربي السوري، داعياً أبناء القبائل والعشائر إلى الالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري لإتمام الانتصار على الإرهاب وتطهير الأرض السورية منه.
وفي إطار الجهود الحكومية المتواصلة لإعادة المهجرين بفعل الإرهاب إلى مناطقهم وبعد تأمين الجهات المعنية والمختصة الظروف المناسبة عادت أمس دفعة جديدة من المهجرين عبر ممر التايهة بمنطقة منبج إلى منازلهم وأراضيهم بعد توفير أغلب الخدمات الأساسية لمعاودة ممارسة حياتهم الطبيعية بعد سنوات من التهجير هرباً من جرائم الإرهابيين.
وأشار مراسل “سانا” إلى أن الجهات المعنية قامت بتأمين جميع مستلزمات العائدين من طعام وغذاء وتسهيل عملية وصولهم بيسر وأمان من ممر التايهة إلى قراهم وبلداتهم، ومن بين العائدين عدد من المتخلفين عن خدمة العلم، حيث تمت تسوية أوضاعهم بموجب قانون العفو رقم 18 لعام 2018 تمهيداً لالتحاقهم بالقطعات العسكرية.
وعبّر عدد من العائدين عن شكرهم للجيش الذي طهر مناطقهم من المجموعات الإرهابية وأعاد الأمن والاستقرار إليها، وأبدوا ارتياحهم لقيام الجهات الحكومية بتأمين جميع مستلزماتهم وتسهيل عملية وصولهم بيسر وأمان إلى منازلهم.
وفي إطار تعزيز المصالحات المحلية والاستفادة من مرسوم العفو رقم 18 لعام 2018 تستمر الجهات المختصة في الحسكة بتسوية أوضاع الفارين من الخدمة العسكرية لغاية انتهاء مهلة العفو المحددة، وبيّن قائد شرطة محافظة الحسكة اللواء فايز غازي أن أعداد المستفيدين من مرسوم العفو من الفارين من خدمة العلم ممن كانوا يخدمون في قوى الأمن الداخلي بلغت 640 مستفيداً من أبناء المحافظات الشرقية الثلاث الحسكة والرقة ودير الزور، وأشار إلى أن عمليات استقبال الراغبين في تسوية أوضاعهم والاستفادة من مرسوم العفو مستمرة مع استمرار مهلة العفو المحددة والتي تنتهي بالنسبة للفرار الداخلي في التاسع من الشهر الجاري، داعياً كل من يرغب بتسوية وضعه إلى ضرورة الإسراع بمراجعة قيادة الشرطة أو أقسامها والاستفادة من المرسوم قبيل انتهاء مدته.
من جهتهم أكد عدد من الذين سويت أوضاعهم أهمية مرسوم العفو، والعودة إلى حضن الوطن، والمساهمة في الدفاع عن ترابه، مؤكدين أن عملية التسوية تجري في ظل إجراءات ميسرة ودون أي عقبات تذكر.
وفي موسكو، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي أمس: إن الخارجية الروسية لفتت الانتباه إلى تقارير إعلامية أشارت إلى نقل الإرهابيين حاويات من غاز الكلور إلى إدلب، مضيفة: إن إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى يخططون لهجوم كبير على إدلب.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد في وقت سابق أن وجود إرهابيي جبهة النصرة في إدلب ينافي اتفاقية سوتشي، مشيراً إلى أن موسكو لن تقبل ببقاء بؤرة الإرهاب في هذا المنطقة على الدوام.
ودعت زاخاروفا النظام التركي لتنفيذ التزاماته في إطار اتفاق سوتشي حول تخليص إدلب من الإرهابيين في إشارة إلى عدم تنفيذ هذا النظام التزاماته التي تعهّد بها بموجب الاتفاق، وقالت: نعوّل على أن يكثف الأتراك نشاطهم والوفاء الكامل بالالتزامات التي أخذوها على عاتقهم في إطار اتفاقات سوتشي في الـ 17 من أيلول الماضي.