الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

مجد الحناوي.. أجوبة لأسئلة لا نعرفها

 

 

 

 

افتتح هذا الأسبوع في صالة المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق معرض الفنان الشاب مجد الحناوي بعد تحضيرات طويلة سبقت هذا المعرض، وتشاركت مع أعماله في الدورات التي أقامها المركز من قبل واستكملت مع تحضيراته بعد تخرجه من كلية الفنون بدرجة جيد جدا متابعته دراساته العليا فيها، وحاليا يجتهد في بحثه الفني محاولا تلمس شخصيته الفنية المختلفة عن أقرانه، وقد قدم في هذا المعرض جملة واضحة من الأعمال المنفذة بألوان الأكرليك من الأبيض والأسود، مقدما حسا غرافيكيا متكاملا يغني عن عائلة لونية واسعة اختصرها في الطيف الرمادي وصولا للأسود أو الأبيض كقيم نهائية حاملة لحواس الفنان ونزعاته التصويرية، فقد كتب في التعريف عن هذه التجربة الشابة والجديدة رئيس مجلس إدارة المركز الفنان غياث الأخرس: “فرشاته عصبية، غرافيكية، متحركة في جميع الاتجاهات منسجمة بتكويناتها وأحيانا أخرى يركز عمله على الأسود، لكنه يغني ويستنشق هواء خاصا يحمله عمله على مساحات أوسع من الرماديات الملونة، وهذا ما يعطي أعماله في هذا المعرض أكثر من خصوصية في اللون الواحد وتدرجاته بضوء جميل ما بين القطبين الأسود والأبيض، خصوصية أصالة تكويناته المتعددة والمختلفة”.
ويعرف عن المركز توجهه نحو فن الشباب ورعايتهم والاهتمام بالفنون الجديدة التي تحمل روحا معاصرة تتخطي المألوف والثابت من المنجز التشكيلي، فقد استضافت صالة المركز خلال السنوات السابقة عددا من التجارب الجديدة في اتجاهات فن إعادة التدوير وفن الحفر وفن الكتاب والنحت والتصوير الزيتي، إضافة إلى عرض تجارب لعدد من الفنانين المخضرمين والمهمين في التشكيل السوري حاليا.
هذه الخيارات المدروسة بعناية أكسبت جملة معارض التشكيل في العاصمة ميزة التفوق والتأثير والمنافسة، وفتح المجال أمام الجميع لإثبات قدراتهم الفنية وعرض رؤاهم الإبداعية وخاصة الشباب منهم، وحسبي أن الفنان مجد الحناوي أحد أولئك المبدعين الذين ننتظر منهم الكثير في المستقبل، وقد أشار إلى ذلك الفنان نزار صابور في دليل المعرض حيث كتب تحت عنوان “أجوبة لا نعرفها” حول لوحة الفنان الحناوي: “.. إنه ابن الزمن السوري المعاصر، لذلك تعكس أعماله الألم الذي عشناه جميعا في السنوات الماضية وانعكس هذا الألم بدرجات الأبيض والأسود في أعماله في غياب شبه تام للألوان الأخرى، لكن إيمانه بالفن مستمر كمجال للخلاص! نفذ اللوحات في العام 2018واختار لها طريق التجريد، وبهذا ينضم إلى مجموعة كبيرة من الفنانين الذين يعتقدون بأن الفن يجب أن يعلمنا كيف ننظر إلى الحياة، تؤكد أغلب أعمال المجموعة مركزية التكوين مع استثناءات، كما أن اللوحة منفذة بارتجال لخبرات ورغبات شخصية، وتتمتع بلغة فنية ناضجة تعتمد على مقدرة الخطوط والألوان الرمادية التي تعكس موقفه من الحياة بعيدا عن الاتكاء على واقعية الموضوع”.
أكسم طلاع