شهادات من داخل مخيم الركبان: الإرهابيون يفرضون علينا الحصار والقوات الأمريكية تمنعنا من العودة
البعث ـ هيفاء علي
بعد ثلاثة أشهر على إدخال أول قافلة مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان في منطقة التنف قرب الحدود السورية الأردنية حيث تنتشر قوات الاحتلال الأمريكية التي تعيق وصول المساعدات وتمنع المهجّرين من العودة إلى مناطقهم المطهرة من الإرهاب، أوصلت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، أوائل الشهر الحالي، وبتسهيلات من الحكومة السورية، قافلة مساعدات إنسانية مؤلّفة من 133 شاحنة محمّلة بالمواد الإغاثية مستهدفة أكثر من 40 ألف شخص من المهجرّين السوريين بفعل الإرهاب.
وأكد مهجرون سوريون من داخل المخيم أن الوضع في المخيم كارثي، وأن المدنيين رهائن لدى المجموعات الإرهابية، الخاضعة للولايات المتحدة، و هم عالقون بين الموت والحياة، ويعيشون في ظروف أقل ما يقال فيها إنها مروعة.
ونقل مصدر أممي من داخل المخيم شهادات مصورة ومقاطع فيديو تحدّثت عن معاناة سكان المخيم، الذين أشاروا إلى أنه تمّ استغلالهم والتغرير بهم من قبل السلطات الأردنية، التي سرعان ما تخلّت عنهم، لكنها بقيت تستجدي المجتمع الدولي لتقديم الإعانات المالية باسمهم، مثلما يحدث في المخيمات الأخرى، وأعربوا عن توقهم للعودة إلى قراهم وبلداتهم، إلا أن القوات الأمريكية المرابطة في التنف قرب المخيم تمنعهم من العودة، كما تحدّثوا عن معاناتهم القاسية على مدى أربعة أعوام.
وفي الوقت الذي كانت فيه بعض الفضائيات المعادية لسورية تبثّ تقارير تدعي فيها حصار الحكومة السورية للمخيم ومنع المساعدات من الوصول إليه، أكد سكان المخيم أمام الوفد الأممي أن الإرهابيين المنضوين تحت راية قوات الاحتلال الأمريكية هم من فرضوا عليهم الحصار ومنعوهم من الخروج والعودة إلى قراهم وبلداتهم، وأجبروهم على الإدلاء بأقوال مغايرة لمراسلي “الجزيرة واورينت، والعربية” لاتهام الحكومة السورية بحصار المخيم.
أحد هؤلاء السكان، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه خشية انتقام مرتزقة واشنطن، أعرب عن توقه للعودة إلى الوطن واستعداده للتطوّع في صفوف الجيش العربي السوري للدفاع عنه هو وأولاده، فيما تحدّثت إحدى السيدات، طلبت عدم الإفصاح عن اسمها وفضلت عدم الكشف عن وجهها خوفاً من انتقام الإرهابيين أيضاً، عن قسوة المعاناة اليومية ومعاملة الذل والقهر لهم من قبل عناصر ما يسمى “جيش العشائر”، الذي يزعم حمايتهم ومحاربة “داعش”، وبشكل خاص للنساء والفتيات، مضيفة: إن هؤلاء الإرهابيين يمنعونهم من الخروج من المخيم ويحتجزونهم بشكل قسري، وأعربت عن انتظار العودة إلى الوطن بفارغ الصبر.
وضع المهجّرين في مخيم الركبان لا يختلف كثيراً عنه في مخيمات أقامها النظام التركي داخل أراضيه، فالمعاناة والظروف الإنسانية السيئة متشابهة وكارثية، لكنها تشكّل لنظام أردوغان مورداً ثميناً، عبر ابتزازه الاتحاد الأوروبي الذي تبرّع له بأكثر من 3 مليارات يورو مقابل وقف تدفق اللاجئين إلى الدول الأعضاء فيه.
المشهد ينسحب على عدد من مخيمات اللجوء في لبنان، وخاصة في منطقة عرسال حيث أغرقت السيول معظم الخيام وغطت الثلوج المخيمات فيها وسط حالة من الجوع والبرد والنقص في جميع مستلزمات الإقامة والحياة الطبيعية فيها.