لمسات شرقية للفنانة ريم قبطان
افتتح في دار الأسد للثقافة والفنون معرض الفنانة الشابة ريم قبطان ضم عددا من لوحات التصوير الزيتي والأكريليك تناولت الطبيعة الصامتة ورسم المنظر الطبيعي والحارة الدمشقية والمشغولات التراثية، وعالجت الفنانة أعمالها بأساليب متنوعة في الرسم الواقعي وتتضح موهبتها من خلال التزامها نهج الرسم الأكاديمي الذي اكتسبته من خلال الدورات التي اتبعتها في المعاهد المتخصصة بفن الرسم والخط وتتلمذها على يد عدد من الفنانين التشكيليين، ويبدو ذلك واضحا من خلال تنوع الاتجاهات في طريقة تنفيذ اللوحة واختلاف مواضيعها، إلا أن براعة فن الرسم واضحة في تنفيذ العمل من جهة التكوين واللون وتموضع العناصر في فضاء العمل، مما يدل على العناية في اختيار اللقطة المراد رسمها وغالبا ما تكون هذه المواضيع جزءا من تدريبات طلبة الفنون وهواة الرسم الذين يتعاملون مع اللوحة بحرفية وأمانة فن الرسم والتصوير الواقعي، دون الخوض في عوالم المغامرات التشكيلية التي يحدثها الخط في حركته الغرافيكية أو اللون مع ما يجاوره من ألوان مكملة أو متناقضة، كما يتضح من خلال الأعمال الغنية باللطف والمودة أن هذه الفنانة تمتلك حسا وذائقة فاحصة تجاه السطوح المتنوعة والخامات المختلفة، وشغفا في محاكاة بعض الأعمال المعروفة من خلال إعادة رسمها، بغية استعراض مقدرة الفنانة على تحقيق اللوحة وفق تعاليم الرسم الحقيقية.
ريم قبطان المُحبة للفنون التراثية رسمت بعض المشغولات النسيجية بزخرفاتها الدقيقة ووشت أعمالها بمساحات من الخط العربي الذي تجيد كتابة بعض أنواعه مثل الخط الديواني، إذ كتبت فيه أقوالا وأبياتا من الشعر غايتها إضافة عنصر تزييني وبياني أدبي إلى اللوحة وحسبي أن هذا من شأنه إضعاف العمل ويجعله خليطا غير متجانس من اللغة البصرية التي تقول قولها الصريح من خلال الخط واللون واللمسة وحساسية عين الفنان للضوء والكتلة والفراغ.
تجربة شابة تعيش الفن وتُخلص لما تكتشف وتتعلم كما ننتظر من هذه الموهبة الجديدة أن تكون حالة فنية حاضرة في المنتج التشكيلي القادم، حيث آفاق التجريب الرحبة والاختلاف والتجاوز المبدع.
أكسم طلاع