بريطانيا ترفض عودة مواطنيها التكفيريين وتوطــــن إرهابيـــي الخــــوذ البيضـــاء؟!
رغم الكابوس الذي تعيشه أوروبا من عودة الإرهابيين المنتمين إلى التنظيمات التكفيرية في سورية، قامت بريطانيا، إحدى الدول الرافضة لعودة مواطنيها الإرهابيين، بإعادة توطين 100 من إرهابيي الخوذ البيضاء وعائلاتهم الذين تم إجلاؤهم في تموز الماضي من جنوب سورية على أراضيها. ما يعني أن الغرب يمارس ازدواجية المعايير حتى في التعامل مع الإرهابيين حيث يتم التمييز بينهم وفق ما تقتضيه مصالحهم.
وزارة الداخلية البريطانية أوضحت في بيان نقله موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أنه تمت إعادة توطين نحو 100 من الخوذ البيضاء وأفراد عائلاتهم في بريطانيا.
وكشف كيان العدو الإسرائيلي في تموز الماضي عن قيامه بعملية سرية ليلية هرب خلالها نحو 800 عنصر من إرهابيي الخوذ البيضاء وعائلاتهم من جنوب سورية ونقلهم براً إلى الأردن على أن يتم نقلهم إلى الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا.
بدورها قالت وزيرة الهجرة البريطانية كارولين نوكس أن وزارة الداخلية طلبت من المجالس المحلية مساعدة عناصر الخوذ البيضاء وتوفير التمويل لتدريسهم اللغة الإنكليزية.
وعملت الدول الغربية على نقل إرهابيي الخوذ البيضاء من المناطق التي أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إليها لمنع كشف حقيقة ارتباط إرهابيي هذه المنظمة بالدول الغربية ودورها في فبركة الهجمات الكيميائية لاتهام الجيش العربي السوري حيث تأسست الخوذ البيضاء في تركيا عام 2013 بتمويل بريطاني أمريكي غربي وأثار تحديد نطاق عملها في أماكن انتشار التنظيمات الإرهابية في سورية حصراً الكثير من علامات الاستفهام حولها وحول عملها الإنساني المزعوم وخصوصاً أن أفرادها ينتمون إلى هذه التنظيمات كما ظهروا في مقاطع فيديو يحملون الرشاشات ويقاتلون في صفوفها.
يحدث هذا رغم الكابوس الذي تعيشه الدول الأوروبية بعد مطالبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتهديداته لحكوماتها بقبول عودة من تبقى من إرهابييها في سورية وذلك بعد أن غضت هذه الدول والحكومات الطرف لسنوات عن تدفقهم للانضمام لصفوف التنظيمات الإرهابية المختلفة في سورية.
الرفض الشعبي والحكومي بدأ يتصاعد في الدول الأوروبية بشأن عودة هؤلاء الإرهابيين بعد تصريحات ترامب الأخيرة والتي طالب فيها الدول الأوروبية خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا بضرورة استقبال إرهابييها وعائلاتهم مهدداً بإطلاق سراح المعتقلين منهم إذا لم تقبل هذه الدول عودتهم ما يشير من جهة أخرى إلى العلاقة العضوية ودعم الولايات المتحدة لهؤلاء الإرهابيين.
الدول الأوروبية المعنية وجدت نفسها أمام معضلة أمنية كبيرة حيث يرى مسؤولون أمنيون أوروبيون أن هؤلاء الإرهابيين تلقوا تدريبات وحصلوا على مهارات وقدرات تجعلهم يشكلون خطراً أمنياً كبيراً.
ووفق دراسة أجريت عام 2016 فإن ما بين 3900 و 4300 من مواطني دول الاتحاد الأوروبي التحقوا بصفوف تنظيم داعش الإرهابي أغلبهم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا عاد 30 بالمئة منهم إلى بلدانهم.
بريطانيا التي تعيد توطين إرهابيي الخوذ البيضاء، إحدى أبرز الدول التي دعمت الإرهاب في سورية على مدى السنوات الماضية تحت مسمى معارضة معتدلة تعالت فيها الأصوات المحذرة من عودة مواطنيها الإرهابيين إلى بلادهم والمطالبة باللجوء إلى إحياء قانون عمره 650 عاماً بتوجيه تهمة الخيانة العظمى لمواجهة عودتهم فيما قال وزير الداخلية ساجيد جاويد قبل أيام أنه سيفعل كل ما بوسعه لمنع عودة أولئك الإرهابيين، معبراً عن القلق والمخاوف من احتمال عدم التمكن من محاسبة الإرهابيين وعائلاتهم لدى عودتهم إلى بريطانيا.
فرنسا التي أرسلت مئات الإرهابيين إلى سورية ودعمتهم بالسلاح والمال أعربت عن رفض الاستجابة لطلب ترامب بشكل فوري لكنها قالت إنها مستعدة للنظر في قضية مواطنيها من الإرهابيين حالة بحالة فيما أعلنت الدنمارك بشكل صريح رفضها استقبال الإرهابيين الدنماركيين ولم تعقب بلجيكا إحدى أكثر الدول المصدرة للإرهابيين إلى سورية قياساً لنسبة السكان على تهديدات ترامب وتتكتم حكومتها عن الحديث عن ملف عودة مواطنيها الإرهابيين إلى بلدهم.
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في تصريحات متلفزة أعلن أنه سيكون من الصعب للغاية تنفيذ الدعوة الأمريكية إلا ضمن شروط محددة وأن عودة هؤلاء الإرهابيين ستكون ممكنة فقط إذا ضمنا أن يمثلوا أمام القضاء فور عودتهم ويكونوا رهن الاحتجاز.