الفلسطينيون في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي: التمسّك بخيار المقاومة
يستذكر الفلسطينيون والعالم اليوم مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف، وهي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت في مدينة الخليل بالضفة الغربية، بتواطؤ بين المستوطنين وقوات الاحتلال، حيث أطلق المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين النار فجر الخامس والعشرين من شباط عام 1994 على نحو 500 فلسطيني كانوا يؤدون الصلاة في الحرم، ما أدى لاستشهاد 29 منهم وإصابة أكثر من 150 بجروح، ثم اعتدت قوات الاحتلال على أبناء المدينة ليرتفع عدد الشهداء إلى 60 شهيداً، لتؤكّد المعطيات، فيما بعد، أن قوات الاحتلال ومستوطنيه شاركوا في هذه المجزرة بشكل مباشر.
اليوم، وبعد مرور 25 عاماً على المجزرة، يؤكد الفلسطينيون أنهم- ورغم ما يعانونه يومياً من شتى أنواع الفصل العنصري والتطهير العرقي في ظل صمت عربي ودولي مخجل- سيواصلون مقاومة في كل الأرض الفلسطينية المحتلة، فيما أشار مدير الأوقاف في الخليل جمال أبو عرام إلى إطلاق سلسلة فعاليات شعبية في ذكرى المجزرة بهدف تذكير الأجيال الفلسطينية المتعاقبة بها والتحدّث فيها عن مخططات التهويد التي تستهدف مدينة الخليل.
بالتوازي، وبعد نجاح الفلسطينيين يوم الجمعة الماضي بفتح مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك بعد 16 عاماً من إغلاقه من قبل سلطات الاحتلال، صعّدت قواتها اعتداءاتها في مدينة القدس المحتلة، وشنت حملة اعتقالات طالت عشرات الفلسطينيين، من بينهم رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية بالقدس عبد العظيم سلهب ونائب مدير الأوقاف ناجح بكيرات، فيما طالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخل لوقف حملة الاعتقالات والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
إلى ذلك جدّدت وزارة الخارجية الفلسطينية إدانتها لجرائم المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني، داعيةً المجتمع الدولي إلى توفير حماية دولية له، وموضحةً أن ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي الأليمة تأتي هذا العام في ظل استمرار الاعتداءات على الحرم والبلدة القديمة في الخليل وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة للتضييق على الفلسطينيين وتهجيرهم وتهويد أراضيهم.
وأكدت حركة فتح الفلسطينية أن انتهاكات سلطات الاحتلال الأخيرة في مدينة القدس المحتلة ولا سيما في المسجد الأقصى المبارك جرائم حرب، مطالبةً المجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري لإنقاذ المدينة المقدسة، ومؤكدةً أن حملة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال لن تثني الشعب الفلسطيني عن المضي قدماً في الدفاع عن عاصمته الأبدية القدس المحتلة، في حين أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني يوسف ادعيس أن تصعيد قوات الاحتلال اعتداءاتها في مدينة القدس المحتلة مقدمة لتكثيف انتهاكاتها بحق المسجد الأقصى، داعياً الشعب الفلسطيني للتوجه إلى الأقصى للدفاع عنه في ظل الهجمة التهويدية الشرسة التي يتعرض لها.
في الأثناء، شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات في مدن بيت لحم ورام الله وقلقيلية بالضفة الغربية، فيما اقتحم مستوطنون إسرائيليون منطقتي خلة العقدة والسويدة في الأغوار الشمالية بالضفة الغربية واستولوا على مئات الدونمات.
كما اعتقلت قوات الاحتلال امرأتين فلسطينيتين، إحداهما من نابلس والثانية من رام الله عند عبورهما حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة.
وفي اجتماعها الدوري، أدانت اللجنة الشعبية العليا العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني حملات التطبيع الجارية مع الكيان الصهيوني من قبل بعض الحكام العرب، داعيةً الجماهير العربية والمؤسسات الفكرية والثقافية والدينية للوقوف سداً منيعاً في وجه هذه الحملات والمؤامرات التي تستهدف الأمة العربية.
وجددت اللجنة برئاسة الدكتور محمد مصطفى ميرو دعمها وتأييدها لشباب وشابات القدس وفلسطين المحتلة الذين يواجهون آلة العدوان الصهيوني ومخططاته ويواصلون مسيرات العودة.